كما اطلع سموه على مختلف الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها سفارات الدولة في الخارج لضمان أمن وسلامة المواطنين في الدول المضيفة، من طلبة ومرضى وزوار، والتواصل معهم ومتابعة شؤونهم والاطمئنان على صحتهم، وتلبية كافة احتياجاتهم، وكذلك الدور الذي تقوم به بعثات الدولة الدبلوماسية في توفير كل أشكال الدعم والمساعدة للمجتمعات المحلية، بما يعكس رسالة الإمارات الإنسانية التي تمد يد العون لكل الشعوب دون التمييز على أساس العرق أو اللون أو المعتقد، وبمعزل عن أية اعتبارات سياسية.
كما أثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على جهود غرفة العمليات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي التي أشرفت على التواصل مع كافة مواطني الدولة في الخارج والقيام بكافة الترتيبات اللازمة لإعادتهم إلى الإمارات.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "جهود وزارة الخارجية وكوادرنا الدبلوماسية محل تقدير.. ونرسل رسالة للعالم عبرهم أننا ندعم أي جهود دولية مشتركة وأي تعاون عالمي لتخفيف الآثار الصحية والاقتصادية لهذا الوباء على البشرية"، مضيفاً سموه: "رسالتنا لدول العالم عبر سفرائنا: نحن أقوى مُجتمعِين ومتحِدين ومتعاونين.. والعالم بعد هذا الوباء يحتاج لمنظومة تعاون مختلفة ومتطورة وسريعة".
وأكد سموه بالقول: "كوادرنا الدبلوماسية أثبتوا كفاءة استثنائية.. ونحيي جهودهم.. ونوصيهم بالاهتمام بصحتهم وصحة فرق عملهم وأسرهم في كافة أنحاء العالم".
وتابع سموه: "جهود الشيخ عبدالله وسفراء الدولة بالخارج وغرفة العمليات ضمن الوزارة كانت سريعة واستباقية وأظهرت استعداداً كاملاً للتعامل مع كافة الظروف"، موضحاً سموه أن "دولة الإمارات فريق واحد داخلياً وخارجياً.. ومواطنو الإمارات لهم أولوية دائمة داخلياً وخارجياً.. والأزمة أظهرت كفاءات أبناء الإمارات"، لافتاً سموه إلى أن "إرجاع أغلب طلابنا ومواطنينا في الخارج لأرض الدولة تم بكل سلاسة.. ومن بقي منهم لظروف استثنائية هم محل رعاية مستمرة ودائمة.. المواطن مواطن أينما كان".
وضم الاجتماع عن بعد الذي عقده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى جانب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كلاً من معالي يوسف مانع العتيبة سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأميركية، وسعادة عبدالله سيف النعيمي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كوريا الجنوبية، وسعادة الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، وسعادة عبدالله علي السبوسي سفير دولة الإمارات لدى أستراليا، وسعادة حفصة عبدالله العلماء سفير دولة الإمارات لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسعادة منصور عبدالله بالهول سفير دولة الإمارات لدى المملكة المتحدة، وسعادة عمر عبيد الحصان الشامسي سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية الإيطالية، وسعادة ماجد حسن السويدي سفير دولة الإمارات لدى مملكة إسبانيا، وشيماء قرقاش نائبة رئيس بعثة الإمارات في الولايات المتحدة.
وفي الختام، حرص صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على التأكيد على أهمية توفير بيئة عمل صحية وسليمة، واتخاذ كافة التدابير الاحترازية في هذا الخصوص، والحفاظ على سلامة العاملين في السفارات وتوفير الدعم لهم ولعائلاتهم، ومتابعة أوضاع المواطنين وكذلك المقيمين في الدولة ممن لم يتمكنوا من العودة إلى أرض الإمارات في ظل الإغلاقات وتعليق الرحلات الجوية، مشدداً سموه على ضرورة قيام بعثات الدولة في الخارج في ممارسة دورها الدبلوماسي على أكمل وجه وتقديم كافة الخدمات التوعوية واللوجستية للمواطنين، وحثهم على الالتزام بالتعليمات التي تصدرها الدول التي يقيمون فيها، وأن يكون كل إماراتي في الخارج خير سفير لبلده من خلال المشاركة في الجهود المحلية والتطوعية في مقاومة الوباء وضمان سلامة المجتمعات والناس.
من جانبه أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن قيادة دولة الإمارات، على رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حريصة على ترسيخ نهجها الدبلوماسي من خلال التعاون مع جميع دول العالم في مد يد العون للمجتمعات التي تحتاج إلى الدعم والمساعدة وتطوير التعاون الدولي وترسيخه وخاصة في هذه الظروف التي يمر بها العالم اليوم.
كما توجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشيداً بحرص صاحب السمو على متابعة كافة مفاصل العمل الحكومي والمؤسسي، من خلال الإشراف المباشر على عمل الطواقم الوزارية والإدارية والتنفيذية، وتوفير كافة التسهيلات والدعم الفني واللوجستي لضمان استمرارية العمل والدارسة والإنجاز عن بعد بذات القدر من الكفاءة والفاعلية في هذه الأوقات الاستثنائية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد /جائحة كوفيد - 19/ في العالم.
مركز العمليات.. سرعة وكفاءة
ومنذ تفشي أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد /كوفيد - 19/ قامت غرفة العمليات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدور حيوي في التصدي لتبعات الوباء وتقليص النتائج المترتبة عليه وتسخير كافة التسهيلات اللوجستية لإجلاء المواطنين في الخارج وضمان عودتهم إلى أرض الإمارات بأقصى سرعة. ويقوم المركز بالتخطيط والإشراف على جميع عمليات إجلاء المواطنين في الخارج وكذلك دعم البعثات الأجنبية في الدولة في إجلاء رعاياها، من خلال وضع خطط إجلاء اتسمت بقدر عال من الكفاء والفاعلية والمرونة.
ومنذ بداية الأزمة وحتى نهاية شهر مارس، تم إجلاء وتنسيق عودة 1,743 من موطني الدولة ورعاياها، من خلال 39 عملية إجلاء تم تنفيذها. ويعمل في مركز العمليات بالوزارة ما بين 12 إلى 15 شخصاً في مناوبات على مدار اليوم، حيث تتلخص مهمتهم الأساسية، سواء في الظروف العادية أو الاستثنائية، في الاستجابة لأي طلب عاجل أو طارئ، وغالباً ما تكون الحالات الطارئة خاصة بمواطني الإمارات في الخارج، حرصاً على ضمان سلامتهم.
جهود إماراتية إنسانية
وعملت دولة الإمارات على ضمان سلامة سفاراتها وبعثاتها التمثيلية في الخارج من خلال اتخاذ كافة التدابير الاحترازية والوقائية لمكافحة فيروس كورونا المستجد والحفاظ على سلامة طواقمها الدبلوماسية والقنصلية، وسلامة المراجعين، وتفعيل منظومة العمل عن بعد في السفارات والقنصليات، وتوفير الدعم الاجتماعي والمادي والفني واللوجستي للموظفين، كما تم التواصل مع كافة المواطنين المتواجدين خارج الدولة للاطمئنان عليهم وتلبية احتياجاتهم وحثهم على الالتزام بتعليمات وتوجيهات حكومات الدول التي يقيمون فيها بما يكفل سلامتهم ووقايتهم، وتسهيل عودتهم إلى الإمارات.
وحرصت وزارة الخارجية على تفعيل خدمة "تواجدي"، إحدى أفضل الخدمات التي توفرها دولة الإمارات لمواطنيها في الخارج، لمتابعة شؤونهم وأوضاعهم أولاً بأول، وتقديم كافة الخدمات لمساعدتهم على مواجهة أي ظرف، بالإضافة على تنظيم عودتهم إلى الإمارات، عبر التواصل المباشر معهم وتقديم كافة التسهيلات اللازمة في هذا الخصوص.
إلى ذلك، وتجسيداً لسعي الإمارات تقديم الدعم والمساندة للدول الشقيقة والصديقة، استقبلت المدينة الإنسانية في أبوظبي عدداً من رعايا بعض الدول الذين تم إجلاؤهم من مقاطعة هوبي الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، بناءً على طلب دولهم وذلك في إطار القيم الإنسانية التي تتبناها الإمارات في الوقوف إلى جانب المجتمعات وتقديم كل أشكال المساعدة لها وتخفيف المعاناة عنها خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة. ونفذت عملية الإجلاء طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة، حيث شملت العملية 215 شخصا من رعايا دول عربية وصديقة، بمشاركة فريق من المتطوعين شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري. وحظي الرعايا بعناية صحية متكاملة طوال فترة الحجر الصحي، بما يتوافق مع بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، إلى حين التأكد من سلامتهم وسط ثناء عربي وعالمي لهذه المبادرة الإنسانية.
كما حرصت القيادة الإماراتية على التواصل مع قيادات العديد من الدول الشقيقة والصديقة والتأكيد على استعدادها لتقديم كل ما يلزم لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد وتوحيد جهودها مع جهود المجتمع الدولي لاحتوائه والقضاء عليه وتعزيز قدرات الدول لمواجهته.
مواضيع: