في البدء تولى فتح علي خان خويسكي رئاسة الحكومة المؤقتة، المعروفة بالمجلس القومي، التي مارست مهامها في تبليسي مدة عقد من الزمن؛ بسبب احتلال مدينة باكو من قبل القوات المسلحة الداشناكية والروسية، وقرر نقل مركزها إلى مدينة كنجه. وبعد التخلص من القوات المسلحة الداشناكية والروسية بمساعدة الجيش التركي في سبتمبر عام 1918 أعيد نقل مقر الحكومة الوطنية مرة أخرى إلى باكو.
تعود أسباب ظهور جمهورية أذربيجان الشعبية - وهي أول جمهورية ديمقراطية في الشرق الإسلامي - على مسرح التاريخ للتطور الاجتماعي والسياسي والثقافي في البلاد، وكذا للنهضة الوطنية للشعب الأذربيجاني، ثم لمستوى الوعي السياسي العام. يذكر التاريخ المعاصر لأذربيجان أسماء قادة تولوا مهام تسيير الدولة بدءا بعلي مردان بك توبجوباشوف، محمد أمين رسول زاده، فتالي خان خويسكي، حسن بك أغاييف، نسيب بك يوسفبكلي، صمد بك محمانداروف، علي آغا شيخلينسكي وآخرون؛ من من تناوبوا على رئاسة الجمهورية، والذين قاموا بإنجاز خدمات كبيرة، ويمكن القول إنهم نقشوا أسماءهم في ذاكرة الشعب الأذربيجاني بمداد من الفخر.
كانت جمهورية أذربيجان الشعبية مثالا للدولة الحديثة والمجتمع الحديث، الذي يجمع بين القيم الديمقراطية الأوروبية وخصائص الحضارة الشرقية. والإنجازات التي تحققت خلال عهد الجمهورية الأولى اكتسبت أهمية كبيرة في وضع الأسس للدولة مع تحديد سبل التنمية المستقبلية لها.
فالحقوق والحريات الديمقراطية، والاعتراف بالحقوق المتساوية لجميع المواطنين، بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني، وإعطاء النساء الحق في المشاركة في الانتخابات قبل العديد من الدول الأوروبية وإعلان اللغة الأذربيجانية لغة رسمية، والاهتمام بتطور التعليم والثقافة وتأميم المؤسسات التعليمية وتأسيس جامعة حكومية، إضافة إلى تنظيم الجيش الوطني النظامي وتأسيس المنظمات الأمنية والعديد من الأمور الأخرى. أمور توضح جوهر السياسة الناجحة التي اتبعتها حكومة الجمهورية.
اليوم تتسم السياسة الخارجية الأذربيجانية بالنشاط والديناميكية والتوازي مع التطور متعدد الأوجه للبلاد، والسياسات الداخلية المتبعة، حيث أصبح من الصعب القيام بأي مبادرة في منطقة جنوب القوقاز دون الأخذ في الاعتبار دور أذربيجان ومكانتها في السياسة الإقليمية.
ويشكل احتلال أرمينيا لـ20 في المائة من أراضي أذربيجان - التي تشمل إقليم قراباخ الجبلي الأذربيجاني، والمحافظات السبع المجاورة له - أخطر تهديد لأمن البلد، وقد خلف احتلال أرمينيا أكثر من مليون أذربيجاني بين لاجئ ومشرد ونازح قسرا بجانب تعرض الأراضي المحتلة للتطهير العرقي والنهب والسلب والاغتصاب المادي والمعنوي بعد أن دمرت أرمينيا المساجد والآثار الثقافية والتاريخية الإسلامية.
وفي مقابل ذلك اتخذت أذربيجان موقفا واضحا لتسوية النزاع؛ أي يجب حل القضية في إطار وحدة أراضي أذربيجان وحدود بلدنا المتعارف عليها دوليا. ويعتمد هذا الموقف على بنود وقواعد القانون الدولي ومبادئه وميثاق منظمة الأمم المتحدة ووثيقة هلسينكي الختامية والوثائق الدولية العديدة التي تبنت تسوية الصراع بالطرق السلمية.
كما أن القرارات الأربعة (822 و853 و874 و884) الصادرة عن مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عن المجلس الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي مهمة إلى جانب كونها أساسا قانونيا للدفاع عن الموقف العادل لأذربيجان على المستوى الدولي. كذلك تدعم القرارات الصادرة عن البرلمان الأوروبي واجتماعات قمة الناتو خلال الأزمنة الأخيرة وحدة أراضي أذربيجان مع الإشارة الى ضرورة وقف الاحتلال الأرميني.
بعد حصول أذربيجان على استقلالها أعطت السياسة الاقتصادية الخارجية أهمية كبيرة للعلاقات مع المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية، وفي هذا الاتجاه تم القيام بعدد من الإنجازات خلال الفترة الماضية، إذ إن أذربيجان تعتبر عضوا في منظمات دولية كثيرة، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأوروبي منذ سنة 1992، وبنك التنمية الآسيوي منذ سنة 1999 وغيرها من المنظمات الدولية. وكان الاتجاه الرئيسي لهذا النشاط هو إنشاء نظام اقتصادي قائم على مختلف أشكال الملكية، والانتقال إلى اقتصاد السوق والاندماج في الاقتصاد الدولي.
وفى 20 سبتمبر 1994 تم توقيع وتنفيذ الاتفاق الذي يعرف حاليا في جميع أنحاء العالم باسم "عقد القرن"، وهو دليل واضح على تنفيذ إستراتيجية النفط الجديدة التي وضعها حيدر علييف، والتي تعتبر جزءا من مفهوم التنمية الاقتصادية في جمهورية أذربيجان المستقلة. وأود أن أستحضر هنا مقولة لحيدر علييف قال فيها: "إن امتلاك أذربيجان لاحتياطيات كبيرة من النفط والغاز يعتبر ضمانة لسعادة شعبنا ويمثل العامل الأهم لتوفير حياة أفضل وتحقيق التنمية الاقتصادية لحاضر ومستقبل أذربيجان".
ويعتبر الزعيم الوطني حيدر علييف بكونه شخصية فريدة في تاريخ أذربيجان الحديث بعد أن أوجد مكانة خاصة له في قلوب الشعب الأذربيجاني حيث وضع الأسس الفكرية والسياسية لبناء دولة أذربيجان العصرية بجانب تحقيقه الاستقلال الأبدي.
وتحت قيادة حيدر علييف، تم تطوير إستراتيجية النفط التي شكلت المفتاح الأساسي لنجاح اندماج أذربيجان في النظام الاقتصادي العالمي. ووفقا لهذه الإستراتيجية وفي وقت قصير تم ترميم البنية التحتية وإعادة بنائها. ويعتبر خط أنابيب باكو - تبيليسي - جيهان ممر الطاقة الوحيد الذي يربط موارد بحر قزوين أذربيجان بالأسواق العالمية، وعلى وجه الخصوص ساحل البحر المتوسط.
إن ممر الغاز الجنوبي المكون من خطوط أنابيب جنوب القوقاز للغاز وأنابيب الغاز العابرة للأناضول وأنابيب الغاز العابرة للبحر الأدرياتيكي توصف بأكبر مجموعة من سلسلة خطوط أنابيب الغاز التي يتم تطويرها عبر العالم حاليا. وسينقل هذا الممر البالغ طوله 3500 كم غاز أذربيجان من حقل "شاه دنيز 2" إلى أوروبا عبورا من أراضي جورجيا وتركيا. ومن المتوقع في المرحلة الابتدائية نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا و6 مليارات متر مكعب إلى تركيا.
وفي هذا الصدد تجب الإشارة الى مضامين المعدات البحرية التجارية وخط سكة حديد باكو – تبيليسي – قارص الجديد والبنية التحتية للنقل حيث توجد في أذربيجان أكثر من 15 ألف كم من الطرق المعبدة مع تحديث السكك الحديدية. كما يحظى البلد بتوفير البنية التحتية للنقل الجوي حيث يوجد في البلد 6 مطارات دولية. وتملك أذربيجان أكبر أسطول تجاري في بحر الخزر يضم 260 سفينة. وكنتيجة لسياسة التنمية الاقتصادية المتوفرة تم خفض مستوى الفقر والعطالة إلى مستوى 5 في المائة.
ودخلت أذربيجان اليوم عهداً جديداً، حيث قاد الرئيس إلهام علييف دفة التنمية في البلاد نحو مرافئ التقدم والحضارة والازدهار. فعلى صعيد السياسة الخارجية استطاع الرئيس إلهام علييف توطيد العلاقات الثنائية مع دول العالم والمنظمات الدولية المرموقة، وتحت قيادته المدركة، حققت أذربيجان خلال السنوات الماضية تطورا مهما على جميع المستويات.
ومنذ استقلال أذربيجان في 18 أكتوبر عام 1991 والدولة تتبع نهجا سياسيا واقتصاديا ناجحا كان قد وضع بنيانه الزعيم القومي حيدر علييف، ويواصل هذا المسار الاستراتيجي بكل اقتدار فخامة الرئيس إلهام علييف. وبفضل هذا النهج القويم حققت البلاد تقدماً كبيراً في جميع المجالات خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في مجالات الاقتصاد، وذلك بفضل الإصلاحات الشاملة التي ميزت عهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وبفضل تلك الطفرة قفزت البلاد إلى مصاف الدول الاقتصادية العظمي مدفوعة بتنفيذ مشاريع عملاقة في صناعة النفط والنقل في منطقة وسط آسيا.
تعيش جمهورية أذربيجان اليوم فترة جديدة من الإصلاحات على نطاق واسع وشامل أعلن عنها الرئيس إلهام علييف بعد فترة وجيزة من انتصاره التالي في 11 أبريل 2018. ويشكل عام 2019 عام الإصلاحات العميقة في جمهورية أذربيجان حيث تغطي الإصلاحات كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية وتتضمن هيكلة الحكومة والموارد البشرية.
ولتقريب الصورة أكثر؛ عززت أذربيجان منذ عام 2003 استقلاليتها وخطت خطوات كبيرة في تعزيز إمكاناتها الاقتصادية، حيث زاد اقتصاد البلد 3.2 مرة، والاقتصاد غير النفطي 2.8 مرة، والصناعة 2.6 مرة، والزراعة 1.7 مرة، والصادرات غير النفطية 4.1 مرة. وفي عام 2004 بلغ إجمالي احتياطيات العملة الأجنبية لأذربيجان 1.8 مليار دولار، وحاليا تجاوزت 51 مليار دولار. وعلى مدى هذه السنوات تم استثمار أكثر من 270 مليار دولار في الاقتصاد الاذربيجاني، ونصفها تقريبا من الاستثمار الأجنبي. (الجدير بالذكر أن مجموع الاستثمارات في أذربيجان خلال تلك الفترة بلغت 93٪ من إجمالي الاستثمارات خلال سنوات الاستقلال).
ويمكن التأكيد هنا على أنه وبفضل الإصلاحات المتلاحقة والمتطورة والمتواصلة دوما، العاصمة طال التغيير فى اذربيجان مختلف المحافظات بشكل جذري بدءاُ بباكو العاصمة، حيث تم اعتماد 4 برامج حكومية بخصوص المحافظات ويتم اليوم تنفيذها بنجاح. ونتيجة لذلك بلغ مستوى تأمين الغاز الطبيعي للسكان في أذربيجان بنسبة 96٪ والكهرباء بنسبة 100٪، وفي الوقت نفسه أصبحت أذربيجان دولة مصدرة للكهرباء.
وبالنظر إلى أن مسالة أمن الطاقة عنصر حاسم في استراتيجية الأمن القومي للبلدان الرائدة في العالم، فانه لا ينبغي الاستخفاف برأي عدد الخبراء القائلين بأن "المشهد السياسي للعالم الحديث لن يتم تحديده من خلال العضوية في الكتل العسكرية، بل من خلال تنويع موارد الطاقة"، حيث تغلب السيد إلهام علييف على صعوبات موضوعية وذاتية مختلفة في هذا الصدد. ففي عام 2006 تم تنفيذ برامج ضخمة للنفط والغاز مثل مشروع "باكو – تبليسي – جيهان"، ومشروع "باكو – تبليسي – أرضروم" في عام 2007 لأنابيب النفط والغاز. وبحسب تصريح للسيد الرئيس كان إنشاء خطوط أنابيب النفط، وخاصة خط أنابيب النفط "باكو – تبيليسي – جيهان" حدثا تاريخيا، ليس فقط لأنه تم تصدير نفط بحر قزوين لأول مرة إلى أسواق البحر الأبيض المتوسط، بل لأن خط الأنابيب هذا فتح طريقا وممرا جديدين ومهمين.
نتحدث في المقام الأول عن ممر الغاز الجنوبي، وكخطوة أولى لتأسيسها تم توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي والطاقي بين المفوضية الأوروبية وأذربيجان في عام 2011، وتم أيضا توقيع اتفاقية تاريخية بين أذربيجان وتركيا بشأن بناء TANAP في العام التالي، وكان الاستثمار أحد الروابط الرئيسية في هذه العملية. وفي العام 2013 تم حل هذه المشكلة أيضا. وبعد ذلك تم اتخاذ قرار بالاستثمار في الحقل النفطي Shah Deniz-2 وفي عام 2016 تم اتخاذ خطوة مماثلة فيما يتعلق بمشروع TAP حيث أقيمت مراسم الافتتاح الرسمية لممر الغاز الجنوبي في 29 مايو 2018 ومشروع TANAP في 12 يونيو 2018 وفي 30 نوفمبر 2019 حيث تم افتتاح الجزء الأوروبي منTANAP.
وبصورة عامة قطعت خطوات حاسمة لتنفيذ ممر الغاز الجنوبي بقيمة 40 مليار دولار، وهو من المشاريع الضخمة في القرن الحادي والعشرين حيث سيربط الغاز من حقل (شاهدنيز باكو) بالموانئ الإيطالية عبر ثلاثة أنابيب غاز بطول 3500 كيلومتر.
وفي حديثه عن أسباب نجاح مشروع ممر الغاز الجنوبي أبرز الرئيس إلهام علييف العوامل التالية: أولا يتضمن هذا المشروع أمن الطاقة وتنويعها والمنافسة الحرة. ثانيا نجحنا في هذا المشروع بإيجاد توازن بين الدول المنتجة والمستهلكة ودول العبور، أي أنه ليس هناك خاسر. ثالثا يجب أن تكون السياسة والطاقة أداتين منفصلتين بحيث لا يجب استخدام الطاقة كأداة سياسية. وأعتقد أن المثال الذي وضعناه في اتفاقية ممر الغاز الجنوبي يوضح أنه يمكن تحقيق النجاح عندما يتم فصل السياسة عن الطاقة.
والملاحظ أنه بفضل سياسة الرئيس إلهام علييف على مدى السنوات الـ 17 الماضية، لم تقم أذربيجان بإعادة تصميم خريطة الطاقة والنقل في العالم فحسب، بل حققت أيضا إنجازات مهمة بكونها أصبحت دولة فعالة في مجال الحوار بين الثقافات، واعتبرت التعددية الثقافية الطريقة المثلى وتقليدا مثاليا تنهجها البلاد.
وبمبادرة من الرئيس إلهام علييف، استضافت عاصمة أذربيجان مهرجانات رياضية كبيرة لثقافتين مختلفتين، حيث استضافت الألعاب الأوروبية الأولى في عام 2015 لأول مرة في تاريخها، واستضافت ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة في عام 2017 وبذلك تكون أذربيجان قد قدمت مساهمة كبيرة في السلام والحوار بين الحضارات من خلال الرياضة. وباتباع نفس المنطق أعلن الرئيس إلهام علييف عام 2017 عام التضامن الإسلامي. هذه المبادرات وغيرها من مبادرات السيد إلهام علييف، التي تخدم التضامن الإسلامي، قوبلت بتعاطف وحفاوة كبيرين تركت صدى سياسيا كبيرا في العالم الإسلامي. وفي عام 2019 استضافت أذربيجان القمة الثانية للقادة الدينيين العالميين يمثلون 70 دولة.
كما يجب الإشارة إلى استضافة باكو خلال أكتوبر الماضي اجتماع القمة الثامنة عشر لمنظمة حركة عدم الانحياز. ويكتسي هذا الحدث أهمية كبرى بالنسبة للبلد نظرا لدور المنظمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية وتأثيرها على السياسة العالمية. ويعتبر اجتماع القمة هذا أحد الفعاليات السياسية الدولية الكبرى في تاريخ أذربيجان المستقلة.
ولولا سياسة أرمينيا العدوانية والتطهير العرقي ضد أذربيجان، فإن نطاق نجاحاتنا في السياسة الداخلية والخارجية على مدى السنوات الـ 17 الماضية بقيادة الرئيس إلهام علييف سيكون أكبر وأوسع. فعلى الرغم من أن النزاع لم يتم حله بعد، فقد ضمنت أذربيجان التفوق السياسي والدبلوماسي والعسكري لها في عملية حل النزاع على مدى السنوات الـ 17 الماضية على الرغم من الجهود البئيسة والحقيرة التي تبذلها أرمينيا لعرقلة الحوار.
وتخصص أذربيجان اهتماما كبيرا وجادا في العالم الحديث بمشاركة النساء في المجال الاجتماعي والسياسي وبحماية حقوقهن ورفع نشاطهن الاجتماعي. وهي اليوم تشارك في إدارة الدولة بمستوى جيد نوعيا وتمارس مسؤوليات أكثر فعالية في مجالات السياسة والعلم والتعليم والاقتصاد والثقافة وغيرها. وفي هذا السياق، تعد السيدة الأولى والنائبة الأولى للرئيس الأذربيجاني مهربان علييفا نموذجا لجميع النسوة حيث تساهم بفعاليات متعددة الجوانب في تنمية الدولة المستقلة لقيت تقديرا عاليا من جانب المنظمات الدولية. وكنتيجة للإنجازات التي قامت بها من خلال مسيرتها وقيادتها مؤسسة حيدر علييف، وغيرها، فقد منحت منظمة اليونيسكو للسيدة مهربان علييفا لقب سفيرة النوايا الحسنة في العام 2004 تقديرا لجهودها في الحفاظ على تطوير الإرث الأدبي والموسيقي للثقافة الأذربيجانية. أما إيسيسكو فمنحتها في العام 2006 اللقب ذاته تقديرا لجهودها البارزة في نواح وأرجاء مختلفة من العالم الاسلامي.
ولا شك بأن العوامل سالفة الذكر؛ تنضاف اليها الصفات الإنسانية الراقية التي تتحلى بها السيدة مهربان علييفا، بما في ذلك عملها الدوؤب على صعيد النهوض بشعبها ووطنها، قد أكسبها سمعة طيبة في بلدها وبين أبناء شعبها، وكذلك الأمر دوليا، حيث جاء ذلك بفضل إسهاماتها الكبيرة على مختلف الأصعدة وفي مقدمتها المجالات الثقافية والإنسانية العالمية، مما مهد لها الطريق لكي تتولى أرفع المناصب، حيث وقع فخامة إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان في 21 فبراير عام 2017 على مرسوم تم بموجبه تعيين السيدة مهربان علييفا نائبا أول لرئيس جمهورية أذربيجان، الأمر الذي لقي ترحيبا واسعا لدى المواطنين الذين ينظرون إلى شخصيتها بنظرات مليئة بالحب والاعتزاز والتقدير والتفاؤل والاطمئنان.
جدير بالذكر أنه في فبراير 2020، جرى تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة في أذربيجان في جو ساده الاختيار الحر والنزاهة والشفافية والديمقراطية الحقة. تنافس خلالها 1314 مرشحا على 125 مقعدا. وهذا يعني أن كل مقعد في البرلمان تنافس عليها حوالي 10 مرشحين.
أما فيما يخص علاقات بلدينا، فقد قامت علاقات دبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية أذربيجان في 29 أكتوبر 1994. وتدعم موريتانيا الموقف العادل الأذربيجاني على سلامة أراضي الدول وسيادتها عليها وكذلك حرمة الحدود المعترف بها دوليا، وفي إطار قرارات لمنظمة التعاون الإسلامي المتعلقة بإدانة العدوان العسكري لأرمينيا ضد أذربيجان، وتدمير التراث الديني الثقافي على أراضي أذربيجان المحتلة، وطلب بتحرير الأراضي المحتلة الفوري وعودة اللاجئين والمشردين داخليا إلى أراضيهم الأصلية.
إن زيارة رئيس الجمهورية السابق، السيد محمد ولد عبد العزيز، إلى جمهورية أذربيجان عام 2010 فتحت صفحة جديدة في العلاقات الثنائية. والتقى رئيس الجمهورية السابق خلال زيارته مع نظيره رئيس جمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف، وتم توقيع عدة اتفاقيات تتعلق بالمجال الزراعي والبيطري والسياحة والطاقة، والثقافة، واتفاقيات أخرى في عدة مجالات، وأكد الرئيسان حينها عزمهما وإصرارهما على ترقية وتنمية العلاقات بين البلدين ليس في مجال التنمية الاقتصادية فحسب وإنما على مستوى تنسيق المواقف عبر المؤسسات الدولية خدمة لمصلحة الشعبين.
آذرتاج
مواضيع: