ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا بعنوان "الشرق الأوسط على أعتاب عصر جديد" توقعت فيه المصالحة بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، لافتة أن "ثلاث سنوات تقريبًا قد مرّت منذ أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر"، متهمة إيّاها بـ"تمويل الإرهاب والسعي لزعزعة استقرار المنطقة".
وأشار المقال إلى أن "منطقة الشرق الأوسط قد تكون قادرة على التغلب على تفشي فيروس كورونا، لكنّها لن تتعافى من وباء التضليل والدعاية في أي وقت قريب". وشددت الصحيفة على أن "المقاطعة التي فرضت على قطر كانت نتيجة ثانوية لمشهد ما بعد الربيع العربي"، موضحةً أنّ "أخطاء الربيع العربي تلقى على دعم قطر الإيديولوجي والاقتصادي والسياسي للجماعات الإسلامية، مقابل الحكومات الاستبداديّة والجيوش العلمانيّة في أجزاء أُخرى من المنطقة".
وأكّدت الصحيفة أنّ رغم ذلك، فإنّ "جائحة فيروس "كورونا" وتداعيات طريقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في معالجتها وصعود الصين، من المرجّح أن تجبر قوى الخليج على التكيّف". ونقلت عن "مصادر في الخليج" قولها إنّ "المحادثات كُثّفت مؤخّرًا في القنوات الخلفيّة بين السعودية وقطر، وأكّدت أنّ الحل السياسي يلوح في الأفق، ومن المرجّح أن يتضمّن وقف القصف الإعلامي المتبادل".
وأبدت اعتقادها أن تكون "السعودية في وضع يمكنها من قبول الوفاق مع قطر"، مشيرةً إلى "تأكيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مرارًا أنّ مشكلة قطر صغيرة جدًّا جدًّا جدًّا". وذكَّرت بأنّ "بن سلمان تلقّى في أيلول 2017 اتصالًا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ما أثار غضب حلفائه الثلاثة، مصر والإمارات والبحرين".
وأفادت الصحيفة بأنه "على الرغم من أن العقبات الرئيسيّة لا تزال تعترض طريق ذوبان الجليد الحقيقي، فإن فشل المقاطعة في تركيع قطر والحاجة الملحة لإعادة تشكيل دور ملكيات الخليج في المستقبل لاعتماد الاتجاهات الاقتصادية والجيوسياسية الجديدة، سوف يؤديان على الأرجح إلى إنهاء العداء".
كما توقّعت أن "تخرج السعودية وتركيا وإيران من وباء فيروس كورونا بكدمات شديدة، غير أنّه من المرجح، أن تستمر الإمارات وقطر في تبادل اللكمات".
وخلصت الصحيفة أن "أزمة فيروس "كورونا" سوف ترسم نهاية حقبة ما بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط لتبدأ فترة جديدة"، لافتةً إلى أنّ "شائعات انقلاب قطر تكشف أنّ الكثيرين في الخليج ما زالوا يتشبّثون بالماضي عندما يتطلّعون إلى المستقبل".
مواضيع: