في ظل النقص الحاد في الأدوية وقلّة المستشفيات بفعل الحرب، لجأ العديد من اليمنيين إلى الأعشاب والبهارات ظنّاً منهم أنّها قادرة على حمايتهم من فيروس كورونا في بلد فقير يعاني من انهيار قطاعه الصحي.
في تعز في جنوب غرب اليمن، يكدّس باعة أمام متاجرهم في سوق شعبي أكياس الأعشاب والبهارات بألوانها المتنوعة، من الزنجبيل إلى الكركم مروراً بالثوم وحبة البركة والقسط الهندي، وهي تباع بأسعار مقبولة في مقابل أسعار الأدوية المرتفعة رغم قلّتها.
علاجات لرفع المناعة
ولاحظ التاجر بشار العصار في سوق الشنيني زيادة كبيرة في إقبال اليمنيين على شراء وصفات مختلفة في الأسابيع الأخيرة. وقال لوكالة فرانس برس: "بسبب فيروس كورونا المستجد، يأتي الكثير من الناس لشراء الأعشاب الطبية كونها وصفات ناجحة لمكافحة الفيروس".
وبحسب التاجر، فإن هناك وصفات "مضمونة ومجربة وفعالة" لمكافحة الفيروس، موضحاً أنّ "الأنواع التي نبيعها تعتبر علاجات لرفع المناعة".
ورغم عدم وجود دراسات تثبت فعالية أي أعشاب أو غيرها في الوقاية من وباء كوفيد-19، يزداد الإقبال على الأعشاب في ظل العجز الذي يعانيه القطاع الصحي.
ارتفاع الطلب إلى 100%
وقال العصار إنه في السابق "كان الطلب عليها لا يتجاوز 5%، اليوم الطلب عليها 100%. كل الزبائن عندما تشتري بهارات تشتري معها هذه الأعشاب. لقد أصبحت ضرورة".
من بين هؤلاء منير أحمد غالب الذي جاء إلى المتجر لشراء بعض الأعشاب. ويقول لفرانس برس إن "أسعار الأدوية ارتفعت بشكل جنوني، مما يضطر المواطن للجوء إلى الأسواق الشعبية لأخذ حاجياته من الأعشاب الطبية مثل الثوم وأعشاب مضادة لفيروس كورونا".
وتعز، إحدى أكثر المدن تأثّراً بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014، خسرت 50 من أبنائها بسبب فيروس كورونا المستجد، في أعلى معدّل وفيات في مدينة يمنية بعد حضرموت (111)، وفقاً لإحصائيات الحكومة.
ضعف جهوزية المستشفيات
وتقول الطبيبة إشراق السباعي المتحدّثة باسم اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا التابعة للحكومة اليمنية، انّه لا يوجد في تعز سوى "ثلاثة مراكز عزل و40 سريراً وستة أجهزة تنفس صناعي وهناك نقص في الكادر الطبي وفي الأدوية". وتابعت "هذا يشكل مشكّلة كبيرة".
كما حذّرت من أنّ إحدى "المشاكل التي تواجه تعز اللجوء الى علاج الاعشاب غير المدروسة، مما يؤثر عليهم ووضعهم الصحي سلبيا".
وبدأ الوباء بالتفشي في اليمن في مطلع مايو (أيار)، متسبّباً بوفاة 255 شخصاً، إلا أن أعداد الضحايا قد تكون أعلى بكثير نظرا إلى عجز المؤسسات الصحية عن تحديد أسباب الوفاة في الكثير الحالات.
24ae
مواضيع: