لكن فرنسا التي لها نحو 4000 جندي في المنطقة، تقول إن "المتشددين حققوا نجاحات عسكرية ورمزية في غرب أفريقيا، في الوقت الذي تواجه فيه قوة جي 5 صعوبات للحصول على التمويل اللازم وأن تصبح فعالة".
وتشعر السلطات في باريس بالقلق من أن "الجزائر، التي لا تشارك في القمة، لا تتعاون بشكل كامل في التصدي للمتشددين الذين ينشطون على طول حدودها".
ولمنح دفعة للقوة يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادة ألمانيا وايطاليا وزعماء الدول الخمس المشاركة في القوة بالإضافة إلى وزيري خارجية السعودية والإمارات.
وقال مصدر فرنسي ، إن "الهدف هو العمل على بدء القوة المؤلفة من خمسة آلاف جندي عملها بحلول مارس(آذار) 2018".
ولم يفلح حتى الآن الآلاف من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات الفرنسية والمدربين العسكريين الأمريكيين والطائرات بدون طيار في وقف الموجة المتنامية من عنف المتشددين، مما دعا القوى الدولية لتعليق الآمال على القوة الجديدة.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: "لم يتراجع نشاط الجماعات الإرهابية على مدى الشهور القليلة الماضية وتواصل الجيوش تكبد خسائر كبيرة، مما يعني وجود ضرورة ملحة عملياً لاستعادة السيطرة على المنطقة ولزيادة الجهود العسكرية".
وطالب ماكرون السعودية باتخاذ تحركات ملموسة لمحاربة المتشددين الإسلاميين، وطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المساهمة في تمويل قوة جي5 عندما اجتمع معه الشهر الماضي.
إحجام الجزائر
يرى ماكرون في عمل قوة جي5 بشكل كامل استراتيجية خروج على المدى البعيد لقواته التي تدخلت في 2013 لسحق تمرد في شمال مالي.
لكنه يجد صعوبة في الحصول على تعاون كامل من الجزائر التي توسطت في محادثات سلام في مالي وصلت إلى طريق مسدود.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي لراديو (آر.إف.آي)، اليوم الأربعاء: "تتوقع فرنسا من الجزائر أن تساهم في حماية الحدود مع مالي".
ولا تزال الجزائر، التي رفضت المساهمة في القوة عندما زارها ماكرون الخامس من ديسمبر(كانون الأول)، تتعامل بتشكك مع أي نشاط عسكري من فرنسا التي كانت تستعمرها بالقرب من حدودها.
وقال رئيس الوزراء أحمد أويحيى إن "البعثة تقوم بأنشطة قائمة لأن الجزائر تنسق بالفعل مساعي مكافحة الإرهاب مع قوة جي5".
وتعهدت السعودية الآن بتقديم مئة مليون دولار في دفعة كبيرة للقوة ليصل إجمالي التعهدات إلى أكثر من نصف المبلغ الذي طلبته القوة لعمليات العام الأول، وهو 500 مليون دولار. كما تمول الإمارات "مدرسة حربية" لقوة جي5 في موريتانيا من المقرر افتتاحها في يناير(كانون الثاني).
وقال جلال حرشاوي الباحث في جامعة باريس 8: "الإمارات والسعودية مهتمتان بالساحل. الحصول على مقعد على الطاولة والنظر إليهما باعتبارهما أصحاب مصلحة أمنية، هو أمر يتناسب مع استراتيجيتهما".
مواضيع: فرنسا