فالاتجاه لدى حكومة حزب الله التي يرأسها حسان دياب وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال عون هو رفض تعديل مهام القوة الأممية، ما يعني استمرار وضعها تحت التهديد، ومنع تطوير عملها لتنفيذ دورها في منع الحرب أو حتى حماية نفسها.
وجاءت المواقف الدولية واضحة خلال الأيام الماضية، وهي بتوجيه رسالة ضغط على بيروت تؤكد أن القرار الأممي 1701 لا يطبّق من الوجهة اللبنانية، حيث ينتشر حزب الله بسلاحه في القرى الجنوبية ويعتقل أو يهدد مناوئيه، وتعتدي عناصره على قوة "اليونيفيل"، ويحاول من وقت لآخر اختراق نقاط حدودية، أو استقدام لاجئين ودفعهم باتجاه الجدار الحدودي، حيث يعرضهم لإمكانية إطلاق النار عليهم، كما حصل مع عدد من اللاجئين السودانيين في الأسابيع الأخيرة.
والرسائل الدولية الأخيرة تبلغتها بيروت مباشرة من السفيرة الأمريكية، التي دعت إلى النظر في زيادة فاعلية القوة الأممية "اليونيفيل" إلى مداها الأقصى، وزيادة عديدها لرفع فاعليتها، حيث تتمكن من دخول الأماكن الممنوعة عليها، وتحمي نفسها وسكان المنطقة من تعديات حزب الله.
وتعيش القوة الدولية تهديدات مختلفة في جنوب لبنان، وخصوصاً تهديدات حزب الله تحت مسمى "الأهالي"، ما دفع فرنسا إلى خفض عديد قوتها وانتشارها في القرى، والبحث عن مخرج من التزامها بإرسال جنودها إلى جنوب لبنان، المنطقة التي تستعملها طهران للضغط على المجتمع الدولي من خلال إشعال حروب فيها من وقت لآخر، كما حصل عام 2006.
ودفع موقف بيروت الذي يقرره حزب الله، القوى الغربية إلى التشديد على مسألتين أساسيتين، الأولى الحدود الجنوبية لإخراجها من الأوراق الإيرانية في الصراعات المفتوحة بالمنطقة، والثانية، الحدود الشرقية مع سوريا، حيث تحول احتلال حزب الله لتلك المنطقة إلى معبر للسلاح الإيراني، وخصوصاً الصواريخ الباليستية التي تهدد أمن دول المنطقة.
وخلال اليومين الماضيين، أبلغت مصادر استخباراتية أوروبية بيروت عن استمرار حزب الله بعمليات التهريب عبر الحدود إلى سوريا، مؤكدة أن عمليات التهريب تعددت معابرها تحت أنظار القوى الأمنية اللبنانية، التي لم تتلق فعلياً أي قرار بقطع الطرق الحدودية غير الرسمية بين البلدين.
وأفادت المصادر عن أرقام كبيرة للشاحنات التي تحمل مواد القمح أو الوقود للبيع في سوريا، ما أدى إلى انقطاع مادة "المازوت" من محطات الوقود اللبنانية، حيث يشرف على المعابر من جهة الهرمل أحد القياديين بحزب الله يدعى حسن الموسوي.
ولفتت إلى أن حزب الله أدخل من قواعده في منطقة القلمون السورية ومن القصير 4 شاحنات كبيرة تحمل ذخائر وأسلحة خفيفة ومتوسطة، مشيرة إلى أنه لم يدخل أي صواريخ جديدة، فيما يبدو أنه تخوف من تعرضها للقصف كما حصل مع غيرها من صواريخ جرب إدخالها لبنان خلال الأعوام الماضية.
24ae
مواضيع: