ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل
وكان عدد من الزعماء العرب قد حذروا ترامب من عواقب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأجرى ترامب اتصالا هاتفيا بأربعة زعماء عرب ورئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الثلاثاء ليبلغهم بقراره بشأن القدس، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان.
وأضاف البيان أن ترامب "أكد التزامه بدفع محادثات السلام في اتصالاته بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن ترامب يبدو "متمسكا" بفكرته تجاه القدس.
تحذيرات عربية
وحذر الملك سلمان بن عبد العزيز ترامب من "أي إعلان أمريكي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأضافت الوكالة أن العاهل السعودي شدد على دعم السعودية للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية وعلى "أن من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين".
وذكر بيان للرئاسة المصرية أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ نظيره الأمريكي أنه لا داعي إلى تعقيد الوضع في الشرق الأوسط".
وأضاف البيان أن "السيسي حذر ترامب من القيام بإجراءات من شأنها أن تقوض فرص السلام في الشرق الأوسط".
كما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترامب "من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وقال الديوان الملكي في الأردن أن الملك عبد الله الثاني أبلغ ترامب أن هذا القرار "سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد هدد في وقت سابق بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لها.
وقال أردوغان إن مثل هذه الخطوة تعد تجاوزا لـ"لخط أحمر" بالنسبة للمسلمين.
ما هي الخلافات بشأن القدس
يعد وضع القدس من أهم قضايا النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين المدعومين في هذه القضية من بقية الدول العربية والإسلامية.
وتؤوي المدينة مواقع مقدسة عن المسلمين والمسيحيين واليهود، خاصة في القدس الشرقية.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب 1967، وتعتبر المدينة بكاملها عاصمة لها. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتنص اتفاقيات 1993 على التفاوض بشأن وضع المدينة في آخر المراحل من مسار السلام بين الطرفين.
ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على القدس، وتحتفظ جميع الدول بسفراتها في تل أبيب، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، حليف إسرائيل الأقرب.
وأقامت إسرائيل منذ 1967 عشرات المستوطنات في القدس الشرقية لنحو 200 ألف يهودي. وتعد هذه المستوطنات غير قانونية، وفق القانون الدولي، على الرغم من اعتراض إسرائيل على ذلك.
موقف أوروبا
أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي أنه "قلق" من الخطوة ستعني اعترافا أحادي الجانب بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، قائلا إن أي قرار في هذا الشأن يجب أن يأتي "في إطار مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
كما حذر الاتحاد الأوروبي من "تبعات خطيرة على الرأي العام في مناطق كبيرة من العالم". والاتحاد الأوروبي عضو في اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والتي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا.