وقال عبدالجليل، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، إن "نجل القذافي سيف الإسلام حاول إصلاح ما أفسده نظام والده، لكن معمر وأعوانه المقربين تصدوا له".
وحول أسباب رفض هؤلاء للإصلاح، قال المستشار مصطفى، إن "سيف الإسلام كان قد مس مصالحهم في أكثر من خطاب، ونعتهم بـ"القطط السمان"، فوقفوا ضد الإصلاح المنشود"، مضيفا أن "الثورة التي قامت على معمر كانت ضرورية، ويكفي الليبيين شرفا تخلصهم من نظام وظّف كل مقدراتهم لحركات التحرر في العالم، لكنه أهمل شعبه".
وتوقف عبد الجليل عند الحدث الذي فجر بقوة غضب الليبيين من معمر القذافي بقوله: "مظاهرات 2011 تزامنت مع محاولة أخرى كان لها تأثير في نفوس أغلب الليبيين، وهي أن معمر أمر بأن يكون يوم عيد الأضحى مخالفا لوقوف الحجيج بعرفات، فخرج جل الليبيين عن طاعته".
وتحدث عن دور مظاهرات "أبو سليم" في التعجيل بنهاية النظام السابق، والوقفات الاحتجاجية لأهالي شهداء أبو سليم التي طالبت بمعرفة أسباب قتل أبنائهم، وأين تتواجد قبورهم، ومن ارتكب هذه الجريمة، فقال: "من هنا كانت الثورة التي لا علاقة لها بالربيع العربي المتزامنة معها، ولا بأي مؤامرة... فالشباب الليبي خرج تطلعا للعيش الكريم، فكان رد معمر بأنهم "جرذان"، ويجب ملاحقتهم في كل بيت وكل شارع".
كما تطرق عبد الجليل، إلى فترة تسلم المجلس الانتقالي لزمام الأمور في البلاد، قائلا إنه "تمكن من أداء مهامه في أصعب الأوقات التي مرت بها البلاد، وسلم السلطة للجهات المنتخبة من الشعب في مشهد غاب عن ليبيا منذ نحو نصف قرن".
واستدرك رئيس المجلس الانتقالي السابق حديثه قائلا: "في تلك الأثناء كشفت التيارات المتطرفة عن نواياها، وبدأت حملة اغتيالات طالت رجال الجيش، بداية من اللواء عبد الفتاح يونس مرورا بأكثر من 50 ضابطا ثم رجال القضاء، حيث اغتيل النائب العام وأكثر من 6 مستشارين، وأكثر من 10 إعلاميين وإعلاميات، ومن هنا تحرك الجيش لرد كرامة الليبيين".
وعبر عبد الجليل، عن تفاؤله بمستقبل البلاد، مؤكدا أن "ليبيا ستتعافى وستودع الظروف التي لحقت بها بسبب الأطراف المؤدلجة، وستشهد ازدهارا كبيرا، وأن الوضع الراهن لن يستمر".
واختتم حديثه قائلا: "ها هو الجيش الوطني يحاول الوصول إلى طرابلس الواقعة تحت سيطرة الخارجين عن القانون، الذين فرضوا سطوتهم على كل شيء في العاصمة وما جاورها".
مواضيع: