وتحدثت الوكالة عن اجتماع عقده قاسم سليماني مع حلفائه مع من وصفتهم بـ"قادة الميليشيات الشيعية العراقية" في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2019، على ضفاف نهر الفرات، في مبنى يطل على السفارة الأمريكية في بغداد.
أسلحة متطورة
وقال مصدران أمنيان لوكالة "رويترز"، إن سليماني خلال الاجتماع طلب من أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي والذي قتل أيضا في نفس الضربة، وآخرين من قادة "الميليشيات الأقوياء"، تصعيد الهجمات ضد الأهداف الأمريكية في العراق، مستعينين بأسلحة متطورة مدتهم بها طهران.
وكشف المصدران الأمنيان أنه قبل أسبوعين من الاجتماع، أعطى سليماني أوامره للحرس الثوري الإيراني بنقل أسلحة أكثر تطورا للعراق عبر معبرين حدوديين.
وذكرت مصادر لوكالة "رويترز"، أن سليماني أمر "ميليشيا كتائب حزب الله" والتي أسسها المهندس ودربها في إيران، بمباشرة تنفيذ الخطة الجديدة.
أمريكا تستشعر الخطر
وقال مسؤولون أمريكيون لوكالة "رويترز"، إن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية كان لديها أسبابها للاعتقاد بأن سليماني منخرط في "المراحل الأخيرة" من التخطيط لاستهداف الأمريكيين في عدة دول، منها العراق وسوريا ولبنان.
وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي روبرت أوبراين، إن سليماني كان عائدا من دمشق حيث كان "يخطط لهجمات ضد قوات المارينز وطيارين، وبحارة، وجنود أمريكيين، وكذلك ضد دبلوماسيين".
استهداف الأمريكان بطائرات مسيرة
ووقع اختيار سليماني على "كتائب حزب الله"، لتقود الهجمات ضد القوات الأمريكية في المنطقة؛ لما لها من قدرة على استخدام الطائرات بدون طيار لاستكشاف أهداف محتملة لهجمات بصواريخ كاتيوشا.
وبحسب ما أعلنته "رويترز"، كان من بين الأسلحة التي أرسلها سليماني، طائرة بدون طيار طورتها إيران تستطيع الإفلات من أنظمة الرادار، وقد استعانت بها "كتائب حزب الله" لالتقاط صور لمواقع تواجد القوات الأمريكية.
هجمات متبادلة
وشهد الشهر الماضي، تأكيدات مسؤول عسكري أمريكي رفيع، أن "هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد قواعد تضم قوات أمريكية في العراق، تزايدت وباتت أكثر تعقيدا". وجاءت التصريحات عقب سقوط أربعة صواريخ كاتيوشا على قاعدة بالقرب من مطار بغداد الدولي، ما أسفر عن إصابة خمسة عسكريين.
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول، تم إطلاق أكثر من 30 صاروخا على قاعدة عسكرية عراقية قرب كركوك، ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة أربعة جنود أمريكيين وعسكريين عراقيين.
واتهمت الولايات المتحدة "كتائب حزب الله" بتنفيذ الهجوم، ليشن سلاح الجو الأمريكي غارات استهدفت عناصر في هذا الفصيل، أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة 55 آخرين.
وتصاعدت وتيرة الأحداث بشدة، ليتم اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد، لتقوم واشنطن بإرسال قوات إضافية للمنطقة، مع التهديد بالانتقام من طهران.
يذكر أنه قبل ساعات من قتل سليماني والمهندس، أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر عن "إجراءات استباقية هدفها حماية الأمريكيين من هجمات إيرانية"، قائلا نصا: "لقد تغيرت قواعد اللعبة".
مواضيع: