خبير في الشأن التركي: أمريكا تحول المشروع الكردي من "إدارة ذاتية" إلى "نواطير" على آبار النفط

  22 اكتوبر 2019    قرأ 704
خبير في الشأن التركي: أمريكا تحول المشروع الكردي من "إدارة ذاتية" إلى "نواطير" على آبار النفط

قال الصحفي السوري المتخصص في الشأن التركي، سركيس قصارجيان، إن أمريكا تحاول إقناع الأكراد والضغط عليهم لتحويل مشروعهم من "إدارة ذاتية" إلى "نواطير" على حقول النفط السورية.

وفي اتصال مع وكالة "سبوتنيك"، أشار قصارجيان إلى أن إعلان الإدارة الأمريكية عن إبقاء عدد من قواتها بجانب آبار النفط، كأنها تقول للأكراد: "صحيح أننا أعطينا الضوء الأخضر لتركيا لتحاربكم، وصحيح أننا خذلناكم، لكن لدينا بديل لكم هو أن تقفوا "كنواطير" لحقول النفط، لنفاوض ونحصل على امتيازات أكبر".

هل كانت العلاقة "تقاطع المصالح"

وبخصوص تقاطع المصالح الأمريكية الكردية، نوه قصرجيان: "أمريكا دغدغت العواطف لدى الأكراد "بالإدارة الذاتية" لضمان استمرارية استغلالهم...الأكراد  لم يستفيدوا من دروس التاريخ، آخر درس كان قبل عام عندما أعلن البرزاني عن استفتاء ودولة مستقلة، كان واضحا عدم وجود أي دعم أو تفاعل من هذه الدول المؤثرة (الدول الأوروبية وأمريكا) لمشروعه"

كيف تتعاطى أمريكا مع الأكراد؟

وحول ذهنية تعاطي الولايات المتحدة مع الأكراد، قال قصرجيان: "عندما يقول ترامب أننا تحالفنا مع الأكراد ضد داعش، لكننا أيضا أعطيناهم الكثير من المساعدات والأموال مقابل ذلك، كأنه يقول أنهم بالنسبة لأمريكا (مرتزقة) حاربوا من أجل النقود، والآن ندفع لهم من أجل حراسة حقول النفط"

هل استعملت أمريكا الأكراد في سوريا كورقة مساومة؟

وحول استخدام الأكراد في المنطقة،  أضاف قصارجيان: "أن نقول أن أمريكا استخدمت الأكراد كورقة ضغط على تركيا فقط، غير كافي لأنها استخدمت الأكراد كورقة ضغط في المنطقة ككل، استخدمتها في الضغط على الدولة السورية (كمخاوف من التقسيم)، وعدم تمكن سورية من تنفيذ مهامها بما يخص حماية الحدود كان سببه الوجود الأمريكي، ولو أنه غير شرعي، لكنه غطي عن طريق استخدام الأكراد، إضافة إلى أنها تربك الدول الإقليمية الأخرى من العراق إلى إيران إلى موسكو، فهي كانت ورقة استغلال ناجحة".

واشنطن استخدمت الأكراد مستغلة مخاوف تركيا

وأضاف قصارجيان أن الاستغلال الأكبر كان لابتزاز تركيا "نتيجة مخاوفها من الأكراد فهذا الملف خلال 30 عام وخلال الحكومات المتعاقبة على تركيا من اليسار إلى العسكر إلى الإسلاميين لم فشلوا في إيجاد حل له ".

لا يمكن أن نطلق عليهم تسمية "الحلفاء"

وحول التحالف بين أمريكا والأكراد على الأرض، أكد قصارجيان أن "الأمريكان يطلقون عليهم (حلفاء) لكن التحالف يكون بين قطبين قريبين من حيث القوة والوزن والثقل، لكن عندما تكون العلاقة بين دولة عظمى و (ميليشيات) متوزعة على الأرض تكون هذه العلاقة علاقة تبعية وعلاقة استغلال".

وكان قد أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الأمس الاثنين، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأفغاني في كابول "هناك قوات أمريكية في بعض القرى تحمي الحقول النفطية وهي ليست في حالة انسحاب، حالة الانسحاب في مناطق حدودية فقط مثل كوباني".

وأضاف إسبر: "عملية الانسحاب سوف تستغرق أسابيع وليس أيام، وبعض من قواتنا سوف تبقى في القرى المحاذية لحقول النفط في شمال شرق سوريا بهدف منع إمكانية وصول تنظيم "داعش" وغيرهم للاستفادة من هذه الموارد"، متابعا: "قواتنا ستبقى قريبة من مراكز القتال في سوريا وحتى الآن لم نتخذ قرارا بالانسحاب النهائي من هناك".

وقالت قوات "قسد"، الأمس الاثنين، أنها سحبت كل مقاتليها من مدينة رأس العين الحدودية في إطار الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة للانسحاب من ”منطقة آمنة“ تسعى تركيا لإقامتها على حدودها مع سوريا، ليجد الأكراد أنفسهم بلا حليفهم السابق "أمريكا".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة