كورونا يخيف الإيرانيين ويعطل حياتهم اليومية

  03 ‏مارس 2020    قرأ 711
كورونا يخيف الإيرانيين ويعطل حياتهم اليومية

بعدما دفع الانعزال في المنزل لأيام طويلة خوفاً من تفشي فيروس كورونا الجديد ابنتها إلى حدود الكآبة، قررت والدة بارميس هاشمي اصطحابها إلى السوق، رغم أنهما لا تملكان سوى كمامة واحدة.

 

ورغم خشيتهما من الإصابة بالمرض، خرجت الأم وابنتها البالغة 13 عاماً للتجول في شوارع وسط مدينة طهران الهادئة على غير العادة، في وقت أعلنت فيه السلطات ارتفاع حصيلتي الوفيات والإصابات بفيروس كورونا الجديد.

والمدارس مغلقة في إيران في إطار التدابير الرامية إلى كبح التفشي السريع للفيروس، الذي بلغت حصيلة وفياته الإثنين 66 من أصل أكثر من 1500 إصابة، في أكبر حصيلة وفيات خارج الصين أين ظهر الفيروس أولاً.

وتقول شاهبار، والدة بارميس: "الأمر في غاية الصعوبة علينا، لا يمكنني أن أستقل سيارة أجرة، أو حافلة نقل مشترك للذهاب إلى مكان ما، حتى وإن آلمتني قدماي"، وتضيف ربة المنزل "ابنتي أصيبت باكتئاب في المنزل، لذا اصطحبتها إلى السوق لرفع معنوياتها"، وتابعت "الأطفال لا يذهبون إلى المدارس وهم خائفون من الفيروس".

وتمر خلفها سيارات وحافلات ركاب مسرعة بعد انطلاقها من ساحة ونك، إحدى أكبر التقاطعات في العاصمة الإيرانية التي تشهد عادة زحمة سير خانقة، وفي الوقت نفسه، كانت نسبة التلوث التي تثقل عادة على المدينة المترامية الأطراف والتي تضم أكثر من 8 ملايين نسمة، أقل من العادة، ويمكن لمس ذلك بوضوح، والفضل يعود على الأرجح جزئياً إلى تراجع الازدحام.

ويدفع هذا المشهد بيجمان إلى القلق، فيقول: "المرض أعاق حياتنا، نحن خائفون، ليست هناك كمامات ولا سوائل تطهير للتعقيم، الناس في حاجة إليها لكن لا يمكنهم العثور عليها".

الناس مرعوبون 
وألحق تفشي فيروس كورونا في إيران أضراراً بالأعمال التجارية، ويقول بيجمان، إن عدداً من زملائه في العمل مشتبه في إصابتهم بالفيروس وطُلب منهم أن يلازموا منازلهم، ويضيف "لقد أثر الفيروس سلباً على شركتنا، باتوا الآن يقيسون حرارتنا كل صباح قبل دخول المكتب".

ويمكن رصد مؤشرات التباطؤ الاقتصادي في شوارع إيران، إذ تمضي البائعات الوقت في اللعب على هواتفهن، ويحرص عمال التنظيف على مسح الأبواب والنوافذ في المطاعم الخالية من روادها، فيما سيارات الأجرة متوقفة على قارعة الطريق تنتظر الركاب.

ويقول جامشيدي الذي يعمل سائق سيارة أجرة، إن "الشوارع خالية"، بينما يتناول زملاؤه وجبة طعام ويتبادلون الطرائف، ويضيف "يقتضي عملي أن أنقل الناس إلى أين يريدون، لكن لا أحداً يغادر منزله للذهاب إلى أي مكان"، متابعاً "إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، لن يكون عندنا ما يكفي من المال لشراء الطعام، البارحة كسبت القليل واليوم لم أحظ بأي راكب إلى حد الآن".

ويقول حامد بايوت، بائع العصير قرب ساحة ونك، إن "المبيعات تراجعت 80% منذ تفشي فيروس كورونا في الشهر الماضي، رغم الخطوات التي اتخذتها قطاعات الأعمال لطمأنة الزبائن"، ويضيف "نحن نعقم كل شيء 3 مرات يومياً، لكن الناس مرعوبون ولا يشترون شيئاً، إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو سنفلس، وسيتعين علينا إغلاق محلنا".

وبدل برامجه الاعتيادية الشديدة الجدية، يبث التلفزيون الرسمي الإيراني برامج ترفيهية في محاولة لتسلية الشباب الذين يشعرون بالملل، وفي الأيام القليلة الماضية، بث التلفزيون الرسمي أشرطة فيديو لمواقف مضحكة مصورة منزلياً، وعرض رسوماً متحركة، ومقتطفات من فيلم "ذي ريفننت" لليوناردو دي كابريو.

وتقول بارميس بامتعاض من خلف الكمامة: "علينا أن نلازم المنزل وتجنب عمل أي شيء، لا يمكننا أن نلتقي أصدقاءنا، ولم نعد سعداء".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة