العلاقة القطرية الإخوانية قائمة على التقارب الإيديولوجي والمنفعة المتبادلة، فمن جهة تدعم الدوحة التنظيم في المنطقة العربية، واستثماره في تحقيق النفوذ والتأثير السياسي، ومن جهة أخرى يستفيد التنظيم الإخواني من الدعم والتمويل القطري لنشر أفكاره المتطرفة.
وأشارت الباحثة، إلى أن الدعم القطري للتنظيم الدولي للإخوان، لم يقتصر على التمويل المالي والدعم الإعلامي عن طريق قناة الجزيرة، لكنها طورت فكرة الدعم بالحماية والتجنيس لبعض الشخصيات المطلوبة من السلطات المصرية لتورطهم بشكل مباشر بالإعداد والتخطيط والتمويل لعمليات إرهابية، بهدف تفويت فرصة القبض عليهم.
ولفت الباحثة، إلى أنه منذ اجراءات المقاطعة العربية اتخذت الدوحة عدة خطوات في محاولة منها لتلطيف الاجواء وتهدئة الرباعي العربي لأثبات التزامها باتفاق الرياض2013، ومن ثم قامت بتوقيع عدة اتفاقيات لمكافحة تمويل الإرهاب فضلا عن مشاركتها في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ويرجع الفضل في ذلك للضغط الأمريكي على الدوحة لتوقيع مذكرة تفاهم مع واشنطن لمكافحة تمويل الإرهاب، رغم وصف وزارة الخزانة الامريكية الدوحة بأنها "بيئة متساهلة في تمويل الإرهاب".
وأوضحت الباحثة، أن الضغوط الأمريكية اسفرت عن قيام قطر بإصدار قائمة ضمت 6 قوائم إرهابية، ويلاحظ التزام الدوحة بإدراج الشخصيات المصنفة دوليا ككيانات إرهابية مثل داعش والقاعدة، ولم تحتوى تلك القوائم على إدراج أي اشخاص محسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي، وهو ما يعني أن الدوحة لم تعتبر جماعة الإخوان كإرهابية، وهو قرار يتماشى إلى حد بعيد مع السياسة الأمريكية والتي لم تصنف الجماعة كإرهابية بالرغم من تصريحات ترامب الساعية لوضع الإخوان على قوائم الإرهاب، والتي قوبلت برفض شديدة من المؤسسات البيروقراطية الأمريكية والتي تستفيد من الإخوان، في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.
ونوهت الباحثة، إلى أن الدوحة اعتادت على اسلوب المراوغة والخداع وما يعزز من تلك الفرضية هو أن قانون مكافحة تمويل الإرهاب والمتفق علية بين واشنطن والدوحة عام 2018 ، لم يتم التصديق علية وتوقيعه من قبل أمير الدوحة، وهو ما كشفه تقريرا للخارجية الأمريكية والذي المح إلى أن قطر تقوم بمحاكمات شكلية ضد داعمي الإرهاب، وغالباً ما تنتهي تلك المحاكمات بدون توجيه التهم وتبرئتهم في نهاية المطاف.
وذكرت الباحثة، أن الدوحة باتت بمثابة المأوى لأكبر ممولي وداعم الإرهاب، مثل إبراهيم البكر الممول والداعم الأكبر لتنظيم القاعدة، وعلى الرغم من القاء القبض علي البكر في 2006 بسبب اتهامه بالتخطط لمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية، الا إن الدوحة أفرجت عنه بعد تعهده بعدم مهاجمة أي أهداف في قطر، وعلى نفس المنوال، تعامل قطر مع عبد العزيز العطية وهو أحد أبرز الشخصيات القطرية التي عملت على تمويل مختلف الجماعات الإرهابية في سوريا، وهو شقيق المستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد، وفي عام 2012 تم القبض عليه، ثم الإفراج عنه تحت ضغط من حكومة قطر بسبب امتيازات الحصانة الدبلوماسية.
24ae
مواضيع: