تشهد الكويت حراكاً دبلوماسياً عالياً في إطار جهود الوساطة التي تقوم بها لحل الأزمة الخليجية الراهنة، والجهود التي يبذلها أميرها، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لرأب الصدع الخليجي.
ويحط وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الرحال في الكويت، الإثنين 10 يوليو/تموز 2017، لبحث تطورات الخلاف الخليجي وسبل احتوائه، ليكون رابع مسؤول دولي يصل إلى البلاد للغرض ذاته في أقل من أسبوع، وتحديداً منذ الأربعاء الماضي، بعد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، ونائب أمين عام الأمم المتحدة جيفري فيلتمان، ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران المنصرم، حين قطعت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، علاقاتها مع قطر، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب".
وفي 22 من الشهر ذاته، قدمت الدول الأربعة إلى قطر -عبر الكويت- قائمة تضم 13 مطلباً لإعادة العلاقات مع الدوحة، من بينها إغلاق قناة "الجزيرة"، فيما اعتبرت الدوحة المطالب "ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ".
الكويت لعبت دور المهدئ
وفي هذا الإطار، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عايد المناع، أن "الوساطة الكويتية لعبت في بداية الأزمة دور المهدئ، لكنها تحتاج لأن تُعطَى فرصة أكبر من حيث المدى الزمني ومن حيث التخويل السياسي".
وقال للأناضول، إن "الدعم الدولي للوساطة الكويتية يعطيها زخماً أكبر، فهي تكتسب ثقة جميع الأطراف الذين يؤكدون دائماً على أهميتها، وهي المؤهلة فعلياً، ودخل سمو الأمير في حل الأزمة السابقة بين قطر من جهة وعدد من الدول الخليجية، وبالفعل تم حلها وأعيد السفراء إلى مواقعهم".
وأوضح المناع، أنه "ينبغي على الأطراف أن تعرض متطلباتها، ويُترَك للوسيط أن يلعب على هذه المتطلبات بأن يصيغ الأقرب إلى التنفيذ ثم ما يليه".
من جهته، قال أستاذ الإعلام في جامعة الكويت، أحمد الشريف، للأناضول، إن "جهود أمير الكويت حظيت بإشادة دولية واسعة وأعرب قادة ومسؤولون دوليون عن دعمهم لجهوده المخلصة من أجل حل الأزمة الخليجية".
وأضاف أن "جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وأهمها تركيا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة، أيدت المساعي الكويتية في جهود الوساطة لحل هذه الأزمة".
وأشار الشريف، إلى أن طرفي الأزمة، وبعد كل التطورات خلال شهر من عمرها، ما زالا يعولان على الوساطة الكويتية، وجميع التصريحات والبيانات التي صدرت من قطر من جهة، ومن الدول الأربع من جهة ثانية، ما زالت تؤكد على أهمية الوساطة الكويتية والثقة فيها.
ولفت إلى أن كل ذلك، يمثل عوامل مهمة لمواصلة المساعي الكويتية، على أمل تحقيق اختراق لجدار الأزمة القائمة حالياً.
مواضيع: