قبل 100 يوم من الانتخابات... ترامب يواجه خطر الهزيمة

  25 يوليو 2020    قرأ 640
قبل 100 يوم من الانتخابات... ترامب يواجه خطر الهزيمة

أمام دونالد ترامب، 100 يوم لعكس التوجه الراهن بين الناخبين والاحتفاظ بأمل في الفوز بولاية رئاسية ثانية في البيت الأبيض.

وبات الرئيس الأمريكي المعروف بنزقه وردود فعله المفاجئةة، في وضع صعب ومعزولاً فيما توجه إليه انتقادات شديدة حتى من داخل معسكره الجمهوري لتعاطيه الفوضوي مع أزمة تفشي وباء كورونا.

ومن المتوقع أن يسود توتر شديد الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وسط الانقسام والقلق اللذين يهيمنان على الولايات المتحدة في وقت ارتفعت فيه حصيلة الوباء إلى أكثر من 140 ألف ضحية.

ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، يشتدّ تبادل الهجمات والاتهامات.

ويؤكد ترامب أن خصمه جو بايدن "دمية" يحركها اليسار الراديكالي، وأنه يريد القضاء على "أسلوب العيش الأمريكي"، فيما يدعو المرشح الديمقراطي من إلى "معركة من أجل روح أمريكا".

هزيمة مذلة
وفي ظل استطلاعات للرأي تشير إلى تقدم بادين عليه، يخشى الملياردير الجمهوري هزيمة مذلة تجعله أول رئيس لولاية واحدة منذ أكثر من ربع قرن.

غير أن الأمور لم تحسم بعد. فبعد ثلاثة أعوام ونصف من التقلبات المتعاقبة، لا يزال ممكناً أن يطرأ أمر يقلب الوضع رأساً على عقب.

فهل تشهد الحملة هفوة خطيرة من بايدن؟ أو وفاة أحد قضاة المحكمة العليا؟ أو إعلان لقاح ضد فيروس كورونا المستجد؟ أو واحدة من مفاجآت أكتوبر (تشرين الأول) كما يحصل عادة في الشهر الأخير قبل الانتخابات؟

أي حدث يمكن أن يقلب الديناميكية الانتخابية بين المرشحين اللذين يتواجهان اليوم بعدما سلكا مسارين على طرفي نقيض.

غير أن الوباء أضعف الرئيس إلى حد بعيد، وفضح إخفاقه في التعامل مع الأزمة، وهو الذي أهدر فرصة طرح نفسه في موقع الربان الذي يقود سفينته وسط العاصفة إلى بر الأمان.

وأظهر استطلاع رأي لشبكة "إيه بي سي نيوز" أن ثلثي الأمريكيين يعارضون تعاطيه مع فيروس كورونا المستجد.

يؤكد ترامب "لست بصدد الخسارة، استطلاعات الرأي خاطئة"، لكن بعيداً عن التصريحات الحاسمة عالية النبرة، لا بد أنه يدرك أنه مقبل على استحقاق نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، في موقع ضعف، ويسعى لتغييره.

أزمة كورونا
وفي هذا السياق، بدل مدير حملته وغير إستراتيجيته ولو بصورة متأخرة في مطلع الأسبوع ضد كورونا، فأقر بعد أسابيع من الإنكار بأن الوضع "سيسوء قبل أن يتحسن".

وقال مساء الخميس "إن إعطاء المثال أمر مهم جداً"، معلناً إلغاء مؤتمر الحزب الجمهوري الذي كان مقرراً عقده بجاكسونفيل في ولاية فلوريدا، وأن يكون مفتوحاً أمام الجمهور.

واعتمد ترامب نبرة رئاسية أكثر، لكن هل تستمر طويلا؟ فالأيام الـ1300 التي قضاها حتى الآن في البيت الأبيض تبعث على الشك.

والأرقام ليست مطمئنة في الوقت الحاضر لرجل الأعمال السابق النيويوركي، إذ يُظهر متوسط استطلاعات الرأي الوطنية الذي يعده موقع "ريل كلير بوليتيكس" المستقل، تقدم بايدن على ترامب منذ أكثر من ستة أسابيع بفارق يتراوح بين 8 و10 نقاط مئوية.

تشير الأرقام منذ 1980 إلى أن جميع المرشحين الذين كانوا حققوا فارقا بهذا الحجم في مثل هذه المرحلة من الحملة، فازوا في الانتخابات، باستثناء الديموقراطي مايكل دوكاكيس، الذي هزمه جورج بوش في 1988.

وفي تكساس، الولاية التي لم يتمكن أي ديموقراطي من الفوز بها منذ جيمي كارتر في 1976، والتي سيكون لها وزن كبير عند فرز الأصوات بفضل 38 من كبار الناخبين، فإن الفارق ضئيل بين المرشحين بعدما حقق فيها ترامب انتصاراً كاسحاً في 2016.

توتر
يتصاعد التوتر والريبة المتبادلة في صفوف الجمهوريين الذين يخشون خسارة مجلس الشيوخ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

واتُّهمت ليز تشيني التي تعتبر من زعماء الأقلية الجمهورية في مجلس النواب منذ أيام بعدم الوفاء للحزب.

وقال مات غيتز النائب الجمهوري عن فلوريدا: "ليز تشيني تعمل في الكواليس، والآن في العلن، ضد دونالد ترامب وبرنامجه".

كما يجد ترامب صعوبة في وضع برنامجه وتحديد رؤية للأعوام الأربعة المقبلة، ويتمسك بشعار "القانون والنظام"، واعداً بخط حازم ضد تزايد العنف في العديد من المدن الكبرى الأمريكية.

ويتهمه منتقدوه بالسعي لتحويل الأنظار عن إخفاقاته، مذكرين بأن ترامب لعب الورقة نفسها مع اقتراب أي استحقاق انتخابي، في رئاسيات 2016، وفي انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في 2018.

هجوم على بايدن
ولا زال ترامب يبحث عن ثغرة يمكنه استغلالها لتركيز هجومه على بايدن، غير أن خصمه يخوض حملة انتخابية محصورة بالحد الأدنى، وسط القيود المفروضة للحد من انتشار الوباء، ما لا يترك للرئيس مآخذ كثيرة عليه.

وقبل المناظرات المقررة في الخريف، يكتفي نائب الرئيس ببعض المداخلات المتفرقة، ويعول على دعم متزايد من الرئيس السابق باراك أوباما الذي يتمتع بشعبية واسعة ويستقطب حشوداً غفيرة.

وظهر الرجلان في فيديو من عشرين دقيقة، الخميس، جالسين في قاعة على مسافة أحدهما من الآخر التزاماً بقواعد التباعد، يتحادثان في تفاهم تام.

وتُضاف إلى نقاط الغموض في حملة انتخابية خارجة عن المعهود على كل الأصعدة، التساؤلات عن سير الانتخابات.

فترامب يردد منذ عدة أسابيع ودون أي دليل أن التصويت بالبريد الذي سيتخذ حجماً كبيراً هذه السنة وسط تفشي فيروس كورونا المستجد، قد يؤدي إلى تزوير واسع النطاق.

وحين سئل في مقابلة معهشبكة فوكس نيوز الأحد إذا كان يتعهد بقبول نتيجة الانتخابات، رفض الرد القاطع، مكتفياً بالقول: "سأرى".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة