لماذا تتجاهل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جزءا من التحقيق حول الهجوم الكيميائي في دوما السورية

  21 يناير 2020    قرأ 818
لماذا تتجاهل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جزءا من التحقيق حول الهجوم الكيميائي في دوما السورية

أعلن الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكساندر شولغين، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أمس الإثنين، أن روسيا تؤيد عقد مؤتمر صحفي تحت رعاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بهدف التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الحادث الذي وقع في مدينة دوما السورية في أبريل/ نيسان من عام 2018.

بينما تحدث خبراء لوكالة "سبوتنيك" عن سبب عدم إجراء تحقيق شامل في الحادثة التي وقعت في مدينة دوما السورية (هجوم كيميائي)، وما إذا كان من الممكن التحدث عن مسار معادي لروسيا أو لسوريا.

اتهامات دون دليل
يرى، أستاذ في قسم العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية للبحوث العليا للاقتصاد الروسية، سيرغي فوروبيوف، أنه لدى الممثليين الغربيين تحيزات معادية لروسيا وسوريا، وهذا يؤدي إلى إمكانية توجيه أي تهم ضد البلدين دون تقديم أي دليل والبت في البراهين التي يقدمانها.

وقال "أعتقد أن ذلك يحدث تماشياً مع التوجه العام المناهض لروسيا عندما يتم قبول الاتهامات الأولية، والتي لسبب ما لا تحتاج حتى إلى أدلة. وهذه ليست الحالة الأولى: يمكننا حتى التحدث عن نهج منظم من قبل الشركاء الغربيين".

وفي معرض حديثه عن التجاهل التام للنتائج المستقلة للتحقيق في الحادث الذي وقع مدينة دوما، أضاف الخبير "أنا متأكد من أن عدم تضمين التقرير النهائي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية استنتاجات تتحدث عن الطبيعة المرحلية للحادث في مدينة دوما يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالخطاب المعادي لروسيا. في الواقع، يمكن أن نتحدث عن التوجه المعادي لروسيا وسوريا للتحقيق".

محاولة إحباط نجاحات الجيش السوري
يرى عضو مجلس الشعب السوري، مهند الحاج علي، يرى أن هذه المزاعم كاذبة، في المقام الأول من جانب الولايات المتحدة، وكذلك محاولة لمنع الحكومة من السيطرة الكاملة على الأراضي السورية.

وقال "مع كل تقدم للجيش العربي السوري كانت الولايات المتحدة تتهم الدولة السورية باستخدام هذا السلاح لمنع هذا التقدم، والآن عندما عرضنا أكثر من مرة إرسال مراقبين، وأن يكون من ضمنهم مراقبين من الدول الصديقة كروسيا والصين من أجل التثبت من هذه الأماكن التي يزعمون فيها استخدام الكيمائي كخان شيخون وغيرها من المناطق، لكنهم دائما يرفضون هذا وهذا يعني أن هناك تحيز تام من قبل هذه المنظمة لجهة الرواية الأمريكية.

وأضاف "بكل تأكيد التحقيق كان مناهض لروسيا ولسوريا، ونحن قدمنا كل البراهين وفتحنا كل الأبواب من أجل دخول المراقبين، لكنها كانت تعتمد فقط على شهود عيان هم من المنظمات الإرهابية المسلحة ومن جبهة النصرة تحديدا، وخاصة ممن يدعون أنفسهم الخوذ البيضاء والذين ثبت أنهم تابعون لجبهة النصرة ولا يعتد بشهادتهم، وإذا كان هناك تحقيق موضوعي في هذا الموضوع فيجب أن يكون هناك خبراء من الأمم المتحدة ومن كل الدول، ونحن أطلقنا هذه المبادرة وكنا جاهزين لتنفيذ هذا ولكنهم رفضوا".

في حديثه عن اتجاه التحقيق الذي أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تابع السياسي  السوري قائلا "على سبيل المثال دخل المراقبون الدوليون إلى خان شيخون عبر جبهة النصرة وتحدثوا إلى جماعة الخوذ البيضاء، لكنهم لم يستأذنوا الدولة السورية ولم يدخول من الجانب الذي تسيطر عليه الدولة السورية، وهذا يعني أنهم يريدون أن يسمعوا طرفا فقط ويؤكدون رواية كاذبة أطلقها هؤلاء".

الكيل بمكيالين
أعلن، نائب رئيس لجنة الدوما للدفاع يوري شفيتكين، أن سبب التحقيق المتحيز لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو سياسة الكيل بمكيالين.

وقال السياسي "هناك حقائق واضحة ذات طبيعة مرحلية، لكن في الوقت نفسه نرى أن دول التحالف الغربي تسعى إلى ازدواجية المعايير، حيث يحولون الأمنيات إلى حقائق بهدف تكوين رأي كاذب حول الحكومة الشرعية في سوريا برئاسة بشار الأسد".

وأضاف "يزعمون أن الحكومة تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين" مؤكدا أن هذه القصة برمتها معادية لسوريا وروسيا، مطالبا بمناقشة دقيقة في مجلس الأمن.

دليل دامغ على أن الأمم المتحدة أو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا يحتاجان ، تحدث مهند الحاج علي عن التحقيق والأدلة المقدمة إلى المجتمع الدولي. يمكن للمرء أن يخمن فقط لماذا لم يستمع أحد إليهم.

وأضاف السياسي السوري مهند الحاج علي حول عدم رغبة الأمم المتحدة أو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالحصول على أدلة دامغة لحادثة دوما "الدولة السورية قدمت إثباتات في الأمم المتحدة من قبل مواطنين ظهروا في هذه الفيديوهات، ومن بينهم طفل قدمه الدكتور بشار الجعفري عندما تم تحرير هذه المنطقة، وأكد هذا الطفل وأهله أن هذا الفيديو عن استخدام الأسلحة الكيماوية كان فبركة وقد مثل هذا الطفل بالضغط على أهله بقوة السلاح، لذلك قام الطفل بهذ الدور، ومثل هذه القصة هناك العديد من القصص الأخرى.  بسبب تقدم الجيش العربي السوري في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب وهناك بوادر لحملة عسكرية كبيرة لتحرير الريف الغربي والجنوبي الغربي من محافظة حلب، أعتقد انه سيستمر الضغط الدولي، ولكننا نثق بالدبلوماسية السورية، وأيضا بالدبلوماسية الروسية الداعمة لنا، وبسبب هذه العمليات العسكرية تشن الولايات المتحدة هذه الحملة لتشويه سمعة الجيش العربي السوري".

ما العمل الآن؟
يعتقد نائب رئيس لجنة الدوما للدفاع، يوري شفيتكين، أنه في ظل الظروف الحالية، من الضروري أن نفهم مدى توافق إجراءات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مع أهداف المنظمة وجذب انتباه المجتمع العالمي لهذه المشكلة على أقل تقدير في إطار الأمم المتحدة.

واختتم قائلا " في هذه الحالة، من الضروري إيلاء اهتمام وثيق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية - وهي منظمة مدعوة لمراقبة عدم انتشار الأسلحة الكيميائية وحماية المجتمع الدولي من ذلك. وهي تفعل شيئا خاطئا، كما نرى. بالطبع، يجب أن تكون الأمم المتحدة أكثر نشاطًا في مثل هذه الحالات. ومن الضروري مساءلة تلك القوى التي كانت مهتمة باعتبار الهجومة الكيميائي غير وهمي".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة