وتابع المتحدث باسم قوات "الوفاق" الليبية: "ارتُكبت في طرابلس وضواحيها مجازر عديدة بحق المدنيين، في الأشهر الأخيرة، وراحت عائلات بأكملها تحت الغارات الجوية الآثمة".
وعلق قنونو على تأخر حسم المعركة: "نتحرك ونخطط تحت القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الرئاسي (برئاسة فائز السراج)، التي تضع في الحسبان التطورات السياسية إقليميًا ودوليًا".
وأضاف بقوله: "هذه تخضع لحسابات ليست عسكرية، منها: ماذا بعد الحرب؟، لدينا دولة تريد البناء، وترميم نسيجها الاجتماعي، والمحافظة على علاقات جوار ندّية.. لكن كما أشرت فهي حسابات سياسية".
واستطرد: "أما على الصعيد العسكري، فكان بالإمكان حسم المعركة قبل أن تطول، لكن تغيرت المعطيات على الأرض، بدءا بالاستعانة من جانب حفتر بمرتزقة من أفريقيا، وتدخل الطيران الأجنبي، وهو ما جعلنا نعيد رسم خططنا، آخذين في الاعتبار معاناة المدنيين، والأضرار الفظيعة بحق البنية التحتية لطرابلس وما حولها".
ورد قنونو على التقديرات السياسية بأن حفتر اقترب من حسم معركة طرابلس بقوله "بالحسابات العسكرية التي نعرفها، وبمعرفتنا بما لدينا وما لدى العدو، فإن أبو ظبي أقرب إلى حفتر من طرابلس، كما أن منطقة الرجمة معقل حفتر قرب مدينة بنغازي – شرق، أقرب إلينا من قرب طرابلس إليه، طالما الميدان هو الفيصل".
واتهم قنونو بتدخل الطيران الأجنبي في الأوقات الحرجة التي يواجهها الجيش الليبي، لعرقلة أي تقدم لقوات "الوفاق" وتعزيز تقدم قوات الجيش الليبي.
وقال المتحدث باسم قوات الوفاق: "في الآونة الأخيرة قل نشاط الطيران الأجنبي، بعد إسقاط عديد الطائرات له، لا أستطيع أن أعلق بعمق على المسارات السياسية، لكننا نعول على المجتمع الدولي في كبح جماح الدول المعتدية".
وتابع قنونو: "استهدفنا من قبل طائرات محملة بالذخائر في قاعدة عقبة بن نافع المعروفة باسم الوطية، عندما كانت تستعد للإقلاع باتجاه طرابلس، وإن عادوا عدنا".
وأردف: "الاستراتيجية العامة لمعركتنا هي السيطرة على كافة تراب ليبيا، والوطية ليست استثناء، لكنني أفضّل تعبير بسط السيطرة على القاعدة، بدلًا من استهدافها".
وكان قد أعلن القائد العام للقوات الجيش المشير خليفة حفتر في وقت سابق ما وصفه بـ"ساعة الصفر" لحسم المعارك ودخول العاصمة طرابلس، ورد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أمس، قائلا: "لايوجد سيطرة أو اقتحام (لطرابلس)، فلا ساعة صفر سوى صفر الأوهام"، داعيا الجميع إلى الالتفاف حول ليبيا.
وقال السراج إن "قوات الجيش الليبي وثوار السابع عشر من فبراير صدوا العدوان ولقنوا الغزاة والمرتزقة والانقلابيين دروسا قاسية".
وأضاف: "أقول لداعمي الحرب دعوا الليبيين وشأنهم ولا تحلموا ان تجعلوا ليبيا قاعدة لكم".
وبدأ حفتر هجوما، في أبريل/ نيسان، لانتزاع السيطرة على طرابلس لكن الهجوم تعثر على مشارف المدينة.
وتعاني ليبيا، منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، انقساما حادا في مؤسسات الدولة بين الشرق، الذي يديره البرلمان بدعم من الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، والغرب الذي تتمركز فيه حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، التي فشلت في الحصول على ثقة البرلمان.
مواضيع: