وذكر المخرج السوداني سليمان إبراهيم أن الانطلاقة الأولى لروح السينما في السودان بدأت مع الدارسين في الخارج في الدول الأوربية والغربية بشكل عام، الذين كانت لديهم الكثير من الآمال والطموحات والأهداف في إشاعة ثقافة السينما في الجمهورية السودانية آنذاك، لكن هذه الآمال اصطدمت بالكثير من الظروف السلبية سواء كان ذلك متمثلا في الجانب الرسمي أو حتى القطاع الخاص الذي دائما ما يذهب إلى الربح السريع. واستمر الحال كواقع سلبي يواجه السينما السودانية ففي عام 1935 يقول المخرج سليمان إنه تم افتتاح أول صالة سينما شبه حقيقية في السودان حسب قوله وكان المواطن السوداني يمنع من دخولها، فهي متاحة للجاليات وخاصة الغربية. وأشار أن السينما إن توفرت فهي تعود للحكومة البريطانية أو ولمعالجة قضايا الناس، كالصحة والتعليم وغيرها من الجوانب الاجتماعية. وذكر المخرج سليمان إبراهيم أن السينما في السودان مرت بظروف عصيبة جدا وشهدت تصفية حقيقية بما في ذلك مؤسسة الدولة للسينما، ووحدة السينما في التلفزيون، وقسم السينما في مصلحة الثقافة وأغلق نادي السينما بعد 20 عاما من تأسيسه، وهذا أمر محزن جدا ومحبط لواقع السينما في السودان بشكل خاص. ومن الإيجابيات التي تحسب للسينما السودانية رغم كل الإحباطات والتجاوزت أنها كانت تقف شامخة بروح النضال للشعب السوداني خاصة وأنها مرت بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية. فسقف الحرية غير متاح وكل شيء محجم ولا يبعث بالأمل.
ويبدو أن السينما السودانية بها الكثير من المحطات المهمة مع السجلات التاريخية التي تضيف إلى وجودها سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا ومن بين هذه السجلات أن عدد الأفلام التسجيلية المنتجة عن السودان قد بلغت 116 وذلك بين 1910 إلى 1981 وهي لمؤسسات غربية أميركية أوربية وبعد استقلال السودان أصبح عدد دور العرض فيها حوالي 60 دارا، كما ارتبطت السينما السودانية بالسكك الحديدية كثيرا خاصة وقت الاستراحة فهناك عربات خصصت لعرض أفلام طويلة وقصيرة. في عام 1970 أنتج أول فيلم سوداني بعنوان “أحلام وآمال” وهو روائي طويل، وسينما المهجر عبارة ارتبطت بواقع السينما في السودان حيث هجرت الملايين من السودانيين، بما فيهم السينمائيون، ونشأت لأجل لذلك سينما المهجر وهي أفلام قصيرة جدا. تخلل المحاضرة السينمائية عرض أفلام قصيرة سودانية تفاعل معها الحضور، إضافة إلى فتح باب النقاش حول واقع السينما السودانية وما تمر به من وقائع متعددة.
مواضيع: المخرج،#الثقافي،#