الحياة في درجة حرارة 60 تحت الصفر

  16 نفومبر 2017    قرأ 2280
الحياة في درجة حرارة 60 تحت الصفر
المصور برايس بورتولانو يوثّق حياة شاب فتى يبلغ من العمر 15 عاما يعيش في قرية شرقي روسيا، تعرف بأنها أبرد مكان في العالم، إذ تصل درجة الحرارة فيها إلى 60 درجة تحت الصفر.
أصبح آيل، الذي يبلغ 15 عاما، الوحيد بين أشقائه الذي لا يزال يعيش مع والدته في قرية فيرخويانسك الصغيرة في شرق روسيا، وهي أبرد المناطق في العالم. وخلال شهور قليلة يخطط آيل للحاق بإخوانه وأخواته الأربعة للدراسة في مدينة ياكوتسك التي تبعد أكثر من 600 كيلومتر عن مسقط رأسهم.

وعلى الرغم من أن فيرخويانسك بها خدمة إنترنت من الجيل الثالث (ثري جي)، ما يعني أنه في إمكان المراهقين هناك مشاركة صور حياتهم اليومية على إنستغرام واكتشاف العالم بسهولة، تعتبر رغبتهم في مغادرة القرية للعيش في قرى أكبر قاسما مشتركا. ووثق المصور، برايس بورتولانو، حياة آيل قبل رحيله بين الذهاب إلى مدرسته وجلوسه على الكمبيوتر وجولات المشي التي يقضيها وحده وسط المناظر الطبيعية المتجمدة لقريته. واستطاعت والدة آيل، المطلقة، تربية أطفالها الخمسة بمفردها.

وهنا على الأرض، إحدى الوجبات المفضلة لأيل. وهي إحدى الأطعمة الشهيرة في القرية وتسمى "ستروجانينا"، وهي عبارة عن شرائح من السمك المجمّد، التي تؤكل نيئة ومجمدة كمقبلات، وتقدم مع الملح والفلفل.

وتتنافس فيرخويانسك على لقب أبرد منطقة في العالم مع أويمياكون، وهي منطقة تقع جنوب شرقي البلدة. لكن البلدة سُجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأبرد منطقة في العالم بدرجة حرارة تتراوح بين 67 تحت الصفر في الشتاء إلى 37 درجة مئوية في الصيف.

وتقطع قطع الثلج من النهر وتوزع على سكان البلدة كمصدر للمياه.

ويمتلك كل بيت مخزونه الخاص من الماء مخزنا في أوعية خاصة في هيئة كومات من قطع الثلج. وبعد ذلك يذوب الثلج في أنابيب داخل البيت. وليست المياه، التي تمر في أنابيب في درجة حرارة عالية للغاية لمنعها من التجمد، صالحة للشرب.

وبطبقة سميكة من الفرو والدهون تكتسبها الحيوانات خلال فصل الخريف، تقضي الخيول والكلاب في القرية الشتاء في الخارج وسط درجات الحرارة المنخفضة تلك. وتُعد خيول الياقوت الصغيرة التي تتمتع بمقاومتها لهذا المناخ وتُربى في المنازل مصدرا رئيسيا للحصول على اللحوم. وتحتل الخيول مكانة كبيرة في حياة السيبيريين واقتصادهم وحياتهم الروحية.

وغالبا ما يقوم آيل بجولات مشي وسط شوارع القرية عندما يكون مستغرقا في أفكاره، ويحلم بأن يكون ممثلا أو كاتبا عندما يكبر.

وفي الوقت الحالي، يبلغ عدد سكان القرية 1131 شخصا، يعيش نصفهم تقريبا هناك منذ 15 عاما.

وعادة ما يكتشف آيل مبان مهجورة في محيط البلدة، مثل هذا المبنى الذي كان مملوكا لشركة تأمين.

آثار انخفاض درجة الحرارة واضحة في القرية الصغيرة.

آيل في أحد المباني المهجورة

في أوقات فراغهم، يلعب آيل وجاره ألعاب الفيديو التي أحضرها أشقاؤهما من البلدة.

ويزور أشقاء آيل الأسرة مرة واحدة في العام، عندما يبدأ يأتي الصيفي، وهو الوقت الذي ينظم فيه تجمع كبير.

وتذاكر الطيران في المنطقة باهظة الثمن. وتكلف مئات الدولارات للقيام برحلة ذهاب وعودة. وتستخدم طائرات "أنتونوف إيه-إن 240" من حقبة الاتحاد السوفيتي كوسيلة نقل لربط فيرخويانسك بمدينة ياكوتسك. وتجعل ظروف المناخ الصعبة الطيران أحيانا خطيرا، ومرت الشركة التي تمتلك تلك الطائرات بست حوادث طيران شديدة منذ 2003.





مواضيع:


الأخبار الأخيرة