"لم يفهم أحد فكرتنا في البداية لكنها تقدر الآن بأكثر من مليار دولار"

  05 نفومبر 2019    قرأ 854
"لم يفهم أحد فكرتنا في البداية لكنها تقدر الآن بأكثر من مليار دولار"

تتناول سلسلة "المدير" الأسبوعية من بي بي سي حياة وإنجازات شخصيات مشهورة في مجالات الأعمال المختلفة في العالم. وهذا الأسبوع نتحدث مع هوي ليو، المدير التنفيذي ومؤسس شركة "إيرتابل" المعتمدة على تطبيق لجدولة البيانات أخذ ينتشر بسرعة فائقة.

 

وكان هوارد ليو، أحد مديري وادي السيليكون، يقول لنفسه إن فكرته قد تربح عشرات المليارات من الدولارات. وربما يساعده الحظ، كما قال لبي بي سي، وتكون شركته هي التي تنفذها.

ويقول: "إنها فرصة عظيمة جدا، لكنها ليست بحجم أمازون، ولا فيسبوك، ولا غوغل".

ويضيف: "أعتقد أن هناك تغيرا سيحدث في الطريقة التي سيتعامل بها الناس مع التطبيق".

لكن ما هي تلك الفكرة الكبيرة؟ إنها مبنية على صفحات لجدولة البيانات (سبريدشيت)، لكن بطريقة أفضل، وأكثر غنى.

ويستخدم المتخصصون، مثل المحاسبين، صفحات سبريدشيت لترتيب البيانات، وإنتاج رسوم بيانية لها، وإجراء عمليات حسابية عليها. ويجد معظمنا أن البرنامج صعب من الناحية التقنية لاستخدامه في مجالات أخرى، فيما عدا الطريقة البدائية.

تطبيق إيرتابل يغير هذا كله، بحسب ما يقوله ليو، إذ إنه يسهل على الناس، الذين لا يتمتعون بمهارة استخدام لغة البرمجة، مثل مربي الأبقار مثلا، إنشاء أنظمة تخزين معقدة في الفضاء الإلكتروني لما يفعلونه، من قبيل الاحتفاظ بسجلات لعدد الأبقار لديهم وما يستخدمونه من معدات.

"شيء مذهل"

لاقى التطبيق نجاحا كبيرا، وجذب عملاء كبارا، مثل شركة نتفليكس للترفيه، وشركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، ومجلة تايم وموقعها على الإنترنت.

وقدرت قيمة الشركة المالية بحوالي مليار و100 مليون دولار، اعتمادا على تقييم حديث، بالرغم من أنه لم يمض على وجود التطبيق في السوق أكثر من أربع سنوات.

وأقر ليو، الذي أسس شركته في 2012، أن شرح الفكرة للمستثمرين كان أمرا صعبا في بدايات حياتها، ولم يدرك البعض وقتها أنها فكرة جديدة تماما بالفعل.

وقال ليو: "فكرة صفحات سبريدشيت أقدم حتى من ظهور الكمبيوتر".

وعندما التقى هو فريقه مع بعض المستثمرين لم يقضوا وقتا طويلا في شرح ما كان المستثمرون يريدون سماعه، لكنهم تحدثوا عن قضية أخرى وهي أن فكرة إيرتابل يمكن أن تغير كيفية أداء العمل.

ويقول ليو: "هنا بدوا مذهولين، بل إن بعض المستثمرين أقر بأنه لم يدرك ما نرمي إليه".

ولكن ما دفع المستثمرين إلى الانضمام إلى الشركة هو ثقتهم في فريق "إيرتابل"، الذي كان عاملا مهما في المرحلة المبكرة لها.

ويضيف ليو: "هناك أفكار عظيمة كثيرة، تروج لها فرق سيئة تؤدي بها إلى الفشل، وهناك أفكار غير معروفة يكتب لها فرق عظيمة تسير بها نحو النجاح".

من هو ليو؟

نشأ ليو في تكساس، "على بعد ساعتين من هوستين، وثلاث ساعات من دالاس".

وترجع أسرته إلى أصول معقدة، لم تشرحها له أمه إلا بعد أن بلغ سن الـ10.

ويقول: "جميع جدودي الأربعة من كوريا، ولكنهم انتقلوا خلال الحرب العالمية الثانية إلى الصين، كما فعل كثير من الكوريين. وولد أبي وأمي في الصين، لكنهما انتقلا إلى الولايات المتحدة قبل ولادتي".

وبدأ ليو في سن صغيرة تعلم لغة البرمجة، بعد أن عثر على كتاب لوالده يشرح لغة سي ++، وعلم نفسه بنفسه خلال أسابيع.

وفي سن الـ16 بدا دراسة الكمبيوتر في جامعة ديوك في نورث كارولينا. وهناك قابل الشخصين الآخرين اللذين أسسا معه شركة إيرتابل، وهما أندرو أوفستاد، وإيميت نيكولاس، ولكنهم لم يبدأوا العمل معا إلا في مرحلة لاحقة.

وكانت أول شركة أسسها ليو شركة لإدارة العلاقات مع العملاء، اشترتها فيما بعد شركة أعمال كبيرة في 2011، بمبلغ لم يكشف عنه.

ووفر بيع الشركة الأولى لليو الأمن المالي الذي ساعده فيما بعد حينما أسس إيرتابل.

ويبلغ عدد عملاء إيرتابل، التي يوجد مقرها في سان فرانسيسكو، 80000 شركة، ومازال الرقم في ازدياد.

ويقول ليو إن تطبيق إيرتابل استخدم عندما ضرب إعصار هارفي ولايتي تكساس ولويزيانا في 2017، في تسجيل الحيوانات الأليفة التي أنقذت، وأعيدت إلى الأسر التي كانت تؤيها. ويوجد للتطبيق صفحة مجانية على الإنترنت، لكن وظائفه وسعته فيها محدودة، ومن أراد استخدام جميع وظائفه عليه أن يدفع اشتراكا شهريا.

وجعل هذا النجاح من إيرتابل إحدى الشركات الخاصة التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار، ويطلق على هذا النوع من الشركات مصطلح شركة "وحيدة القرن"، وهذا ما تطمح إليه أغلب الشركات في سان فرانسيسكو.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة