أوراق نقدية تبحث في مسارات “جبرين وشاء الهوى” لسعيد السيابي

  08 نفومبر 2017    قرأ 758
أوراق نقدية تبحث في مسارات “جبرين وشاء الهوى” لسعيد السيابي
استضاف مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية وبالتعاون مع بيت الغشام ندوة نقدية في رواية “جبرين وشاء الهوى” للدكتور سعيد السيابي، تناولت عدة أوراق بحثية ومداخلات قدمها نقاد ومهتمون، تحدث فيها كل من الدكتور عبدالرحيم الكردي والباحثة فاطمة عبدالله والكاتب محمد بن سيف الرحبي بمرافقة عرض صور عن حصن جبرين قدمه المصور عبدالله بن خميس العبري، وأدار الأمسية المشرف على المختبر الروائي منير عتيبة.
وأشارت الباحثة فاطمة عبدالله إلى تماسك لغة السرد وانسيابية الحكاية عبر مستويات عدة جعلت من الرواية عملا أدبيا رصينا يغرف من المكان أسطورته فتتحول إلى دهشة مرسومة بعناية، مع احتفاء بالحب خلف الحصون التي قد تستطيع كبح جماح قلبين ترصدا بعضهما البعض بأسوار داخلية عميقة، وفي كل مرة ينهض جدار بينهما يمنع حالة الالتقاء، مع الالتفات إلى محور الزمن في هكذا إشكالية.
وفي ورقته تناول الدكتور عبدالرحيم الكردي عنوان الرواية باعتباره العتبة الأولى لفهم العمل الأدبي، موضحا كلمة جبرين كونها حصنا عمانيا، مشيرا إلى العبارة الفرعية “وشاء الهوى” يمكن أن تقرأ أيضا “وشَّاء” بتضعيف الشين فتكون الكلمة وصفًا للقصر، مضيفا أن “الرواية ليست مزدحمة بالشخصيات ولا بالأحداث، وليس فيها بنية درامية معقدة، فهي تعتمد على شخصيتين رئيستين فقط، وعدة شخصيات ثانوية وباهتة” منوها بأن “أبرز مظهر في الرواية هو أسلوبها الشاعري الشفاف الذي يكاد يصل إلى مرحلة الشعر المنثور، ليس في المستوى اللغوي فقط بل في المستويات البلاغية والسردية، مما جعل شعرية السرد تتعالى على خصوصية الشخصيات وتلفها في إهابها، فالأسلوب اللغوي الرفيع يشبه السيمفونية المتواصلة الحلقات المنبعثة من خارج خشبة المسرح، والشخصيتان الرئيستان تتناغم حركاتهما مع هذه الموسيقا، ولا يظهر أي أثر لهما في الأسلوب فالأسلوب في الرواية متشابه في جماله وخصائصه البلاغية رغم أنه منسوب لهما وبضمير المتكلم لدى كل منهما ، فلا فرق بين الأسلوب المسوق على لسان الرجل أو المسوق على لسان المرأة”.
وتحدث محمد بن سيف الرحبي عن خصوصية المكان الذي تمثله الرواية، من حيث الحضور التاريخي لحصن جبرين في الذاكرة العمانية، واشتغال الكاتب سعيد السيابي على شخصية هامشية هي الحارس ليمنحه دور البطولة لمبنى أراده بانيه بلعرب اليعربي ليكون قصرا له يعيش فيه حياته، وليس قبرا يضم رفاته.
وأشار الرحبي إلى أن المؤلف يختار اقترابه من الحصن / القصر بطريقة الراوي الراغب في اقتطاف زهرة الحكاية من الهامش، لا من المتن، من حارس المكان لا من أصحاب السطوة، من ذلك الرجل الذي لا يتكيء على قطائف الأرائك في الغرف الفخمة، بل يتكيء على بندقيته واقفا أمام الباب الخارجي، الرجل المفتون بالحب لا بالحرب، بذاكرته يتبعها من أجل امرأة غامضة عبرته، لا بذاكرات السيوف والبنادق تحترب من أجل سلطة.وتحدث الدكتور سعيد السيابي عن تجربته في كتابة روايته الأولى والتي استمرت سنوات عدّة قبل أن يدفع بها إلى مؤسسة بيت الغشام لطباعتها، مشيرا إلى أن التجربة الشخصية دافع مهم لتحديد هوية الرواية حيث ينطلق المحفز الداخلي للاشتغال على ما هو قريب من الذات وتداعياتها النفسية.كما تحدث عدد من الحضور عن الرواية بمداخلات أبانت عن إعجابهم برواية عمانية اقتربت من التاريخ العماني، علما أن مختبر السرديات بالإسكندرية يقوم بتوزيع نسخ رقمية على أعضائه من كل رواية بصدد مناقشتها. وفي ختام الجلسة قام مدير عام مؤسسة بيت الغشام بتسليم درع المؤسسة إلى مشرف مختبر السرديات الروائي منير عتيبة.

مواضيع: مسارات،#جبرين،#  


الأخبار الأخيرة