وشارك الحريري قبل الاجتماع في احتفالات استقلال بلاده. ورحب الرئيس ميشال عون بحرارة به لدى وصوله إلى العرض العسكري حيث جلس على المقعد المخصص لرئيس الوزراء.
وقال مسؤولون حكوميون لبنانيون وساسة كبار مقربون من الحريري إن الرياض أجبرته على الاستقالة واحتجزته في السعودية وهو ما نفته السعودية والحريري.
وشكلت الاستقالة المفاجئة صدمة حتى لمساعدي الحريري. وجاءت عودة الحريري إلى لبنان بعد تدخل فرنسا. ولدى إعلانه "استقالته" أعرب الحريري، وهو حليف منذ أمد طويل للسعودية، عن خشيته من الاغتيال وتدخل إيران وحزب الله في شؤون الدول العربية.
لبنان في واجهة الصراع الإقليمي
وأعادت الإعلان عن استقالة الحريري من الرياض، لبنان إلى واجهة الصراع الإقليمي بين المملكة العربية السعودية وإيران الداعمة لجماعة حزب الله.
وكان الحريري قد أعلن قبل وصوله إلى بيروت أنه سيعلن "موقفه السياسي" في لبنان. وكان الحريري قد توجه من الرياض إلى باريس في مطلع الأسبوع وعاد إلى بيروت ليل الثلاثاء عبر مصر وقبرص.
وقد هزت "استقالته" التسوية السياسية التي جاءت به إلى منصبه العام الماضي وأدت إلى تولي ميشال عون حليف حزب الله منصب رئيس الجمهورية.ويشارك حزب الله في الحكومة اللبنانية.
وكان الحريري قد قال في 12نوفمبر/تشرين الثاني إنه سيعود إلى لبنان للتأكيد على استقالته وفقا للدستور.لكنه لم يستبعد إمكانية سحبها إذا ما احترم حزب الله سياسة الابتعاد عن الصراعات الإقليمية وخصوصا في اليمن.
وقال وزير حكومي من دولة الإمارات العربية المتحدة الحليفة الوثيقة للسعودية إنه يجب على لبنان تطبيق سياسته "النأي بالنفس" عن الصراعات الإقليمية للخروج من أزمته والأزمات الإقليمية.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على تويتر "المعضلة الأساسية أمام ذلك هي التطبيق الانتقائي للمبدأ والدور الوظيفي الإيراني لحزب الله خارج الإطار اللبناني".
والتقى الحريري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طريق عودته إلى بيروت يوم الثلاثاء .وقال الحريري إنه بحث استقرار لبنان وضرورة إبقاء البلاد خارج كل السياسات الإقليمية.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي دعا إلى عودة الحريري، قد قال يوم الاثنين إن جماعته منفتحة على "أي حوار ونقاش"نافيا بشدة في الوقت نفسه أي دور لحزب الله في اليمن حيث يقاتل التحالف بقيادة السعودية قوات الحوثيين المتحالفة مع إيران.
وبعد استقالة الحريري اتهمت السعودية الحكومة اللبنانية بكاملها، وليس حزب الله فقط، بإعلان حرب ضدها.
غير أن الحكومات الغربية بما فيها الولايات المتحدة أكدت دعمها للبنان واستقرار ذلك البلد الذي يستضيف 1,5مليون لاجئ سوري وهو ما يعادل ربع سكانه.
مواضيع: رئيس-اللبناني