إخصائي فيروسات: كورونا لا يزال في بداياته في فرنسا وأعداد المصابين ترتفع قريبا

  14 ‏مارس 2020    قرأ 962
إخصائي فيروسات: كورونا لا يزال في بداياته في فرنسا وأعداد المصابين ترتفع قريبا

اعتبر الطبيب الأخصائي في علم الفيروسات في المستشفى الجامعي "كلود بيرنار" في مدينة ليون الفرنسية يحيى مكّي، أن "وباء كورونا العالمي لا يزال في بداياته في فرنسا وأن عدد المصابين سيرتفع بكثرة خلال الأسبوعين المقبلين بسبب الانتشار السريع للفيروس".اليوم السبت، "خلال الأسبوعين المقبلين ستشهد فرنسا ارتفاعاً كبيراً بأعداد المصابين بفيروس كورونا"، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قالها يوم أمس عندما صرّح بأن كورونا وباء عالمي (جائحة) ما زال في بداياته في فرنسا".

وتابع "الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة، في الصين مثلاً بدأ الفيروس شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي بالانتشار بسرعة ليبلغ أعلى مستوى له شهر كانون الثاني/يناير الماضي، ونحن نشهد هذا السيناريو الآن في فرنسا لأن الفيروس سبق وانتشر في أوروبا خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/ فبراير الماضيين، ابتداء من منتصف شباط/فبراير بدأت تظهر الحالات الخطيرة في فرنسا".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس الماضي إن وباء كورونا العالمي هو "أسوأ أزمة صحية عرفتها فرنسا منذ قرن" معلنا عن إقفال جميع المدارس والثانويات والحضانات ابتداء من يوم الاثنين المقبل.

وطلب ماكرون من المواطنين الذين يفوق عمرهم ال70 عاما ملازمة منازلهم وعدم الخروج إلا في الحالات القصوى كما طلب من باقي المواطنين الحد من تحركاتهم.
ورفض الرئيس الفرنسي منطق إقفال الحدود أسوةً بما فعلت الولايات المتحدة مع أوروبا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف جميع الرحلات الجوية والبحرية مع أوروبا.

واعتبر الدكتور مكّي أن الأوروبيين ارتكبوا خطأً بعدم إقفال الحدود كما فعلت الولايات المتحدة بهدف الحد من انتشار (جائحة) كورونا.
وفي هذا الصدد قال "الأوروبيون ارتكبوا خطأً عندما لم يقفلوا الحدود مباشرةً بعد تفشي الفيروس كما فعل ترامب، لكن حتّى قرار ترامب أتى متأخراً".

وأكّد الطبيب يحيى موسى أن الأسبوعين المقبلين سيكونان الأخطر ضمن فترة تمتد حتى ثمانية أسابيع و"لهذا السبب اتخذ الرئيس ماكرون قرار إقفال جميع المدارس والحضانات لمدة أسبوعين بالإضافة لمنع التجمعات وإلغاء المؤتمرات".

وأردف قائلاً "انتشار الفيروس سيبلغ ذروته أواخر الشهر الجاري وهذا سيؤدي إلى ارتفاع كبير في عدد المصابين، ما سيشكّل ضغطاً كبيراً على المستشفيات خاصةً على قسم الإنعاش الذي له قدرة استيعاب معيّنة".

وأكّد الدكتور يحيى مكّي أن المستشفيات في فرنسا ستعاني من أزمة ولهذا السبب سيتم اتباع استراتيجية مختلفة في استقبال المرضى.
وحول هذا الموضوع قال "كل من تظهر عليه أعراض الإنفلونزا العادية سوف يستشير طبيبه ويبقى في منزله ولن يتم نقله للمستشفى، ولكن في حال ساء وضع المريض وبدأ يعاني ضيقاً في التنفس ورافقته أوجاع وبدأ يتقيأ، عندها يأتي الطبيب لمنزل المريض ويقيّم الوضع لكي يتم نقله للمستشفى، إذاً، لن يتمّ نقل المرضى للمستشفى إلا إذا كان وضعهم فعلاً خطر وذلك بهدف تخفيف الضغط على المستشفيات عبر إعطاء الأولوية للحالات الخطرة".

واتخذت السلطات الفرنسية سلسلة من الإجراءات لمكافحة انتشار فيروس كورونا كوباء عالمي (جائحة) مثل منع كل التجمعات التي يفوق عدد المشاركين فيها 100 شخص، وعُلّقت جميع مباريات الدوري الفرنسي لكرة القدم كما تم إلغاء أو تأجيل كل المؤتمرات والحفلات والنشاطات الرياضية إضافة إلى إقفال معالم سياحية مهمة مثل متحف اللوفر وبرج إيفل وديزني لاند.

واعتبر الأخصائي في علم الفيروسات يحيى مكّي أن المواطن بتصرفاته اليومية يمكن أن يسهم بالحد من انتشار الوباء، وفي هذا الصدد قال "إن التصرفات التي نتبعها في حياتنا اليومية تسهم في الحد من انتشار كورونا مثل غسل اليدين بشكل انتظامي والامتناع عن تقبيل أو مصافحة الآخرين وتجنّب أماكن التجمعات".

أما بما يتعلّق بقرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم تأجيل الانتخابات البلدية وتنظيمها في موعدها يوم غد الأحد على الرغم من المخاطر المترتبة عن ذلك قال الدكتور مكّي: "الرئيس ماكرون اتخذ قراره بعدم تأجيل الانتخابات البلدية بعد أن عقد اجتماعين مع باحثين وأخصائيين بعلم الفيروسات"، معللا ذلك بأن فيروس كورونا "ليس خطرا بقدر فيروس إيبولا أو الجدري ولهذا السبب قرر الرئيس الإبقاء على الانتخابات في موعدها".

ونوه إلى أن الانتخابات يوم الأحد المقبل لن تشهد تجمعاً لحشود كبيرة في أماكن مغلقة لأن التصويت سيجري في مدارس تكون أبوابها مفتوحة وبشكل سريع".
وأضاف: "قرار ماكرون عدم تأجيل الانتخابات هو أيضاً طريقة لطمأنة الفرنسيين والتخفيف من الضغط النفسي على المجتمع والقول إن الدولة حاضرة والديمقراطية حيّة".

وسجلت فرنسا لغاية اليوم، بحسب آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة، 3661 حالة إصابة بفيروس كورونا ضمنهم 164 بحال الخطر كما سجلت 79 حالة وفاة.

ويعيش جزء كبير من المجتمع الفرنسي حالة هلع بسبب فيروس كورونا الذي بات وباء عالميا منتشرا في كل أنحاء البلاد بعد أن أصبحت أوروبا بشكل عام بؤرةً له.

ودفعت حالة الهلع العديد من المواطنين إلى التهافت بكثرة على محلات المأكولات بهدف تخزين المؤن والمستلزمات اليومية مما أدى لخلق نقص في بعض المواد.

وأثّرت الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد سلباً على الاقتصاد الفرنسي مما دفع الرئيس الفرنسي للإعلان عن خطةً لمساعدة الشركات والتعويض على المواطنين لحماية الاقتصاد.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة