على رأس تلك التغييرات يأتي توسيع قاعدة المشاركة في كأس العالم للأندية بشكل كبير - ليصبح عدد الأندية المشاركة في البطولة 24 ناديا أي ثلاثة أمثال العدد المعهود.
وبدلا من مشاركة فريق أوروبي واحد، تستهدف الخطة تغيير ذلك ليصبح عدد الفرق الأوروبية المشاركة ثمانية فرق - رغم أن تلك الخطة تلقى معارضة من رابطة الأندية الأوروبية والتي هددت بمقاطعة البطولة تماما.
وبحسب الخطة، تشارك أمريكا الجنوبية بستة فرق، وتشارك كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية بثلاثة فرق لكلّ منها. أما دول أوقيانوسيا -والتي ليس من بينها أستراليا، والتي تدخل لأغراض كروية ضمن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم- فسيستمر تمثيلها بفريق واحد، وهو في الغالب من نيوزيلاندا.
هذا التغير في عدد الأندية المشاركة يعني بالتبعية تغيرا في نسق البطولة.
وفي الوقت الحاضر، تقرّ الفيفا ضمنيا بالفروق الشاسعة في المستوى بين أفضل الأندية المشاركة من مختلف القارات عبر إدخالها في مستويات مختلفة؛ ويدخل الفريق المشارك عن أوقيانوسيا في مستوى البداية، بينما تدخل فرق أوروبا وأمريكا الجنوبية في نصف النهائي بشكل تلقائي.
وفي النسخة الموسعة، ستكون هنالك ثماني مجموعات كل منها مكون من ثلاثة فرق - أوائل هذه المجموعات سيلعب في ربع النهائي، ثم في نصف النهائي، وصولا إلى النهائي.
وعليه، فأيا كان الفريق الفائز، فسيلعب خمس مباريات.
أثر كأس العالم للأندية على كرة القدم
وفي ظل التعديل الجديد، ستتوقف إقامة بطولة كأس العالم للأندية سنويا على غرار ما يحدث منذ انطلاقها عام 2000. وبدلا من ذلك ستقام البطولة كل أربعة أعوام شأنها في ذلك شأن مونديال كأس العالم، وذلك من أجل أن تحظى بمزيد من الاهتمام والتنسيق الخاص.
وترى الفيفا أنه من السهل الوقوف على وجاهة الإقدام على مثل هذا التغيير.
إن كأس العالم للأندية جدير، من الناحية النظرية، بأن يكون على رأس الأهداف التي تتنافس أندية كرة القدم على تحقيقها. إن المسابقات القارية لا يتأهل لها إلا أفضل الفرق في كل دولة - وبالتبعية، فإن مسابقة كأس العالم للأندية لا يتأهل لها سوى الأفضل من كل قارة.
لكن مع ذلك، ليس للمسابقة أثر يُذكر على عالم كرة القدم الأوسع نطاقا.
عوامل أخرى
بينما يُجتذَب اللاعبون المتميزون من حول العالم إلى أندية أوروبية في أغلب الأحيان، فإن المسابقة المستفيدة من ذلك هي دوري أبطال أوروبا.
ولا يوجد خارج أوروبا ما يكفي من الأندية القوية لإثراء مسابقة كأس العالم للأندية - وهو ما عالجته الفيفا في النسخة المعدلة بزيادة أعداد الفرق المشاركة بشكل كبير.
ومن إجمالي الاثنتي عشرة نسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم للأندية، فازت الفرق الأوروبية حاملة لقب دوري أبطال أوروبا في إحدى عشرة نسخة. وكان الاستثناء الوحيد متمثلا في فوز فريق نادي كورينثيانز باوليستا على تشيلسيا الإنجليزي في نهائي البطولة عام 2012.
ومن ثم باتت بطولة كأس العالم للأندية شبه محسومة سلفا للفريق المتوج ببطولة دوري أبطال أوروبا.
وثمة نقطة أخرى تتمثل في ندرة اللحظات الجديرة بالتعلق في الذاكرة؛ ذلك أن التباين الكبير في مستوى الفِرق المتنافسة يعني أن معظم المباريات تكون أحادية الجانب.
أيضا فروق التوقيت لم تكن دائما عامل جذب للمشاهدين عالميا في النسخة الراهنة من كأس العالم للأندية.
وتتطلع أندية من آسيا وأفريقيا وباقي العالم إلى فُرصة للعب مع برشلونة أو يوفنتوس أو ليفربول في توقيتات تناسب مشجعيها، ولربما أثر ذلك على أداء تلك الأندية.
وحتى لو كانت أوائل المجموعات الثماني في النسخة الجديدة من البطولة هم فرق أوروبية، فستكون هنالك عندئد فرصة مهيأة لإحراز لقب أعظم فريق في العالم لمدة أربعة أعوام عبر مسابقة قصيرة بين هذه الفِرق الثماني.
وهنا ستميل تلك الفرق إلى التعامل مع المسألة بمزيد من الجدية والاهتمام المفقود حاليا إزاء بطولة كأس العالم للأندية في صورتها الراهنة.
تهديدات بالمقاطعة
وفي ضوء ما تقدم ترى الفيفا وجاهة التغييرات الطارئة على نسخة كأس العالم للأندية.
ولهذه الأسباب تحديدا ينظر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وتنظر الأندية الأوروبية إلى التعديلات الجديدة بعين الريبة.
إن بطولة كأس العالم للأندية بصورتها الراهنة لا تستطيع استراق الأضواء من بطولة دوري أبطال أوروبا باعتبارها المسابقة الأقوى بين أفضل أندية العالم. لكن النسخة الجديدة قد تستطيع أن تفعل ذلك.
إن دوري أبطال أوروبا أثرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كما أثرى الأندية الأوروبية، بل وجعلها أكثر شهرة عالميا عما كانت عليه من قبل.
ولهذه الأسباب وأسباب أخرى، تهدد رابطة الأندية الأوروبية بعدم المشاركة في نسخة 2021 من البطولة المعدلة، وإذا نفذت الرابطة تهديدها فستمثل هذه ضربة للفكرة في مهدها.
وستبذل كل الجهود، لا سيما من الصينيين، لتفادي ذلك المصير.
مواضيع: