إجراءات عزل ترامب: التصويت ضد استدعاء الشهود لمحاكمة ترامب يمهد الطريق أمام تبرئته

  01 فبراير 2020    قرأ 474
إجراءات عزل ترامب: التصويت ضد استدعاء الشهود لمحاكمة ترامب يمهد الطريق أمام تبرئته

من المتوقع أن يُبَرَّئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتهامات التي يُحاكم بسببها في مجلس الشيوخ بعد تصويت أعضاء المجلس ضد قرار استدعاء الشهود أو ضم أدلة جديدة إلى القضية.

وكان الديمقراطيون يأملون أن ينضم إليهم أربعة أصوات متأرجحة من الجمهوريين للتصويت لصالح استدعاء الشهود وضم الأدلة الجديدة، مما كان من شأنه أن يطيل من أمد المحاكمة وسط توقعات بألا يغير ذلك من شيئا في نتيجة المحاكمة.

لكن في النهاية، صوت اثنان فقط من الجمهوريين مع الديمقراطيين.

وتمضي المحاكمة قدما نحو التصويت على تبرئة الرئيس الأمريكي في نهايتها.

ويدفع عدد من كبار أعضاء الحزب الجمهوري منذ بداية محاكمة ترامب في اتجاه الانتهاء بسرعة من الإجراءات دون استدعاء شهود أو ضم أدلة جديدة إلى القضية. كما حرص أغلبهم على ألا يستمع أعضاء الكونغرس لشهادة جون بولتون، المستشار السابق للأمن الوطني في البيت الأبيض.

وأشارت تقارير إلى أن بولتون ذكر في كتابه، الذي لم يُنشر بعد، أن الرئيس الأمريكي أعطاه تعليمات مباشرة بتعليق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا مقابل تشويه الخصم السياسي الأقوى لترامب جو بايدن.

وكانت شهادة بولتون حول ما دوره في القضية التي تخص الشأن الأوكراني، حال التصويت لصالح الاستماع إليها، تهدد بإضعاف المرافعة التي تقدم بها فريق الدفاع عن ترامب.

ووجه مجلس النواب، ذو الأغلبية الديمقراطية، تهمتين للرئيس الأمريكي في إطار إجراءات استهدفت عزله، تشير الأولى منهما إلى مزاعم ضغط ترامب على أوكرانيا في اتجاه المشاركة في تشويه سمعة جو بايدن لتحقيق مصالح شخصية له بينما تتضمن الثانية إعاقة عمل الكونغرس عمدا أثناء اتخاذ الإجراءات التي استهدفت عزله.

ماذا بعد؟
يصوت مجلس الشيوخ في الخامس من فبراير/ شباط الجاري على القرار باتهام أو تبرئة ترامب فيما يتعلق بمادتين من مواد العزل التي مررها مجلس النواب.

وقال ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ: "نحن مخولون، مع ممثلي الإدعاء من أعضاء مجلس النواب، بتحديد الخطوات التالية أثناء الإعداد لإنهاء المحاكمة في الأيام القليلة المقبلة".

ويحتاج عزل ترامب من منصبه إلى ثلثي أصوات مجلس الشيوخ أي 67 صوتا. ويحتل الجمهوريون، حزبج ترامب، أغلبية مقاعد البرلمان بـ 53 مقعدا مقابل 47 مقعدا للديمقراطيين. ولم يشر أي من أعضاء المجلس من الحزب الجمهوري من قريب أو بعيد إلى التصويت لصالح عزل الرئيس الأمريكي.

في المقابل، هناك بين الأعضاء الديمقراطيين في المجلس، عن الولايات التي يحظى فيها الحزب الجمهوري بشعبية كبيرة، أشاروا إلى إمكانية التصويت لصالح تبرئة الرئيس ترامب. ويُعد أي انحراف من قبل الأعضاء الديمقراطيين عن التصويت لصالح عزل ترامب انتصارا سياسيا للرئيس الأمريكي، والذي قد يستخدمه في حملته الانتخابية في الأشهر القليلة المقبلة.

واحتدمت المعركة حول استدعاء شهود إلى محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ منذ أن ظهرت تقارير أشارت إلى أن بولتون لديه شهادة قد تلحق أضرارا بالغة بموقف الرئيس الأمريكي، وقد تثبت صحة المزاعم التي ترددت عن أن ترامب متورط في مقايضة أوكرانيا على المساعدات العسكرية الأمريكية.

ويزعم كتاب بولتون المنتظر نشره أن الرئيس ترامب تدخل بنفسه لتوجيه مخطط لتشويه بايدن مستغلا أوكرانيا، وهي المزاعم التي تهدد الحجة التي استند إليها الجمهوريون في رفض استدعاء شهود إلى المحاكمة لأنه لا يوجد شهود مطلعين بشكل مباشر على مجريات الأحداث في البيت الأبيض يمكنهم تأكيد أو نفي المزاعم التي تحاصر الرئيس.

وحتى الفرصة الضعيفة التي كان من الممكن أن تتحقق بشهادة بولتون ضاعت الجمعة الماضية بعد انضمام اثنين فقط من إجمالي أربعة أعضاء جمهوريين كان الديمقراطيون يأملون أن يصوتوا لصالح استدعاء الشهود.

وقال لمار ألكسندر، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي في تصريحات أدلى بها الخميس"بينما أوضح الديمقراطيون أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس كانت غير لائقة، لم يثبتوا أنها مخالفات تستوجب العزل."

وأضاف: "السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي ليس عن ارتكاب الرئيس هذه المخالفات من عدمه، بل عن قرار مجلس الشيوخ والشعب الأمريكي فيما يتعلق بما فعله الرئيس".

وتابع: "أعتقد أن الدستور ينص على أن الشعب لابد أن يتخذ قراره في الانتخابات الرئاسية التي تبدأ في ولاية أيوا الاثنين المقبل".

وقالت العضوة في مجلس الشيوخ ليزا موركوويسكي، وهي أيضا من أصحاب الآراء المعتدلة "اختار مجلس النواب أن يرسل مواد العزل التي مررها في عجالة وتشوبها بعض العيوب. وبالفعل فكرت في الحاجة إلى المزيد من الشهود والوثائق لمعالجة القصور الذي تنطوي عليه تلك العملية، لكن في نهاية الأمر قررت أن أصوت ضد استدعاء الشهود".

في المقابل، صوتت سوزان كولينز، العضوة الجمهورية في مجلس الشيوخ عن ولاية ماين، وميت رومني، العضو الجمهوري في المجلس عن ولاية يوتا، لصالح استدعاء شهود إلى المجلس.

وقال ممثلو الإدعاء الديمقراطيون لمحاكمة ترامب إن عدم استدعاء شهود إلى المجلس يجعلها محاكمة مخزية. ووافقهم في ذلك جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض السابق، الذي أدلى بتصريحات لصحيفة نيو جيرسي قال فيها إن ترامب يخضع "لنصف محاكمة".

ردود أفعال أعضاء مجلس الشيوخ
كتب ثلاثة من أربعة أعضاء ديمقراطيين يخوضون السباق الرئاسي تغريدات على حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد لحظات من التصويت ضد استدعاء شهود في محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ.

وقالت إليزابث وارن، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس: "خذل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الشعب الأمريكي ونقضوا قسمهم على احترام دستور الولايات المتحدة".

وقال بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "لم أسمع من قبل عن محاكمة بلا شهود. إنه يوم حزين في تاريخ الولايات المتحدة".

ودونت إيمي كلوبوشار، العضوة المجلس عن ولاية مينيسوتا، تغريدة قالت فيها: "إذا لم يكن لديك شهود، فلن يكون لديك محاكمة عادلة. وسوف تظهر الحقيقة".

وقال العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ ماركو روبيو: "ليس معنى أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس تستدعي عزله أن يحقق قرار عزل الرئيس صالح البلاد".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة