ولا شك، بأن نظرة سريعة على تحذيرات السلامة التي تُدرجها الشركات المصنعة الكبرى مع سمّاعات الواقع الافتراضي، كافية بأن تلفت انتباهنا إلى أن تجربة اللعب في مساحة مزدحمة دون إشراف عام، ستكون محفوفة بالمخاطر.
وتذكر صفحة تعليمات السلامة على جهاز العالم الافتراضي من علامة HTC التجارية، أنه "أثناء ارتداء سمّاعة المنتج، ستصبح أعمى للعالم من حولك،" مضيفة: "لا تعتمدوا على نظام وصاية المنتج للحماية."
وتقول مارينتينا غوتسيس، أستاذة مشاركة في البحوث في قسم الإعلام التفاعلي والألعاب، في جامعة جنوب كاليفورنيا إنها تشهد حوادث وقوع أكثر من أي شيء آخر، مؤكدة: "يمكنك الوقوع أو ايذاء رأسك أو أي طرف آخر في جسمك، أو إيذاء نفسك بشكل جدي أثناء اللعب، لذا يجب أن يراقبك شخص ما خلال ممارسة ألعاب الواقع الافتراضي، وهذا أمر ضروري."
وينبغي أيضاً الابتعاد عن اللعب بأدوات الواقع الافتراضي أثناء تواجد الحيوانات الأليفة والأطفال الصغار، وغير ذلك من العقبات، مثل المراوح المتحركة، أو الزجاج القابل للكسر، أو الأشياء الحادة.
كما تؤثر ألعاب الواقع الافتراضي أيضاً على صحة العينين، إذ أنها قد تؤثر على تطور ونمو النظر. ويعتبر قصر النظر مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم، إذ تظهر الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، أن حالات قصر النظر ارتفعت من نسبة 25 بالمائة في سبعينيات القرن الماضي، إلى أكثر من 40 بالمائة بحلول العام 2000.
ولا شك بأن دراسات عدة وإحصائيات كثيرة أثبتت مؤخراً أن التحديق في شاشات الهواتف والتلفاز وأجهزة الكمبيوتر، وحتماً شاشات الواقع الافتراضي، تؤثر على النظر، وترهق العين وتزيد من نسبة قصر النظر.
وقد أثبتت الدراسات أن الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون الواقع الافتراضي، يتذمرون من مشاكل إجهاد العين، والصداع، وفي بعض الحالات، قد يُصابون بالغثيان. ويعتقد الخبراء أن السبب يعود إلى كيفية تأثير الواقع الافتراضي على اتصال العين بالدماغ.
وبينما تتلاقى أعيننا في الحياة الواقعية، بشكل طبيعي لتركز على نقطة ما في الفضاء، فقد اعتاد دماغنا على ذلك منذ زمن بعيد وبات يدمج ما تراه أعيننا، إلّا أن الواقع الافتراضي يفصل بينها، ما يُربك الدماغ ويسبب هذا الشعور بعدم الارتياح.
ويقول والتر غرينليف، عالم الأعصاب السلوكي الذي درس الواقع الافتراضي في الإعدادات الطبية لأكثر من 30 عاماً، إنه "في البيئة الافتراضية، تتغير الطريقة التي ننظر ونتفاعل فيها، لأننا نعرض على أعيننا شيئاً قد يبدو بعيداً، وإنما هو في الواقع لا يبعد سوى عدة سنتيمترات عن أعيننا."
ويُطلق العلم على هذه الحالة اسم "نزاع تكيف تقارب العين،" ولا تزال خطورتها غير مؤكدة بعد. ويقول غرينليف، إننا هكذا نخدع الدماغ، وما زال العلماء لا يعلموا إن كان هناك تأثير خطير على المدى الطويل.
وغالباً، ما تأتي ألعاب الواقع الافتراضي مع تأثيرات صوتية عالية ومزعجة، قد تتسبب في مشاكل جدية بالسمع، إذ أن الاستماع إلى أصوات صاخبة لفترات متواصلة تتلف حاسة السمع تدريجياً.
مواضيع: