منذ أشهر طويلة، والأزمة الاقتصادية قائمة، بلا اي محاولات جدية لمعالجتها، بينما الرهانات الوهمية كانت دائماً على المساعدات والمؤتمرات الدولية التي لم يصل منها شيء، فيما غرق اركان الحكم بأوهامهم، وبدأت تباشير الأزمة الاقتصادية والمالية ما قبل الاحتجاجات التي انفجرت في المناطق اللبنانية بفترة ليست قصيرة، تجلّت في وجود سعرين مختلفين للدولار، وأيضاً لم يتم تحريك أي ساكن.
سياسة اللامبالاة ذاتها تحصل مع الشعب اللبناني المقيم في الطرقات منذ 12 يوماً، فتستمر المناورات في تحميله مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي. فتحميل المسؤولية للناس فيه تجاف وخروج على المنطق والواقع. ويدل على أن لا حلّ في ظل التركيبة القائمة، والتي لا تراهن على غير التعجرف والمكابرة، وعلى عدم تقديم أي تنازل، في سبيل البلاد والعباد.
منذ أشهر والحزب التقدمي الاشتراكي يقدم الاقتراح تلو الاقتراح، والورقة تتبع الأخرى، والصرخة تدوي بعد صرخة للولوج الى ورشة اقتصادية اجتماعية تفكك الألغام التي تتفجر تباعاً بالإقتصاد اللبناني ككل، دون أن يرف جفن لأحد، رفضت كل المقترحات فوصلوا الى الحائط المسدود، واصطدموا بالناس، ولا يزالون على اصرارهم في المكابرة على حساب اللبنانيين.
تلك المكابرة تتجلى في تعطيل مسعى كان يقوم به رئيس الحكومة لإجراء تعديل حكومي، او تغيير الحكومة ككل، استجابة لمطالبات الناس بإخراج الوجوه الاستفزازية، لكنهم رفضوا أيضاً، حساباتهم مختلفة، يتاجرون حتى بأعصاب اللبنانيين وارزاقهم، ويريدون الاستفادة من تعطيل البلاد لتحقيق غايات شخصية وطموحات مصلحية، كمن يشعل بلاداً ليشعل سيجارته. حساباتهم مختلفة، هدفهم السلطة والبقاء فيها والتحكم برقاب العباد، وتصفية حسابات مع من يعتبرونهم خصومهم في طموحاتهم الرئاسية المقبلة. يريدون توريط الجيش، واحراق حاكم المصرف، ولو اقتضى ذلك احراق لبنان بأسره واغراق اقتصاده بالانهيار تلو الانهيار. لكنهم لا يعلمون أنهم بذلك يكتبون نهاية مأسوية لطموحاتهم.
مواضيع: