ورحب قادة العالم والمسؤولون الأمنيون بمقتل البغدادي، لكنهم أكدوا أن التنظيم الذي ارتكب أعمالاً وحشية ضد الأقليات الدينية، وروع أغلب المسلمين لا يزال يمثل تهديداً أمنياً في سوريا وخارجها.
وقال المسؤول، إن "إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا في 6 أكتوبر لا يعني أن واشنطن تتخلى عن قتال داعش".
وقال المسؤول للصحافيين: "لم تكن هناك فكرة قط للتخلى عن مهمة ملاحقة داعش.. هذا جهد كبير مستمر".
وسيجتمع وزراء خارجية في واشنطن في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لمناقشة المهمة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "الولايات المتحدة عازمة على منع عودة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وتواصل العمل مع التحالف العالمي، لتدمير فلول داعش، وإحباط طموحاته العالمية".
وأضافت أن مناقشات اجتماع واشنطن "ستركز بشكل خاص على التطورات الأخيرة في شمال شرق سوريا، وعلاقتها بالاستقرار والأمن في المنطقة".
وخفف ترامب من خططه للانسحاب من سوريا، بعد رد فعل عنيف من الكونغرس، بما في ذلك من زملائه الجمهوريين، الذين يقولون، إن "الانسحاب أعطى الفرصة لتوغل طالما هددت به تركيا في 9 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري، ضد القوات الكردية في سوريا التي كانت حليفة للولايات المتحدة في المعركة على داعش منذ 2014".
ونفذت القوات الخاصة الأمريكية العملية السورية التي قتل فيها البغدادي نفسه وثلاثة من أطفاله، بتفجير سترة ناسفة عند محاصرته في نفق.
وقال ترامب، الإثنين، إنه "قد يسمح بنشر جزء من التسجيل المصور للغارة التي قتل فيها البغدادي في سوريا يوم السبت".
ومن المعتقد أن التسجيل يشمل لقطات من الجو وأخرى من كاميرات مثبتة في ملابس الجنود الذين اقتحموا مجمع البغدادي.
وقال ترامب للصحافيين قبل سفره إلى شيكاغو: "نفكر في الأمر. ربما نسمح بذلك.. ربما نأخذ أجزاء محددة منه وننشرها".
وقال ترامب، الأحد، إن "البغدادي مات يئن ويبكي ويصرخ" في غارة حققت أهم أهدافه في مجال الأمن القومي.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن "الولايات المتحدة دفنت أشلاء البغدادي في البحر بعد شعائر مطابقة للشريعة الإسلامية".
وأكدت الولايات المتحدة، الإثنين، مقتل المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابي أبو الحسن المهاجر، وهو واحد من الشخصيات الكبيرة في الجماعة في عملية أخرى نفذتها القوات الأمريكية في شمال سوريا.
وحاولت الولايات المتحدة طويلاً الوصول إلى البغدادي وعرضت مكافأة بـ 25 مليون دولار لمن يساعدها في ذلك باعتباره زعيماً لجماعة إرهابية سيطرت في وقت من الأوقات على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا.
وهاجم داعش الأقليات الدينية بوحشية ونفذت هجمات قاتلة في خمس قارات في حملة عنيفة أثارت رعب معظم المسلمين.
وقال مصدران أمنيان عراقيان، إن "فرق المخابرات العراقية حققت، أثناء مطاردتها الطويلة للبغدادي، انفراجاً في فبراير (شباط) 2018 بعد أن قدم لها أحد كبار مساعدي البغدادي معلومات عن كيفية إفلاته من الاعتقال طيلة سنوات.
وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين بعد أن اعتقلته السلطات التركية وسلمته للعراقيين إن "البغدادي كان يجري أحياناً محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها".
وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين: "قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها".
وأضاف "أعطانا العيثاوي تفاصيل عن خمسة رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سوريا والمواقع المختلفة التي استخدموها".
وقال مسؤولون أمنيون عراقيون، إن "عناصر المخابرات الكردية تبادلوا المعلومات مع نظرائهم في بغداد عن تحركات البغدادي ومساعديه في سوريا".
ونقل أحد مصادر الأكراد "معلومة ذهبية" في وقت سابق من هذا العام.
وأضاف المسؤولون العراقيون أن السكان رصدوا تحركات مثيرة للريبة في منزل بقرية في سوريا، فوضع تحت المراقبة وتبين أنه المنزل الذي يستخدمه البغدادي.
مواضيع: