وتقول المتظاهرة فاطمة، الطالبة في كلية الطب: "الفيروس الحقيقي هو السياسيون العراقيون"، مضيفة "نحن محصنون من كل شيء آخر تقريباً".
وسُجلت 19 إصابة بفيروس كورونا الجديد في العراق، إيراني أعيد إلى بلاده، و18 عراقياً كلهم عادوا من إيران المجاورة، أين سجلت 66 وفاة، وأكثر من ألف إصابة، وينتقد المتظاهرون منذ أشهر أيضاً النفوذ الإيراني الواسع في بلادهم.
وأخذ المتظاهرون المناهضون للحكومة في ساحات العاصمة التي تتواصل فيها الاعتصامات منذ أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، وفي المناطق الجنوبية الساخنة، موضوع الصحة العامة على عاتقهم، ويوزع شباب متطوعون منشورات، ويلقون محاضرات عن سبل الوقاية من فيروس كورونا، كما يوزعون أقنعة طبية مجانية، بعدما ارتفعت أسعار الأقنعة أكثر من 3 أضعاف في الأسواق المحلية.
وتحولت العيادات الميدانية التي كانت مجهزة بالمعدات الطبية والأدوية منذ أشهر لعلاج المتظاهرين الذين يصابون بالرصاص، وقنابل الغاز المسيل للدموع، إلى مراكز لتوزيع سوائل التنظيف المطهرة والنصائح، وفي ساحة التحرير في وسط العاصمة كان متطوعون يرتدون بزات واقية، يفحصون حرارة متظاهرين اصطفوا في طابور.
وتقول فاطمة وهي متطوعة في ساحة التحرير: "النظام الصحي عندنا منهك تماماً في الظروف الطبيعية"، مضيفةً "الآن فوق كل شيء، تفشى عندنا فيروس كورونا، ويفترض بنا الاعتماد على هذه المنشآت؟".
وينشر الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لكميات القمامة المنتشرة في محيط المستشفيات التي تعرضت للكثير من الإهمال بسبب عقود من النزاعات التي مر بها العراق، وتثير الأوضاع السيئة في الحمامات خاصةً داخل المراكز الطبية، والتي لا تتوفر فيها الشروط الصحية بالدرجة الأدنى، قلقاً كبيراً.
ورغم ذلك، أعلن عضو لجنة الصحة النيابية حسن خلاتي، أن "المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية مجهزة بالكامل للتعامل مع تفشي المرض"، ويوجد في العراق أقل من 10 أطباء لكل 10 آلاف مواطن، حسب أرقام حديثة لمنظمة الصحة العالمية.
وتعتبر حصيلة الوفيات بسبب فيروس كورونا الجديد، في إيران الأكبر خارج الصين، التي تمثل مركز الوباء، وتعد إيران ثاني أكبر بلد مصدر للعراق، والعراق وجهة الزوار الإيرانيين الذين يتوافدون على مدار السنة إلى مدينتي النجف وكربلاء المقدستين، كما يتوجه العديد من العراقيين إلى إيران، للسياحة والعلاج الطبي والدراسات الدينية.
وأقفل العراق حدوده مع إيران التي تمتد على مسافة مئات الكيلومترات، ومنع السفر منها وإليها، وفي مخيمات الاحتجاج ضد السلطة، أين يتهم المتظاهرون إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية، تسود أيضاً شكوك في الأرقام المعلنة عن الفيروس في كل من إيران والعراق.
وتقول المتظاهرة رسل في مدينة الديوانية الجنوبية: "نلاحظ أن هناك أرقاماً لم تعلنها الحكومة العراقية"، وتضيف الشابة التي تدرس الطب "على الحكومة أن تعلن هذه الأرقام، مثل تلك المتعلقة بالحجر على الحالات المشتبهة، لا بد من اتخاذ إجراءات أكثر صحة مثل التعقيم في المستشفيات".
ويتهم بعض المحتجين المسؤولين الإيرانيين بتعريض سلامة العراقيين للخطر، بسبب التستر على انتشار الوباء، وبعد إعلان السلطات العراقية إغلاق المدارس، والجامعات، ودور السينما، والمقاهي، والأماكن العامة الأخرى إلى 7 مارس(أذار) الجاري، من المتوقع أن تنخفض نسبة المشاركة في الاحتجاجات، خاصةً بعد أن قال المسؤولون، إنهم سيفرضون قيوداً على التجمعات الكبيرة.
ومنع رجل الدين مقتدى الصدر الذي كان داعماً للاحتجاجات قبل أن يتخلى عن الحراك في الشهر الماضي، الموالين له من التظاهر بسبب الفيروس، ولكن الطلبة الذين يشكلون الجزء الأكبر من المحتجين في الشارع، استغلوا تعليق الدارسة ليعودوا إلى التظاهر.
وشارك متظاهرون في بغداد ومدن جنوبية أمس الأحد، في احتجاجات كبيرة للضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات سياسية، ووضع عدد منهم أقنعة واقية، وهتفوا "قناصك ما ردعنا، شنو هية كورونا"، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي، والمطاطي وحتى الأسلحة الآلية لتفريق الاحتجاجات.
وقتل نحو 550 شخصاً، وأصيب 30 ألفاً آخرين منذ 1 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي معظمهم من المحتجين، وقتل في الأسبوع الماضي 4 محتجين، وناشط داخل منزله.
ويتوقع أن تستمر الأزمة السياسية مع اعتذار رئيس الوزراء المكلف محمّ علاوي أمس عن تشكيل الحكومة، ولدى الرئيس برهم صالح مهلة بـ 15 يوماً لاقتراح مرشح لتشكيل حكومة جديدة، وقال محمد خلال تظاهرة في الديوانية: "عندنا فيروس أخطر من كورونا هو الأحزاب، والسياسة، والفساد، وخرجنا للقضاء على هذا الفيروس نهائياً لأنه دمر العراق"، مؤكداً "كورونا لا يخيفنا، ونحن مستمرون".
24ae
مواضيع: