ويزداد القلق أيضاً في الدول الأكثر فقراً في العالم، أين يستحيل فرض حجر خاصةً في الأحياء العشوائية الشاسعة في آسيا، فضلاً عن تحذير خبراء في الأمم المتحدة من عجز نحو 3 مليارات شخص عن الحصول على الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه والصابون.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من نقص التضامن مع الدول الفقيرة ، الذي يمكن أن يكلف ملايين الأرواح، وحتى في الدول الغنية أيضاً، مثل فرنسا، والمملكة المتحدة، يندد أطباء وموظفون طبيون، بنقص معدات الحماية، والفحوصات.
وقال طبيب بريطاني إنه يشعر بخوف شديد من نقص الوسائل لدى الطواقم الطبية، وكتب في صحيفة ذا غارديان البريطانية "قد لايكون الأمر خطيراً علي، فأنا شاب وصحتي جيدة، لكن لا أحتمل فكرة نقل العدوى لمرضى يمكن أن تؤدي إلى وفاتهم".
وتشمل القيود على حرية التنقل أكثر من نصف مليار نسمة بعدما دعت السلطات السكان إلى ملازمة المنازل، وفي كاليفورنيا، فرض على 40 مليون شخص البقاء في بيوتهم، حتى إشعار آخر إلا للضرورة القصوى.
وكذلك الأمر بالنسبة لسكان الأرجنتين البالغ عددهم 44 مليون نسمة، بينما أغلقت شواطئ ريو دي جانيرو الشهيرة لأسبوعين على الأقل اعتباراً من السبت.
واتخذت فرنسا من جهتها إجراءات لمنع التنزه على شواطئ كوت دازور التي يتوجه إليها عدد كبير من الزوار للاستمتاع بالشمس رغم تعليمات الحكومة.
وأصاب الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بـ "عدو البشرية"، أكثر من 240 ألف شخص عبر العالم، وبالنظر إلى وتيرة الوفيات اليومية المسجلة، يُتوقع أن تتجاوز الحصيلة 10 آلاف.
وتجاوزت حصيلة الوفيات في إيطاليا الخاضعة للحجر الكامل 3400 وباتت تتقدم على الصين في هذا التصنيف المحزن، ويزداد يوماً بعد يوم عدد الكهنة الموتى بالفيروس، الذين يتوجهون إلى المستشفيات لمباركة المصابين.
وروى كاهن رعية في بيرغامو في شمال إيطاليا "مرتدين أقنعة وقبعات وقفازات ورداءات واقياً ونظارات، نسير مثل الموتى الأحياء بين الغرف"، ومن جهته، قال أسقف المدينة فرانشيسكو بيشي: "لم نعد نعرف أين نضع الموتى، استخدمت بعض الكنائس لهذا الغرض".
ولم تسجل في الصين أين توفي 3250 شخصاً، اليوم الجمعة أي إصابة جديدة محلية المصدر لليوم الثاني على التوالي، وفي سبيل تخفيف الضغط على السجون، أعلنت إيران التي حلت وراء الصين مباشرة بعدد الوفيات، أنها ستعفو عن نحو 10 آلاف سجين.
وتوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللجوء قريباً إلى الكلوروكين المستخدم لمعالجة الملاريا، علاجاً محتملاً للمصابين بعد تسجيل نتائج مشجعة في الصين، وفرنسا، إلا أن عدداً من الخبراء دعوا إلى الحذر مشددين على غياب البيانات السريرية المؤكدة والرسمية.
وتقرر تعويض قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي كانت مقررة في يونيو(حزيران) المقبل في كامب ديفيد، بمؤتمر عبر تقنية الفيديو.
وفي اليابان تحيط الشكوك بالألعاب الأولمبية في طوكيو، وقال رئيس اللجنة الدولية الأولمبية توماس باخ لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن من "المبكر التفكير في إرجاء الحدث".
وتعهدت شركات أدوية عالمية الخميس بتوفير لقاح ضد الفيروس في كل أرجاء العالم، في مهلة تراوح بين 12 و18 شهراً على أقرب تقدير.
وأشار نائب رئيس اللجنة التنفيذية في شركة "جونسون أند جونسون" إلى إمكانية تبسيط المعاملات الإدارية مثل تراخيص تسويق اللقاحات وتسريعها في هذا المجال، مشدداً على أن الموارد متوفرة، فيما تسمح شراكات بين القطاعين العام والخاص بتخفيف العبء المالي الناجم عن الاستثمارات الهائلة التي تتطلبها الأبحاث والانتاج.
وتستعد إسبانيا المتضررة جداً من انتشار الفيروس لمواجهة "أصعب الأيام" في مكافحة الوباء بالاستعانة بآلاف العاملين في مجال العناية الصحية.
ويزداد التضامن في المناطق المعزولة في البلاد، ومثل العديد من شبان قريته الصغيرة في كاستيليا، يشتري سيرجيو كامينيرو، الحاجيات لجيرانه المتقدمين في السن، ويقدم لهم البيض، من حديقته، فيما يمنح آخر حليب الماعز التي يربيها، ويؤكد سيرجيو "إذا ساءت الأمور، على الأقل لدينا اكتفاء ذاتي في القرى".
ويرجح أن يمدد قرار الحجر المعلن في فرنسا مدة أسبوعين، وفق السلطات الصحية في البلاد.
وإلى جانب المأساة الصحية، قد يغرق الفيروس العالم في انكماش اقتصادي رغم مليارات الدولارات التي رصدت سريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا لاحتواء آثاره.
وحذرت منظمة العمل الدولية من خسارة 25 مليون في العالم، في غياب استجابة دولية منسقة، وحذر المصرف المركزي الأوروبي من تقلص الاقتصاد في أوروبا "كثيراً".
وفي الأثناء، سجلت البورصات الآسيوية ارتفاعاً بعد اطمئنان المستثمرين بفضل خطط الإنعاش التي أُعلنت في كافة أنحاء العالم.
مواضيع: