دراسات: الساعة البيولوجية تساعد الأشخاص على الشفاء

  13 نفومبر 2017    قرأ 603
دراسات: الساعة البيولوجية تساعد الأشخاص على الشفاء
إيقاعات الساعة البيولوجية تتحكم بالنوم ودورات استيقاظ الأفراد، وتوجه وظائف الجسم الأساسية، بما في ذلك التمثيل الغذائي، وضغط الدم، وحتى العمل على مستوى الخلية الفردية التي تقوم بها جينات الجسم.
وفي الواقع، كل خلايا الجسم لديها ساعتها البيولوجية الخاصة، والتي تتزامن مع درجة الحرارة، والهرمونات، وغيرها، فيما تُنسق سيمفونية عمل الساعة من قبل موصل واحد، أي ساعة الدماغ البيولوجية الأساسية.
أما جائزة نوبل الممنوحة لثلاثة علماء أمريكيين ركزوا أبحاثهم على البيولوجيا الجينية والجزيئية لإيقاعات الساعة البيولوجية، فتشير إلى مدى تأثيرها على صحتنا. وأوضحت الأستاذة في جامعة روكفلر والباحثة في مختبر الدكتور مايكل يونغ ألينا باتكي، أن الإيقاعات اليومية لا تتحكم فقط في السلوك البشري وعلم وظائف الأعضاء، بل أيضا في الحيوانات والنباتات وحتى الفطريات.

وأظهرت الدراسات أن اضطرابات ايقاعات الجسم تساهم في الإصابة بأمراض متنوعة مثل السرطان والسكري. وقد بدأ العلماء في الآونة الأخيرة يتساءلون عما إذا كان العكس قد يكون صحيحاً أيضاً: أي هل يمكن أن نسترشد الشفاء من خلال إيقاع الجسم؟

ويُذكر أن دراستين جديدتين تدعمان هذه الفكرة. وأشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة علوم الطب الانتقالي إلى أن الجروح، مثل الحروق والإصابات، تُشفى بنسبة 60 في المائة أسرع عندما تحصل الإصابة خلال النهار بدلاً من الليل.

وحلل علماء من مختبر مجلس البحوث الطبية لعلم الأحياء الجزيئية في كامبريدج بإنكلترا سجلات 118 مريضاَ اُصيبوا بحروق وتم رعايتهم في إنجلترا وويلز.

ووجد الباحثون أن الحروق التي تحصل خلال فترة الليل، تستغرق وقتاً أطول للشفاء من الحروق التي تحصل خلال النهار، أي بمعدل 28 يوماً مقارنة بـ17 يوماً، إذ أشاروا إلى أن أحد أسباب هذا الشفاء السريع خلال فترة النهار هو أن خلايا الجلد تتحرك بسرعة أكبر لتُصلح موقع الإصابة، وداخل الخلايا الفردية، فإن هذه السرعة مدفوعة بزيادة نشاط البروتينات التي تشارك في حركة الخلايا وإصلاحها.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة نيد هويلي إن الباحثين وجدوا أن الهندسة المجهرية للخلية، أي الهيكل الخلوي للاكتين، تتفاعل على مدى 24 ساعة، مضيفاً أن "إحدى الوظائف الرئيسية لهذه الخلايا هي الاستجابة للإصابات عن طريق الانتقال إليها وإفراز البروتينات لإصلاح الضرر".

ويعتقد الباحثون أن عملية الشفاء مدفوعة بساعات الساعة البيولوجية الداخلية للخلايا الفردية وليس الإشارات المرسلة في جميع أنحاء الجسم.

كما تكهن هويل بأن وقت إجراء العملية الجراحية، يمكن تحديده ليتزامن مع الوقت البيولوجي لكل مريض، أي النهار أو الليل.

ونُشرت دراسة جديدة أيضاَ الشهر الماضي في مجلة "لانسيت" إذ أوضحت أيضا أن التوقيت قد يكون ضروريا للرعاية الصحية.

وبعد خضوع عدداً من المرضى لجراحة القلب المفتوح، عانى بعضهم من حالات صحية أثرت سلبياً على النتائج وزيادة خطر الوفاة. وحاولت "لانسيت" معرفة ما إذا كانت هذه النتيجة السيئة تتأثر بالوقت الذي تحدث فيه العملية خلال اليوم.

وقام المؤلف الرئيس للدراسة والأستاذ في جامعة ليل في فرنسا الدكتور ديفيد مونتيغني بالإضافة إلى زملائه، بفحص السجلات الطبية التي شملت 596 شخصاً، خضعوا لجراحة استبدال صمام القلب بين كانون الثاني/يناير 2008 وكانون الأول/ديسمبر 2015. وخضع نصف عدد المرضى لعملية جراحية خلال فترة الصباح، فيما خضع نصفهم الآخر لعملية جراحية خلال فترة ما بعد الظهر.

وقال الباحثون إن الأشخاص الذين أجروا عملية جراحية خلال فترة ما بعد الظهر، واجهوا خطراً صحياً أقل بنسبة 50 في المائة خلال 500 يوم من إجراء عمليتهم مقارنة بالأشخاص الذين أجروا عملية جراحية خلال فترة الصباح. ومن بين 298 مريضاَ خضعوا لعملية خلال فترة ما بعد الظهر، فإن 28 مريضاَ عانوا من حالات مرضية مقارنة بـ54 مريضاَ من بين 298 خضعوا لعملية جراحية خلال فترة الصباح.

مواضيع:


الأخبار الأخيرة