وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال زيارته لطوكيو، أمس الأربعاء، رفض بلاده إرسال اليابان قوات إلى الشرق الأوسط، للمساهمة في استقرار الأوضاع في المنطقة.
تأتي هذه الخطوة بعد مطالب أمريكية لليابان بالمشاركة في تحالف دولي لتأمين الملاحة البحرية، الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة بشأن التوترات التي يمكن أن تضيفها الخطة اليابانية في المنطقة.
قوات يابانية
وقال متحدث باسم الحكومة اليابانية إن ”طوكيو أبلغت إيران بأنها تخطط لإرسال عدد من القوات اليابانية إلى المنطقة لتحسين قدرة جمع المعلومات الاستخبارية وضمان الأمن البحري“.
وقالت صحيفة نيكي إن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، يبحث القيام بزيارة للشرق الأوسط في كانون الثاني/يناير المقبل، تشمل السعودية والإمارات.
وتحتفظ اليابان بعلاقات ودية مع كل من الولايات المتحدة وإيران، وتقول إنها لن تنضم إلى أي تحالف أمريكي لحماية السفن التجارية في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة ستقترح نشر سفينة حماية واحدة وطائرة للدورية من قوة الدفاع الذاتي البحرية للمشاركة في مهمة لمدة عام يمكن تجديدها سنويًّا.
وتأثرت تجارة السلع العالمية هذا العام؛ جراء الهجمات التي تعرضت لها سفن تجارية دولية ألقى حلفاء اليابان الغربيون باللوم فيها على إيران، التي نفت أي ضلوع لها في تلك الهجمات.
وتوقفت اليابان عن شراء النفط من إيران بسبب العقوبات الأمريكية، لكنها تتوق إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط الذي تحصل منه على الجزء الأكبر من وارداتها النفطية، ولم ينجح رئيس الوزراء الياباني رغم محاولات عدة في تخفيف التوتر بين الجانبين.
وانتقدت إيران مساعي الولايات المتحدة لتشكيل تحالف لحماية الملاحة في الخليج، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية بعد اجتماع مع آبي الأسبوع الجاري إن طهران تعارض وجود أي قوات أجنبية في المنطقة.
وذكرت وكالة كيودو أن إيران اقترحت -أيضًا- زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لليابان لمحاولة حل الأزمة النووية الإيرانية مع واشنطن.
رؤية يابانية
هشام الرجباني، المحلل السياسي المقيم في طوكيو، قال إن "القانون الياباني يمنع انخراط الجيش في أي عملية عسكرية خارج حدود الوطن، مهما كانت الأسباب".
أن "الحكومة اليابانية تسعى لإجراء تعديلات على الدستور ولم تنجح بعد، لكن إدارة رئيس الوزراء شينزو آبي يسعى لجعل مهام قوات الدفاع الذاتي أوسع قليلًا من النطاق القائمة عليه الآن".
وتابع: "اليابان مهتمة كثيرًا بالتوتر الحادث في الشرق الأوسط، فهي تريد أن تمر سفن نفطها بسلاسة، فأكثر من 80% من واردات النفط اليابانية تأتي من مضيق هرمز".
وبشأن ما تريده اليابان من إرسال عناصر بحرية، قال: "في حال وافق البرلمان، اليابان لا تريد إرسال قوات للمشاركة في عمليات قتالية رادعة لتحركات إيران والتي تهدد بإغلاق مضيق هرمز، بل سترسل قوات للاستطلاع وإجراء بحوث ميدانية على الأوضاع لعلها تستطيع أن تساهم في تخفيف وتيرة التوتر بالشرق الأوسط".
ومضى قائلًا: "الحكومة اليابانية تقول إنها تبقي على علاقات قوية مع طهران، لذا كل تحركاتها ستكون مدروسة حتى لا تتأثر تلك العلاقة، كما أن اليابان ستحاول أن تنأى بنفسها عن التحالف الدولي الذي طرحته أمريكا لحماية الممرات".
وأنهى حديثه قائلًا: "اليابان تحاول أن تبعد نفسها عن المقترح الأمريكي، لكن في الوقت نفسه تريد أن يكون لها حضور ولو بتصور بحثي في تلك المنطقة المهمة".
غضب إيراني
من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، إن "تواجد قوات يابانية بجانب القوات الأجنبية الموجودة في هذه المنطقة يمكن أن يتسبب في تصادمات وتوترات بين هذه القوى".
أن "إيران تفضل أن تكون هذه المنطقة خالية من القوات العسكرية، غير المعنية، والتي لا تتواجد في المنطقة، ولو كان ضروريًا وجود قوات عسكرية لحماية الأمن هناك يجب أن تكون عبر دول المنطقة، لا من دول أخرى".
وبشأن اعتزام اليابان إرسال قوات عسكرية، قال ابشناس، إن "هذه الخطوة لا تأتي من باب حفظ الملاحة، أو حفظ الأمن ومنع التوتر في المنطقة، بل مجرد مجاملة يابانية للولايات المتحدة الأمريكية، فاليابان عمليًا ليس لديها قوات عسكرية قادرة على ذلك".
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ العام الماضي عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، الذي أبرمته إيران وست قوى عالمية في 2015، وأعاد فرض عقوبات على طهران، الأمر الذي أصاب اقتصادها بالشلل.
وزار رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إيران في يونيو/ حزيران الماضي، والتقى خامنئي والرئيس روحاني في مسعى لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن.
وتعد اليابان من كبار مستوردي النفط الإيراني، وكانت إحدى الدول الثماني، التي منحتها واشنطن إعفاءات لشراء النفط مباشرة من طهران.
مواضيع: