مفاجأة... نتنياهو قد يدمر مستقبل غانتس السياسي بـ"الضربة القاضية"

  30 ‏مارس 2020    قرأ 496
مفاجأة... نتنياهو قد يدمر مستقبل غانتس السياسي بـ"الضربة القاضية"

هل خان زعيم المعارضة الإسرائيلي بيني غانتس مئات آلاف الناخبين، أم أصغى لنبض الشارع التواق للوحدة بعدما أبرم صفقة مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو؟

هذا هو السؤال الذي يطرحه المواطنون والمراقبون بعد إعلان بيني غانتس استعداده للانضمام لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، نتنياهو الذي قال عن غانتس إنه دمر النسيج الاجتماعي في إسرائيل وأنه حرض نصف الإسرائيليين على نصفهم الآخر، وأنه فاسد وأفسد كل القيم والأعراف التي قامت عليها دولة إسرائيل والنظام السياسي.

هل هي الرغبة بالوحدة في زمن كورونا والطوارئ أم إنها الإغراءات الوزارية والسلطوية التي دفعت غانتس للقيام بخطوة كان بإمكانه أن يقوم بها قبل عام وتجنيب إسرائيل 3 معارك انتخابية أدخلت البلاد في أزمة دستورية وسياسية وأخلاقية غير مسبوقة، شاهدت انقسامًا اعتبره كبار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه أخطر على أمن إسرائيل ومستقبلها من أي تهديد خارجي.

في هذا الصدد يقول المحلل السياسي، فادي عجاوي في مناظرة تلفزيوينة: "غانتس خان الكثيرين، ولا شك أن عددا كبيرا من الذين صوتوا له، كان تصويتهم على أساس أنه بديل لحكومة نتنياهو، هذا المتهم بثلاثة اتهامات ويمضي باتجاه محاكمة صعبة، بالإضافة إلى شركائه الذين يشعرون بهذه الخيانة".

وتساءل عجاوي: "بما أنه كان يريد هذه الخطوة، لماذا لم يفعلها منذ البداية ويوفر على إسرائيل 3 انتخابات كلفتها ماديا ومعنويا واجتماعيا"، لافتا إلى أن كل الخطوات التي اتخذها غانتس على مدار سنة لم تكن توحي إلى أنه سيقدم على هذه الخطوة المفاجئة.

وأضاف "باعتقادي أنه انتحر سياسيا وربما يكون قد خرج من الباب الضيق، وإلا ما الذي يمنع نتنياهو خلال خمسة أو ستة أشهر بعد انتهاء أزمة كورونا أن يقوم بتبكير الانتخابات وبذلك يكون قد قضى على غانتس نهائيا وكل أمله في رئاسة الحكومة، خصوصا أن المعلوم في العلوم السياسية أن الالتزام بالتعهدات السيساية من شيم الضعفاء".

ولفت المحلل السياسي إلى أن غانتس حرق كل الجسور مع حلفائه، ولم يبحث عن الحلول الأخرى بل اختار الحل الأسهل الذي يصفه البعض بأنه حل جبان، إذ كان بإمكانه أن يحاول على الأقل إبعاد نتنياهو عن الحلبة السياسية وعندها كان من الممكن أن يشكل حكومة وحدة حتى مع الليكود ولكن في إطار شخص آخر، باعتبار أن نتنياهو شخص ارتبط اسمه بالفساد، فالحديث حوله وليس حول الليكود نفسه.

وعن السبب الذي منعه من تلك الخطوة سابقا، وسبب غضب أنصاره من وصفه بالجبان يقول الدكتور مئير مصري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، في المناظرة ذاتها إن أنصار غانتس لا يقوولن إنه خائن، أما لماذا يقدم على هذه الخطوة الآن فلأنه ببساطة كان هناك أمل في استبدال حكومة نتنياهو بحكومة وسط يسار بمعزل عن أحزاب اليمين وهذا لم ينجح، والدولة في شلل تام منذ أكثر من عام وليس هناك أي خيار آخر، والذين ينتقدون هذه الخطوة لم يقدموا حلا آخر، لأن غانتس لم يكن بمقدوره أن يشكل حكومة وسط يسار حتى بدعم من القائمة المشتركة".

وأضاف: "مسألة أن نتنياهو ضحك على غانتس أو استغفل كتلة أزرق أبيض هذه بروباجندا ليكودية بحتة وكلام مردود عليه، بالعكس ممكن أن نقول إن غانتس هو الذي استطاع فقط بخمس عشر مقعدا مقابل كتلة كبيرة أن يفرض نفسه ويحصل على نصف عدد الحقائب الوزارية".

وتابع: "ولقد اتخذ هذه الخطوة الآن لأنه كانت له مطالب وعندما تحققت قبل بها، أما فكرة أنه انتحر سياسيا فهذا غير صحيح لأننا نرى الآن جميع الكتل السياسية في الوسط واليسار تهرول إليه، وأعتقد أن ما فعله معادلة صحيحة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد".

وانتُخب زعيم المعارضة الإسرائيلي بيني غانتس رئيسا للكنيست يوم الخميس في خطوة مفاجئة أعقبها الإعلان عن شراكة سياسية من شأنها الإبقاء على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السلطة.

وفي أعقاب انتخاب غانتس، قدم فصيلا يش عتيد وتيلم طلبا رسميا للانفصال عن "أزرق أبيض"، مما يعني أن فصيل غانتس سيكون الوحيد الذي سيتحالف مع الكتلة بقيادة الليكود.

وقال غانتس وزملاؤه في "أزرق أبيض" أن البديل الوحيد للانضمام إلى إئتلاف حكومي بقيادة نتنياهو هو جولة رابعة من الإنتخابات، وأن هناك حاجة لحكومة للتعامل مع تفشي فيروس كورونا.

ورفض رئيس يش عتيد، يئير لابيد، ورئيس تيلم، موشيه يعالون، رفضا قاطعا الانضمام لحكومة وحدة مع الليكود طالما كان نتنياهو رئيسا لها، وانتقد كلاهما بشدة غانتس بسبب انشقاقه عن التحالف، حيث هاجمه لابيد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع يعالون الخميس لـ"زحفه" إلى ائتلاف مع "متطرفين ومبتزين".

وذكرت تقارير يوم الأحد أن أحزاب "الليكود" و"يمينا" و"يهدوت هتوراة" و"شاس"، التي تتفاوض مع حزب بيني غانتس، "أزرق أبيض" بصفتها كتلة واحدة، ستحصل على 15 وزيرا على الأقل بالإجمال في الحكومة الجديدة.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة