أردوغان... بين ضغط كورونا والحرص على التعافي الاقتصادي

  09 ابريل 2020    قرأ 529
أردوغان... بين ضغط كورونا والحرص على التعافي الاقتصادي

عزز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا المتسارع في بلده، لكنه يثير انتقادات متزايدة لرفضه فرض الإغلاق الشامل لحماية الاقتصاد.

وفرض أردوغان إجراءات صارمة شملت حظر التجمعات، ووضع قيود على السفر بين المدن، وإلزام السكان بارتداء الأقنعة الواقية، لكنه قاوم الدعوات إلى العزل التام.

وبدأ البرلمان أمس الثلاثاء، مناقشة مشروع قانون رعته الحكومة للإفراج عن نحو ثلث المعتقلين في السجون المكتظة في إجراء وقائي للحد من تفشي الفيروس.

وتحتل تركيا التي سجّلت 34209 إصابات و725 وفاة بالفيروس، وفق أرقام رسمية صدرت أمس، المرتبة التاسعة بين الدول الأكثر تأثراً بالجائحة، والأكثر إثارة للقلق في تركيا التي سجّلت أول إصابة رسمياً في 11 مارس(أذار) الماضي، هو سرعة انتشار الفيروس فيها.

ويتضاعف عدد الإصابات كل عدة أيام، فبعدما كان عددها 7400 في 28 مارس(أذار) الماضي، بلغ 15 ألف 1 أبريل(نيسان) الجاري، وتجاوز 30 ألف، أول أمس الإثنين، وفق الأرقام الرسمية.

وسارعت الحكومة لاتّخاذ إجراءات في أرجاء البلاد، منها إغلاق المدارس والمراكز الثقافية، وتعليق الرحلات الجوية من وإلى الدول المتأثّرة بالفيروس.

وشددتها تدريجياً مع صدور أمر بعزل الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، وتقل عن العشرين، بينما فرض حجر في عدة بلدات وقرى، وبدأت السلطات اليوم الأربعاء، إرسال طرود تحتوي على أقنعة واقية مع رسالة من الرئيس، إلى المنازل.

وأكد أردوغان في الرسالة بنبرة مطمئِنة أن تركيا هي إحدى الدول الأفضل تسلّحاً لمواجهة وباء كورونا، مشيداً بنوعية الخدمة التي تقدمها المستشفيات في البلاد، لكن مع زيادة عدد المصابين، ارتفعت أصوات تؤكد وجوب فرض إغلاق شامل على غرار ما قامت به إيطاليا وفرنسا.

وقال طبيب يعالج مرضى مصابين بالفيروس في قسم العناية المشددة في أحد مستشفيات إسطنبول، طالباً حجب هويته "على الجميع البقاء في منازلهم، يجب أن يصبح ذلك إلزامياً"، وأضاف "يصلنا المزيد من المصابين كل يوم، سنصل قريباً إلى الحد الأقصى لقدرتنا الاستيعابية".

وحضت أحزاب المعارضة، ونقابة أطباء تركيا وغيرها من النقابات الحكومة، على تشديد الإجراءات لردع الناس عن مغادرة منازلهم.

وقال سنان أديامان رئيس نقابة أطباء تركيا التي تعد الرابطة الطبية الرئيسية في البلاد، لوسائل إعلام تركية هذا الأسبوع: "سيكون من المستحيل السيطرة على هذا الوباء إذا واصل الملايين الذهاب إلى عملهم".

وفي مقابلة الأسبوع الماضي، دعا رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو، إلى فرض عزل تام في عاصمة البلاد الاقتصادية، التي تضم أكثر من نصف الإصابات في تركيا.

وقال: "حتى إذا خرج 15% فقط من السكان من منازلهم، فسنصل سريعاً إلى مليوني للمصابين، يمكن أن يزيد من حجم التهديد".

وحض أردوغان حتى الآن الأتراك على فرض "حجر طوعي" على أنفسهم بدلاً من أن يصدر أمراً يجبرهم على ملازمة منازلهم، محاولاً تفادي تجميد نشاط الاقتصاد الهش أصلاً، والذي يمر بتعاف بعد سنوات من الأزمات.

وقال في الأسبوع الماضي، إن "تركيا ملزمة بمواصلة الإنتاج، وإبقاء عجلة الاقتصاد تدور مهما كانت الظروف"، وفي انتظار أي تشديد للإجراءات، اتخذ العديد من الأتراك إجراءات احترازية من تلقاء أنفسهم، وباتت معظم شوارع إسطنبول المكتظة عادةً شبه مهجورة، بما فيها شارع الاستقلال.

وامتنع العديد من الأتراك عن مغادرة منازلهم حتى أن بعضهم عاد للعادات القديمة المتمثلة، في إنزال سلال من النوافذ للحصول على حاجياتهم، بينما اعتمد آخرون على خدمات إيصال الطلبات.

وأشاد الطبيب في مستشفى إسطنبول بالحكمة التي أظهرها الأتراك و"الإجراءات الجيدة" التي اتخذتها الحكومة لزيادة عدد الفحوص لتصل إلى أكثر من مئتي ألف حتى الآن.

ولكنه حذّر قائلاً: "إذا تواصل ارتفاع عدد الإصابات بهذه الوتيرة، فستكون النتيجة كما شهدنا في دول أخرى، خسارة العديد من الأرواح، أضعنا حتى الآن الكثير من الوقت".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة