وقال مراقبون إن مسألة تبادل السجناء لا يمكن أن ترتقي لتصل إلى اتفاق شامل، خاصة وأن القيادة الإيرانية تعلم جيدًا أن ترامب يراوغ من أجل تحقيق مكاسب شخصية تدفعه للفوز في الانتخابات القادمة.
ترامب وتبادل السجناء
علق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الجمعة، على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إمكانية إبرام اتفاق بين طهران وواشنطن.
جاءت تصريح ظريف على خلفية نجاح صفقة تبادل السجناء بين الطرفين الإيراني والأمريكي، أمس الخميس، حيث أوضح وزير الخارجية الإيراني أن "مسألة إصلاح الأمور متروك لترامب".
ونشر ظريف تغريدة جديدة له في "تويتر"، اليوم الجمعة، مخاطبا ترامب: "نحن على عكس تصرفات مرؤوسيك، حققنا مبادلة إنسانية، وكان لدينا اتفاق عندما دخلت مكتب رئاسة الجمهورية، فإن إيران والمشاركون الآخرون في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لم يتركوا الطاولة (المفاوضات) أبدا".
وأضاف ظريف في تغريدته لترامب: "قام مستشاروك (معظمهم تم إخراجهم) بمراهنة غبية، الأمر متروك لك لتقرر ما تريد إصلاحه".
وأرفق وزير الخارجية الإيراني تغريدته بتغريدة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي نشرها، مساء أمس الخميس، شاكرا فيها إيران على إطلاقها سراح الضابط السابق في البحرية الأمريكية، مايكل وايت، مؤكدا أن هذا الأمر يمكن من خلاله إمكانية إبرام اتفاق بين الطرفين، الإيراني والأمريكي.
وقال ترامب في تغريدته: "من الرائع أن يكون لدى مايكل منزل، لقد وصل للتو، شكرا لإيران. لا ننتظر إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية لإبرام الصفقة الكبرى، سأفوز، ستعقد صفقة أفضل الآن".
السجناء وملف التفاوض
محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "ترامب يريد أن يكسب انتخابيا ومن خلال تغريدته اليوم يريد أن يقول؛ إن هذا التبادل للسجناء يصب في صالح حوار إيراني أمريكي مقبل، ويحث الطرف الإيراني للدخول من باب السجناء على خط التفاوض".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "إيران تعرف جيدًا الظروف المحيطة بترامب، وبأمريكا بشكل عام، وإيران لا تريد حتى الآن إعطاء ترامب فرصة قوية للدخول في انتخابات الرئاسة الجديدة".
وتابع: "من مصلحة إيران السياسية ألا يكون ترامب المرشح القوي للانتخابات المقبلة، والقيادة لديها من الذكاء والسياسة لمعرفة أن ترامب يصطاد في الماء العكر، ويريد تحقيق مكاسب ليكون له اليد العليا في الانتخابات".
وفيما يخص إمكانية التفاوض، قال: "إيران قالت شروطها للدخول في المفاوضات، ورغم تعويل البعض على تبادل السجناء كمدخل للتفاوض، أنا لا أعتقد هذا الأمر".
وأكمل: "التفاوض بين إيران وأمريكا، وقضية العقوبات والاتفاق النووي أكبر من تبادل سجين بسجين، هذا الأمر لا يمكن أن يخفف من حدة التوتر بين واشنطن وطهران".
أمر مستبعد
من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، "طالما العقوبات الأمريكية موجودة وليس هناك أي ضمانة أن تقوم أمريكا بتنفيذ تعهداتها، إيران لن تجلس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة لأن أي اتفاق غير مضمون التنفيذ".
أنه "حتى في موضوع تبادل السجناء نرى أن إيران انتظرت الإفراج عن سجينها ووصوله إلى إيران ثم أفرجت عن السجين الأمريكي".
وتابع: "هناك نقطة مهمة وهي أن المجلس الجديد هو المسيطر عليه من قبل يمين الأصوليين المعارض بشدة لأي مفاوضات مع أمريكا ولهذا من الصعب على حكومة الرئيس روحاني أن تقوم حتى بالمغامرة في الدخول بأية مفاوضات جديدة".
وكان ظريف قد أعلن نبأ الإفراج عن المواطن الإيراني المعتقل لدى أمريكا، مجيد طاهري، حيث نشر تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على "تويتر"، مساء أمس الخميس، أكد من خلالها عودة مواطنه الإيراني، مجيد طاهري، الذي أعتقل بتهمة الالتفاف على الحظر الأمريكي ضد بلاده، وقضى 16 شهرا في السجن.
وقال ظريف "إنني أشعر بالسرور لعودة الدكتور مجيد طاهري، والسيد وايت إلى أحضان أسرهم قريبا، والبروفيسور سيروس، عسكري، عاد أيضا يوم الأربعاء مسرورا إلى أحضان أسرته".
وتابع وزير الخارجية الإيراني "إن هذا الأمر يمكن أن يتحقق لجميع السجناء. لا حاجة للعمل بانتقائية. وجميع الرهائن الإيرانيين الذين اعتُقِلوا في أمريكا أو في دول أخرى بطلب من أمريكا يجب أن يعودوا الى الوطن".
ويشار إلى أن الطبيب الإيراني مجيد طاهري، كان مقيما في أمريكا منذ 33 عاما، اعتقلته السلطات الأمريكية، بتهمة الالتفاف على الحظر الأمريكي المفروض على بلاده.
وتم الإفراج عن طاهري بعد سلسلة مفاوضات بين أمريكا وإيران، كان نتيجتها الاتفاق على الإفراج عن الطبيب الإيراني، مقابل ضابط بالبحرية الأمريكية، يدعى ميشيل وايت، اعتقل أثناء زيارته امرأة في إيران وقع في حبها على الإنترنت، ووجهت إليه تهم عدة في إيران على خلفية الحادثة، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.
مواضيع: