أبل ثاني شركة في العالم تقترب قيمتها من ترليوني دولار

  13 أغسطس 2020    قرأ 931
أبل ثاني شركة في العالم تقترب قيمتها من ترليوني دولار

"سيكون من الصعب على الصين أن تُخرج آبل من السوق، دون التسبب في بطالة هائلة".

تستعد آبل لأن تصبح أول شركة أمريكية تتجاوز قيمتها عتبة ترليوني دولار في أعقاب مبيعات هائلة كشفت أهمية نظام هاتف آي فون، في أزمة وباء كورونا في العالم.

وارتفعت أسهم آبل بنحو الضعف بعد انخفاض في مارس (آذار)، في أداء مدهش رفع صافي عائدات المدير التنفيذي تيم كوك إلى مليار دولار للمرة الأولى، حسب أرقام مؤشر بلومبرغ لاصحاب المليارات.

وبلغت القيمة السوقية لآبل الثلاثاء نحو 1.87 ترليون دولار، متقدمة على مثيلاتها في قطاع التكنولوجيا أمازون ومايكروسوفت، كلاهما 1.54 ترليون، وألفابيت لغوغل 1 ترليون.

وإذا وصلت قيمتها إلى ترليوني دولار، فإن أبل ستكون الشركة الوحيدة إلى جانب أرامكو، التي تبلغ تلك العتبة.

ورغم أن شركات تكنولوجيا كبيرة أخرى سجلت ارتفاعاً كبيراً في الطلب خلال فترات الاغلاق، فإن آبل تخطت منافسيها بتحقيق مبيعات كبيرة في الاكسسوارات القابلة للوضع والأجهزة اللوحية، إلى جانب تطبيقات وخدمات شهدت أداء قوياً في الأزمة الصحية.

وفي رأي المحلل لدى "تكسبوننشال" للاستشارات، آفي غرينغارت، فإن "آبل حققت نجاحاً كبيراً في بناء منصاتها وردت على ارتفاع مبيعات آي فون بابتكار منتجات تحيط بها وخدمات تقويها". ويضيف إن كل ذلك "يعود ويصب في مصلحة آبل".

في الربع الماضي من العام المنتهي في يونيو (حزيران)، أفادت آبل عن ارتفاع أرباحها بمقدرا 8 % ، وصولاً إلى 11.2 مليار دولار، فيما ارتفعت العائدات 11% إلى 59.7 مليار دولار.

أظهرت نتائج تلك الفترة ارتفاعاً طفيفاً في عائدات الهاتف الذكي، مدعومة من مبيعات آي فون إس إي الجديد، والزيادة القوية في مبيعات أجهزة آيباد اللوحية، وحواسيب ماك، لتلبية الطلب للتعليم عن بعد، والعمل من المنزل.

وشكلت الخدمات أكثر من خمس عائدات آبل، مع توسع قطاعات الموسيقى، والدفعات الرقمية، والبث التدفقي ما عزز مداخيل آبل ستور.

وتتقدم آبل سوق الساعة الذكية وسط زيادة الاهتمام بتطبيقات الصحة واللياقة البدنية.

ويرى جين مونستر من مؤسسة لوب فنتشورز في مذكرة بحثية، أن "آبل دخلت أزمة الوباء بقوة وباتت منتجات الشركة أكثر أهمية في حياتنا خلال العمل والترفيه من المنزل".

وقال المحلل في غولدمان ساكس رود هول، إن الأسواق فوجئت على ما يبدو بالنتائج القوية لآبل مشيراً، إلى أن "من الواضح أن المستهلكين والمؤسسات تنفق أكثر مما توقعنا لدعم العمل والدراسة من المنزل".

أحد العوامل الرئيسية لنجاح آبل يتعلق بقيادة كوك الذي تولى إدارة المجموعة قبيل وفاة ستيف جوبز في 2011.

وتقول المحللة لدى نيدهام وشركاه لورا مارتن "هو لم يبتكر شيئاً، لكنه ما فعله هو مواصلة إمساك المقود بثبات، وقيادة السفينة والحفاظ على التقاليد".

واعتبرت أن كوك "يستحق أن ينسب له فضل كبير في استخدام ابتكارات ستيف جوبز بأفضل طريقة".

وكوك لم يكن من مؤسسي آبل، وراتبه البالغ 3 ملايين دولار في 2019 إضافة إلى مكافآت بـ7.6 ملايين دولار، يعد متواضعاً حسب معايير سيليكون فالي.

ولكن ارتفاع قيمة أسهمه أدخله نادي أصحاب المليارات، للمرة الأولى حسب بلومبرغ.

يبقى السؤال إذا كان بإمكان آبل الحفاظ على وتيرة النمو القوي في البيئة الحالية.

ويرجح بعض المحللين أن يتحقق ذلك ويشيرون إلى الحاجة لبدائل هواتف ذكية وتطوير التطبيقات لشبكة الجيل الخامس.

ويقول المحلل في شركة ويدبوش سيكيوريتيز دانيال آيفز إن آبل "لديها فرصة في عقد، في الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة، إذ نتوقع أن يكون نحو 350 مليون هاتف آي فون من 950 مليون هاتف في أنحاء العالم، أمام فرصة تطوير" التطبيقات.

لكن آبل تواجه مخاطر من التوتر المتصاعد مع الصين، أين لا تكتفي آبل بتصنيع آي فون ومنتجات أخرى، بل تعتمد أيضاً على ذلك السوق في شريحة كبيرة من المبيعات، وفق غرينغارت.

وأضاف أن "أكبر نقاط المخاطر بالنسبة لآبل تتمثل في أنها تتركز كثيراً في الصين".

ومع تهديد إدارة ترامب بحظر تطبيقي ويتشات وتيك توك الصينيين، قد تواجه آبل رياحاً معاكسة، حسب المحلل.

وقال غرينغارت: "إذا كانت آبل غير قادرة على توفير ويتشات، سيكون من الصعب عليها بيع هواتف آي فون في الصين، لأن ذلك، أشبه بنظام ثانٍ للتشغيل".

واعتبر أن أي رد على واشنطن من قبل بكين يمكن أن يتسبب في مشاكل لآبل.

لكنه، من جهة أخرى، ألمح إلى أن آبل يمكن أن تكون في موقع أقوى بسبب عملياتها المكثفة في الصين أين توظف مئات الآلاف، خاصةً بإبرام عقود من الباطن.

وقال: "سيكون من الصعب على الصين أن تُخرج آبل من السوق، دون التسبب في بطالة هائلة".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة