وقال في تعليقات نادرة حول الاضطرابات إن "الأنشطة غير القانونية العنيفة الأخيرة في هونغ كونغ، تدوس بشدة على سيادة القانون والنظام في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي"، وتابع أثناء قمة لدول مجموعة البريكس في برازيليا أن "العنف يهدد بشكل خطير صيغة (بلد واحد بنظامين)".
ويغلق المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية المدينة بالحواجز والمسيرات لليوم الرابع على التوالي أمس، بعد أيام من إطلاق الشرطة النار على متظاهر واشتعال النار في شخص كان يعبر عن وجهات نظر مؤيدة لبكين.
وأضاف الرئيس الصيني أن "بكين تدعم بقوة حكومة هونغ كونغ والشرطة، وأن وقف العنف والسيطرة على الفوضى مع استعادة النظام هو حالياً مهمة هونغ كونغ الأكثر إلحاحاً"، حسبما ذكرت صحيفة الشعب.
وفي بادئ الأمر، تركزت مطالب المحتجين على معارضة مشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى سلطات بكين، وما لبثت أن تطورت إلى مطالب أوسع بالديمقراطية والتحقيق في أعمال عنف يرتكبها عناصر الشرطة.
يذكر أن البريطانيين أعادوا هونغ كونغ إلى الصين في 1997 بموجب سياسة "دولة واحدة بنظامين"، تمنح الإقليم حقوقاً غير موجودة في البر الرئيسي، وهي حريات يقول المحتجون إنها تتعرض للتآكل باستمرار من قبل بكين
وقد أغلقت المدارس والجامعات بسبب تحركات متظاهرين تسببوا باضطراب في حركة النقل، وبعد أكثر من 5 أشهر من التظاهرات، تبنت حركة الاحتجاج في المستعمرة البريطانية السابقة هذا الأسبوع تكتيكاً جديداً يقضي بمضاعفة التحركات المحدودة التي تقوم بها مجموعات صغيرة وخصوصاً طلاب، لاستنزاف قدرات الشرطة إلى أقصى حد ممكن.
والأوضاع متوترة منذ وفاة طالب يبلغ من العمر 22 عاماً سقط من موقف للسيارات متعدد الطوابق الجمعة الماضي، وقد تدهور الوضع أكثر صباح الإثنين الماضي عندما جرح شرطي محتجاً غير مسلح، كما تعرض رجل (57 عاماً) للرش بسائل قابل للاشتعال من قبل محتج تشاجر معه لأنه أبدى تعاطفه مع بكين وما يزال في حالة حرجة.
وتوفي عجوز(70 عاماً) بعد إصابته بحجر من الآجر أثناء مواجهات بين مؤيدين للحكومة ومعارضيها، وعند موعد الغداء، انضم بعض الموظفين الذين تمكنوا من الوصول إلى مكاتبهم لتظاهرات مختلفة في كافة أنحاء المدينة، وفي حي الأعمال الذي يضم العديد من الشركات الأجنبية، أغلق آلاف الموظفين والمدراء الطرقات، وقال شان وهو محام "جرح العديد من الشباب، لذا علينا أن نخرج إلى الشوارع".
وتشهد المستعمرة البريطانية السابقة منذ يونيو(حزيران) الماضي أسوأ أزمة سياسية منذ إعادتها إلى بكين في 1997، وفي مواجهة المتظاهرين تتبنى السلطة المحلية والحكومة المركزية الصينية مواقف متصلبة مؤكدة أنها لن تخضع لضغط الشارع.
ومنذ بداية الأسبوع، تكثفت أعمال العنف في جميع أنحاء المنطقة ما أنهك الشرطة وأثر على قطارات الأنفاق الفعالة جداً عادة وتنقل يومياً أكثر من 4 ملايين شخص، ومن جهة أخرى، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع صباح أمس بالقرب من جامعة البوليتيكنيك حيث دعي المتظاهرون إلى التجمع.
وفي رسالة نشرتها على فيس بوك، اتهمت الشرطة مثيري الشغب بإطلاق سهام على العديد من رجال الشرطة الذين كانوا يقومون بدورية بالقرب من هذه الجامعة، وعمد الطلاب إلى استخدام أساليب جديدة ضد الشرطة، خصوصاً المقاليع والقوس والنشاب، كما لجؤوا لاستخدام مضارب التنس لردع القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها الشرطة.
وفي حرم الجامعة، رفع الطلاب جدراناً من الآجر وسواتر من الإسمنت والخرسانة، تمهيداً لتدخل محتمل للشرطة، وأعلن آه فاي، مرتدياً الأسود "أنتظر بفارغ الصبر وصول الشرطة".
وتشهد هونغ كونغ انقساماً حاداً بين المؤيدين لبكين والمطالبين بمزيد من الديمقراطية، ويتسع الصدع بين الطرفين مع تكثف المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، ومنذ أن سحبت السلطات مشروع قانون تسليم المطلوبين للصين الذي اندلعت على خلفيته التظاهرات، ترفض الحكومة المحلية تقديم تنازلات إضافية للمتظاهرين وتدافع عن أداء الشرطة.
ومن جهتها، تظهر بكين مرونة أقل وتلمح لأنها تريد تشديد الإجراءات الأمنية بمواجهة تصاعد العنف، وعلى صفحتها الأولى كتبت (غلوبال تايمز) إن "عصابات حولت الجامعات إلى موقع حرب يشبه سوريا"، واتهمت صحيفة "تشاينا ديلي" المتظاهرين بتحويل الجامعات إلى "قواعد ثورية".
وكتبت الصحيفة "إذا كنت بانتظار اندلاع الحريق، فهو سيحرق كل شيء فيما تنتظرون، الطريق الأمثل لإطفاء حريق هي منع اندلاعه أساساً".
24ae
مواضيع: