المتحف الوطني .. رسالة ثقافية وإنسانية وترسيخ للقيم العمانية

  05 نفومبر 2017    قرأ 735
المتحف الوطني .. رسالة ثقافية وإنسانية وترسيخ للقيم العمانية
يعد المتحف الوطني في السلطنة مشروعًا حيويًا يهدف إلى تحقيق رسالة ثقافية وإنسانية من خلال الارتقاء بالوعي العام وترسيخ القيم العُمانية النبيلة وتفعيل انتماء المواطن والمقيم والزائر للسلطنة وتاريخها وتراثها وثقافتها، وتنمية قدراتهم الإبداعية والفكرية، وتتجلى رؤيته في تقديم القيادة للصناعة المتحفية وبما يحقق النقلة النوعية المنشودة لهذا القطاع. وقد حصل المتحف الوطني مؤخرا على الجائزة الأولى عن فئة أفضل مشروع عام للمؤثرات الضوئية ضمن جوائز الشرق الأوسط لعام 2017م، وتعد هذه الجائزة من أبرز الجوائز العالمية في مجال المؤثرات الضوئية، وسبق وأن حصل المتحف على ثلاث جوائز أخرى وهي: جائزة التصميم في حفل “ترانسفورم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، ‏حيث فاز مشروع الهوية البصرية للمتحف بالجائزة الفضية لأفضل استخدام (للخط)، والجائزة البرونزية لأفضل هوية بصرية، وذلك ضمن قطاع الخدمات العامة بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الأول في جائزة الرؤية الاقتصادية كأفضل المشاريع الحكومية في دورة الجائزة السادسة لعام 2017.
وقد أنشئ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62) الصادر بتاريخ (16 من محرم 1435هـ) الموافق (20 من نوفمبر 2013م) وبذلك أصبحت له
الشخصية الاعتبارية، بما يتوافق والتجارب والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة. وأوضح جمال بن حسن الموسوي مدير المتحف الوطني “أن المتحف الوطني يضم أول مركز للتعليم المتحفي في السلطنة مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية، ومرافق للحفظ والصون الوقائي صُممت وفق معايير المجلس الدولي للمتاحف، كما أنه من أوائل المباني العامة في السلطنة التي تضم تسهيلات متقدمة لذوي الإعاقة ومنهم المكفوفون وذوو الإعاقة الجسدية، من خلال توظيف رموز لغة (بريل) بالعربية وتوظيف العرض المكشوف حتى يمكن التفاعل مع المقتنيات بشكل حسي مباشر، وهو أول متحف في الشرق الأوسط يقوم بتوظيف رموز (بريل) العربية في سياق التفسير المتحفي، ومنظومة المخازن المفتوحة حيث يستطيع الزائر أن يشاهد ويعايش المراحل التي تمر بها التحف الأثرية من جرد وتوثيق وفحص مبدئي وحفظ وصون وصولاً إلى مرحلة حفظها بالشكل المؤقت في المخازن المفتوحة”. وأضاف في حديث لوكالة الأنباء العمانية أن المشروع الوطني يهدف أيضا إلى المحافظة على مكنونات التراث الثقافي العماني من خلال دعم الابحاث والدراسات العلمية والتاريخية والخطط للحفظ والصون الوقائي إضافة إلى التعليم والتواصل المجتمعي الذي يتحقق من خلال مركز التعليم الذي يقدم الخدمات التعليمية المتميزة لكافة الزوار من مختلف الفئات العمرية خاصة الأطفال والطلاب من خلال تقديم خدمات الزوار المتميزة، مشيرًا إلى أنه تم حتى اليوم ومنذ يناير من هذا العام حفظ وصون أكثر من 384 لقى ( قطع أثرية) متحفية، وتنظيم أكثر من 325 برنامجًا من قبل مركز التعلم حيث وصل عدد المستفيدين منها إلى أكثر عن (11) ألف شخص. وقال مدير المتحف الوطني إن المتحف يضم عددا من القاعات التي تحوي تفاصيل متنوعة حيث تعرض قاعة الأرض والإنسان ، وقاعة التاريخ البحري وقاعة السلاح ذات الأبعاد الحضارية والثقافية للسلاح التقليدي في عُمان، وقاعة المنجز الحضاري وقاعة الأفلاج وقاعة العملات وقاعة الحقب الزمنية وقاعات ما قبل التأريخ والعصور القديمة وقاعة عظمة الإسلام وعمان والعالم وقاعة عصر النهضة، وقاعة التراث غير المادي. الجدير بالذكر أنه تم في العام 2004م اختيار موقع المشروع بحيث يكون مقابل قصر العلم العامر وفي ظلال قلعتي الجلالي والميراني وخارج أسوار مسقط القديمة ليضفي بعدًا رمزيًا ودلالة معنوية. وقد روعي عند إعداد قصة السرد المتحفي التوفيق بين السياقين الزماني والمكاني وهو أحدث توجه فلسفي يؤطر لسياق قصة السرد المتحفي المتبع حاليًا بخلاف التوجه التقليدي إما أن يكون توجهًا زمانيًا من الأقدم للأحدث أو من الأحدث فالأقدم حيث يعمل التوجه الجديد على إيجاد قيمة معنوية وفكرية مضافة للزائر وستفتح آفاقاً جديدة لقراءة مدلولات التراث الثقافي العماني وفق آلية لم يعهدها سابقا. ويضم المتحف أول قاعة للعرض السينمائي بتقنية العرض فائقة الدقة /UHD/ ويجري العمل على إنتاج عرض مرئي فني التوجه خاص للمتحف مدته 12 دقيقة يتناول أبرز المحطات التاريخية للإنسان العماني بطريقة مبتكرة. ويبلغ عدد المفردات والتحف الأثرية التي تحويها قاعات العرض الثابت بالمتحف حوالي (6000) مفردة تتوزع بين التحف الأثرية والصناعات الحرفية والمخطوطات والوثائق والمراسلات والمطبوعات القديمة والطوابع البريدية ومجسمات فائقة الدقة للسفن والمراكب وأدوات الملاحة البحرية والاسلحة التقليدية والمجسمات المتحفية فائقة الدقة للقلاع والحصون والمباني التاريخية واللقى المتصلة بالعمارة والآلات والأدوات والمعدات الزراعية وما يتصل بالأفلاج والنقود والعملات الورقية والمعدنية والخزف والأثاث والفنون التطبيقية والصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية والآلات والأدوات الموسيقية إضافة إلى مفردات التراث غير المادي وهي ما يتصل بالطعام والشراب والشعر والقصص والرقص والغناء الشعبي إضافة إلى التسجيلات المرئية والصوتية والمكونات التفاعلية الرقمية. وقد شهد المتحف خلال الفترة الماضية ابتعاث عدد من الموظفين للتدريب والتأهيل المهني خارج السلطنة واستضافة دورات تخصصية في مجال العمل المتحفي من قبل مؤسسات عالمية مثل متحف (الإرميتاج) من روسيا الاتحادية، ومتاحف (تيت) من المملكة المتحدة، ومتاحف (سميثسونيان) من الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسة (كالوست غولبيكان) من جمهورية البرتغال.

مواضيع: المتحف،ثقافية،  


الأخبار الأخيرة