لعدم التكرار
وأوردت المجلة في نسختها العبرية أن الهجمات الأخيرة على منشآت "أرامكو" السعودية بصواريخ كروز وطائرات دون طيار، دفعت المسؤولين الإسرائيليين إلى البحث عن حلول أخرى ناجعة، حتى لا يتكرر الأمر مع إسرائيل.
وذكرت المجلة أن النظمة الدفاعية الإسرائيلية بإمكانها مواجهة مثل هذه الصواريخ، ولكنها تحتاج دوما إلى التحديث والتجديد، وكذلك إلى ميزانية جديدة، وهو ما أوضحه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من وجوب توفي ميزانية جديدة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ونوهت المجلة العبرية بأن كل اجهزة الدولة الإسرائيلية تريد زيادة ميزانيتها، سواء الأجهزة الاستخباراتية، الموساد وأمان والشاباك، أو وزارة الخارجية، أو الدفاع، وبأنه ليس من المفروض أن يتم تخويف المجتمع الإسرائيلي من التهديدات الخارجية، حتى تحصل تلك الأجهزة على المزيد من الأموال لميزانيتها الجديدة.
ونقلت المجلة الإسرائيلية على لسان شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، ردا على سؤال يتعلق بمدى إمكانية مواجهة إسرائيل لصواريخ كروز وطائرات دون طيار، كما جرى الشهر الماضي لمنشآت "أرامكو" النفطية السعودية، أنه يوجد نظام يدعى "باراك MX" يمكنه بالفعل التصدي لمثل هذه الأنظمة الهجومية.
باراك MX
وأشارت الشركة الإسرائيلية إلى أن "باراك MX" بإمكانه مواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك صواريخ كروز وطائرات بدون طيار وطائرات عادية وأكثر من ذلك، وبأنه بالفعل تم تكييف النظام الدفاعي الإسرائيلي للتعامل مع مجموعة واسعة من السيناريوهات المحتملة ضد بلاده، مشددا على أن سلاح الجو الإسرائيلي يستخدمه، وكذلك نظيره الهند ودول أخرى.
وجاء سؤال المجلة الدفاعية الإسرائيلية "يسرائيل ديفينس"، ردا على ما ذكره الموقع الإلكتروني العبري "ديبكا"، الثلاثاء الماضي، من أن تصريحات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، الجنرال أفيف كوخافي، التي أكد خلالها أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بالمساس بدولة إسرائيل، تدل على وجود معلومات بشأن استعداد إيران لتنفيذ هجوم مفاجئ ضد مواقع استراتيجية إسرائيلية.
أورد الموقع العبري أن كوخافي، أكد أمس الاثنين، لدى مشاركته في الفعاليات السنوية لإحياء ذكرى جنود سلاح المظليين، أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بالمساس بدولة إسرائيل، وأنه في حال تعرضت البلاد لهجوم، فإن الجيش سيوجه ردا قاسيا.
سيناريو أرامكو
وأفاد الموقع بأن تصريحات كوخافي تأتي في ظروف خاصة، ترتبط بالمخاوف من إمكانية تكرار سيناريو استهداف شركة "أرامكو" السعودية النفطية، منتصف الشهر الماضي، والتقديرات الإسرائيلية بأن هناك احتمالا لتكرار مثل هذا العمل ضد إسرائيل.
ونقل الموقع العبري عن لسان الجنرال كوخافي أنه على خلاف السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، فإنه في حال تعرضت إسرائيل لهجوم إيراني من هذا النوع، فإنها سترد باستهداف مواقع استراتيجية داخل إيران.
وأكد الموقع العبري أن تصريحات الجنرال كوخافي تعني أن إسرائيل تحاول رصد جميع التحركات أو التجهيزات العسكرية في مساحة هائلة، تشمل إيران والعراق وسوريا ولبنان، بغية عدم تلقي مفاجأة عسكرية، على غرار ما واجهته السعودية والولايات المتحدة بشأن واقعة "أرامكو".
خط أحمر
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن القصف الإيراني لمنشأتي النفط في السعودية يعد تجاوزا غير مسبوق لخط أحمر.
وأضاف أن الأوامر بتنفيذ الهجوم صدرت مباشرة عن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي.
وأشار كاتس إلى أنه في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الليلة الماضية، الذي تناول التهديد الإيراني، أنه "لم يتم اتخاذ أي قرارات ولم يتم التصويت". وأوضح أن إسرائيل تعمل ضد التموضع الإيراني في سوريا، وأيضًا في أماكن أخرى.
وشدد على أن الخطة التي يقدمها نتنياهو للدفاع الجوي هي أن "إسرائيل ليست السعودية. فنحن لدينا القوة الدفاعية والهجومية ونمتلك القدرات الاستخباراتية والعملياتية ولا بد أن نكون مستعدين".
ووردت أقوال الوزير كاتس خلال حديث لإذاعة "كان"، في ظل ما نشر حول قيام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالعمل على وضع خطة جوية دفاعية لاعتراض صواريخ جوالة موضع التنفيذ.
هجمات محتملة
وقد أبدى مسؤولون إسرائيليون تخوفهم من تنفيذ هجمات ضد إسرائيل مشابهة للهجمات على منشآت "أرامكو" من غربي العراق، بحسب تقرير تلفزيوني إسرائيلي.
وذكر التقرير الذي نشرته قناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية، أن الهجوم على المنشآت السعودية كان بمثابة إنذار للغرب وإسرائيل، فأهمية هذه الهجمات وماهيتها تقلقهم (المسؤولين) جدا.
وتابع التقرير أن "هذه القدرة الهجومية يمكن أن تستخدم أيضا ضد إسرائيل ما يتطلب من المؤسسة الأمنية أن تكون على استعداد لمواجهة التهديد".
وبحسب التقرير، حلل مسؤولون في إسرائيل نتائج الهجوم وتوصلوا إلى عدد من الاستنتاجات، أبرزها أن "الهجوم المفاجئ بشكل خاص، نفذ من مسافة طويلة نسبيا على عمق 650 كلم"، واستغلال مقياس القوة عبر إطلاق نوعين من الأسلحة بالصميم بدلا من هجمات ليلية دقيقة".
لا يمكن إنكاره
وتبنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، السبت 14 سبتمبر/ أيلول، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو" في "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية.
إلا أن السعودية عرضت بقايا مما وصفته طائرات مسيرة إيرانية وصواريخ كروز استخدمت في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، قائلة إنها دليل "لا يمكن إنكاره" على العدوان الإيراني.
من جانبها، نفت إيران هذه الاتهامات، وقالت إن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أي دليل على ضلوعها في استهداف شركة "أرامكو" السعودية.
مواضيع: