وقام الباحثون بدراسة حركة الخلايا المتعادلة، أي نوع من خلايا الدم البيضاء، إذ وجدوا أنها تنخفض مع تناول الحساء، ما يشير إلى آلية محتملة مضادة للالتهابات، التي يمكنها على الأقل نظرياً التخفيف من أعراض البرد.
وقال كاتب الدراسة الدكتور ستيفن رينارد، وهو أستاذ الطب في مركز جامعة نبراسكا الطبي في أوماها، إن "هناك بعض المواد (في حساء الدجاج) يمكنها أن تؤثر على الخلايا في الجسم، والتي من المحتمل أن يكون لها بعص الآثار الطبية، ولكن ما إذا كانت جيدة أو سيئة بالنسبة للمرضى، فنحن لم نختبر ذلك."
ويمكن أن تساعد رائحة التوابل والحرارة في حساء الدجاج على تحسين حالة الجيوب الأنفية، وأعراض الالتهاب بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، وفقا لدراسة منفصلة نشرت في "تشيست".
ووفقاً للدراسة، وُضعت جزيئات صغيرة لتقليد مجموعة من البكتيريا أو الفيروسات، في أنوف 15 متطوعاً من الأشخاص الأصحاء. وقام الباحثون بقياس نشاط الجسيمات لدى إدخالها قبل وبعد الماء البارد، والماء الساخن، وحساء الدجاج.
وكان حساء الدجاج الساخن أكثر فعالية من الماء الساخن في تحفيز ما يُعرف باسم نظام النقل المخاطي، على طول الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مما يسمح للجسم بتخليص نفسه من الجسيمات والعدوى.
ويُعتبر نظام النقل المخاطي مهماً للتخلص من كل عدوى في الجهاز التنفسي، بما في ذلك نزلات البرد.
ويساعد احتساء السوائل الساخنة على تدفئة الجزء السفلي من البلعوم الأنفي، والذي يمكن أن يساعد أيضاً على تحسين الأعراض، ما قد يفسر السبب من وراء عدم فعالية الماء البارد.
ويتفق الخبراء أن حساء الدجاج يستحق التجربة، عندما يُصاب الشخص بالمرض، ويمكن أن يكون مفيداً بسبب عدم القدرة على تناول الأطعمة الصلبة في حالة المرض.
وقالت كريستين سميث، وهي عالمة تغذية مسجلة ومتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية: "يمكن لحساء الدجاج أن يقدم خياراً غذائياً كثيف المغذيات، عندما يعاني شخص من ضعف الشهية،" موضحة أنه "يمكن أن يساعد أيضاً على زيادة الترطيب خلال فترة المرض."
ووفقاً لسميث، يحتوي حساء الدجاج على مكونات توفر الكثير من الفيتامينات والمعادن. وعلى سبيل المثال، يوفر الجزر فيتامين (أ) للجسم، وهو عنصر غذائي يؤدي دوراً في الاستجابة المناعية، وتحتوي مرقة الدجاج على الزنك، والتي قد تساعد في مكافحة البرد عند استهلاكها بكميات عالية. وقد يساعد الدجاج في إصلاح أنسجة الجسم ويحتوي على سيستين وهو مركب ثنائي الكبريتيد يتكون جراء أكسدة جزئين من الحمض الأميني سيستئين.
وأوضحت سميث أن "مادة الكولاجين في مرقة العظام أو مرقة الدجاج يمكن أن تساعد في عملية الشفاء، ولكن الأدلة العلمية الحالية لدعم هذه النظرية غير موجودة."
مواضيع: