وصدق المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، على قرار الحكومة بمصادرة أراضي الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية من دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية.
خطط إسرائيلية
وكان نتنياهو، لدى إعلانه الاتفاق مع منافسه بيني غانتس الأسبوع الماضي لتشكيل حكومة وحدة، قد حدد الأول من يوليو/تموز لبدء مناقشات في الحكومة بشأن بسط سيادة إسرائيل على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وضم منطقة غور الأردن تماما.
وطبقا لاتفاق نتنياهو وغانتس فإن مثل هذه الخطوة تتطلب الاتفاق مع واشنطن.
وفي رسالة مصورة أمس الأحد موجهة لجماعة مسيحية مؤيدة لإسرائيل في أوروبا، وصف نتنياهو الخطة الأمريكية للسلام التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني بأنها وعد بالاعتراف بسلطة إسرائيل على أراضي مستوطنات الضفة الغربية.
وقال نتنياهو للجنة الأوروبية من أجل إسرائيل "في غضون شهرين من الآن، أنا على ثقة من أن هذا الوعد سيُنفذ".
ترامب ونتنياهو
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، والنائب السابق بالكنيست الإسرائيلي، قال إن "هناك إمكانية بأن يمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة إدارته لنتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية، كما سبق ووافق على ضم منطقة الجولان".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الرأي العام العالمي يعرف جيدًا أن هذا الأمر يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، ومع الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية".
وتابع: "سيكون هناك معارضة شديدة قوية جدا من قبل الفلسطينيين، وأتمنى كذلك بالنسبة للعرب، حيث طالبت الأردن عددًا كبيرًا من الدول بمعارضة سياسة الضم".
وأكد أن "ضم الأراضي الفلسطينية سيسبب إشكالية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، ولكن نتنياهو استطاع أن يحصل على موافقة غانتس ليبدأ الضم بعد 3 أشهر".
وبشأن الموافقة الأمريكية، أضاف: "نحن نأمل أن تتراجع الإدارة الأمريكية عن منح هذه الموافقة، وأن يبقى الأمر إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، والتي نأمل في أن تطيح بترامب، وتأتي بإدارة جديدة تحترم الشرعية الدولية".
خطة أمريكية
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، والقيادي في حركة فتح، إن "الإدارة الأمريكية وبعد أن عرض ترامب خطته في يناير/كانون الثاني الماضي شكلت طاقمًا أمريكيًا إسرائيليًا بقيادة سفير الولايات المتحدة ديفيد فريدمان ليقوم برسم حدود جديدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "هذه الخطة تشمل توسع في دولة الاحتلال بأراضي الضفة مع تبادل عقاري وسكني في منطقة المثلث".
وتابع: "هذا الطاقم أنهى عمله وما بقى هي الرتوش والموافقة الأمريكية التي بالطبع أتوقع أن تعطي الضوء الأخضر للتنفيذ قبل شهر أغسطس/آب القادم وقبل أن ينشغل ترامب بالانتخابات".
وأكد أن "الإدارة الأمريكية تريد أن تحسم هذا الملف خوفًا من عدم توافق نتنياهو والجمهوريين في الانتخايات القادمة وبالتالي الأفضل بالنسبة لهم تنفيذ خطة ترامب قبل الانتخابات الأمريكية التي ستجرى في نوفمبر القادم".
وأنهى حديثه قائلًا: "للأسف ردة الفعل العربية والفلسطينية ستكون محدودة".
تحرك إسرائيلي
بدأت الحكومة الإسرائيلية الجديدة خطواتها الفعلية لتفعيل سياسة ضم الأراضي، التي تم الاتفاق عليها بين نتنياهو وغانتس، حيث قررت ضم أراض واقعة في الحرم الإبراهيمي للسيادة الإسرائيلية.
جاء تصديق مندلبليت على المصادرة لمسطحات الأراضي بتخوم الحرم الإبراهيمي، والتي تديرها دائرة الأوقاف، وذلك من أجل "تحديث" المكان وملاءمته للمعاقين من المستوطنين واليهود والسياح الأجانب، وإقامة مسارات لأصحاب الإعاقات بالحركة تضمن وصولهم إلى مبنى الحرم الإبراهيمي.
وعقبت وزارة العدل الإسرائيلية في بيان: "جرى مؤخرا بحث قانوني لقضية مصادرة مناطق معينة من أجل تسهيل وصول أشخاص لديهم إعاقات. وجرى البحث بالتعاون مع الإدارة المدنية، وكان المستشار القضائي للضفة الغربية والوزارات ذات العلاقة".
وأضاف البيان أنه "في نهاية البحث، وبعد نقاش برئاسة نائب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، تبين أنه من الناحية القانونية بالإمكان تنفيذ مشروع تسهيل الوصول، وأن الحسم بهذا الخصوص بأيدي المستوى السياسي. وتم نقل موقف المستشار القضائي للحكومة إلى حسم المستوى السياسي، وبضمن ذلك رئيس الحكومة ووزير الأمن في يوم 29 مارس".
ومنذ سنوات تطالب منظمات إسرائيلية بـ"ملائمة" الحرم الإبراهيمي وتجهيزه بالمسارات، بزعم أن "يكون مناسبا ويسمح بالتنقل للزوار اليهود والسياح الأجانب من أصحاب الإعاقات الحركية".
مواضيع: