لبنان يعود إلى الإغلاق بسبب كورونا

  21 أغسطس 2020    قرأ 868
لبنان يعود إلى الإغلاق بسبب كورونا

دخل اللبنانيون صباح اليوم الجمعة مرحلة جديدة من الإغلاق بعد التفشي المتزايد لفيروس كورونا المستجد، في الأسبوعين الماضيين وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة فاقمها انفجار المرفأ المروع.

وتقول روكسان مكرزل وهي تشير إلى المرفأ من شرفة منزلها المدمر: "ماذا بعد؟ فوق مصيبة المرفأ مصيبة الكورونا؟".

ويستمر الإغلاق الجزئي حتى 7 سبتمبر(أيلول) المقبل، ويتضمن حظراً للتجول بين السادسة مساء والسادسة صباحاً، ويستثني القرار أعمال رفع الأنقاض، والإغاثة في الأحياء المتضررة من انفجار المرفأ، والوزرات والمؤسسات العامة على ألا تزيد نسبة حضور موظفيها على 50%، ولا يسري القرار على مطار بيروت.

وتحاول السلطات الحدّ من ارتفاع عدد الإصابات الذي تضاعف في الأسبوعين الماضيين، ليبلغ الإجمالي 10952، بينها 113 وفاة.

ويخشى المسؤولون تكرار النموذج الإيطالي، بعدما أخرج الانفجار عدداً من المستشفيات الكبرى من الخدمة، وتخطى عدد المصابين أمس الخميس، الـ600 في معدل غير مسبوق.

وضاعف الانفجار الذي أوقع 181 قتيلاً وأكثر من 6500 مصاباً الضغوط على المستشفيات والطواقم الطبية المنهكة أساساً من الأزمة الاقتصادية في البلاد وتفشي الفيروس.

وتبدي مكرزل تأييدها لقرار الإغلاق، وتقول: "بعد الانفجار، لم تعد الناس تأخذ احتياطاتها، الجميع في ضياع، وربما الأفضل أن يتخذوا تدابير الإقفال"، وترى أن "إقفال البلد مضر اقتصادياً للمؤسسات التي تجهد لإبقاء أبوابها مفتوحة"، إلا أنها تعتبر في الوقت ذاته أن "تدني معدل البيع أفضل من أن يمرضوا ويدخلوا المستشفيات المكتظة أساساً".

وقال وزير الصحة حمد حسن في مطلع الأسبوع إن معظم مستشفيات بيروت امتلأت بالمصابين بكورونا، وأن البلاد وصلت إلى حافة الهاوية.

ودعا في بيان أمس المستشفيات إلى الامتناع عن قبول الحالات الباردة إلى المستشفيات لمدة 15 يوماً وحصرها في الحالات الطارئة، والعمل على إفراغ أسرة المستشفيات من المتماثلين للشفاء، حفاظاً على صحة المرضى والطاقم الطبي من العدوى.

ويتلقى اللبنانيون منذ الخريف الماضي ضربات متتالية في خضم الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخ البلاد، ووسط أزمة سيولة، وقيود مصرفية مشددة، وخسر عشرات الآلاف مصادر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم، ومن المرجّح أن تفاقم تداعيات الانفجار وتدابير الإغلاق، الوضع المعيشي سوءاً.

وقالت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا الإسكوا إن "نسبة الفقراء من السكان تضاعفت لتصل إلى 55% في 2020 بعد أن كانت 28% في 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بثلاثة أضعاف من 8 إلى 23%".

وداخل مشغل نجارة في حي قريب من المرفأ، يخشى قاسم جابر السيناريو الأسوأ، ويقول: "لا نعمل، لم يعد لدى الناس المال، أو ما يأكلونه".

ويستغرب الرجل، ويصر على فتح محله لمساعدة المتضررين من الانفجار على إعادة تأهيل منازلهم، قرار الإغلاق في هذا التوقيت بعد أشهر من التباطؤ الاقتصادي، إلا أنه يرحب بقرار المرجعيات الشيعية بإلغاء مجالس العزاء العامة، ومسيرات إحياء ذكرى عاشوراء بسبب تفشي الفيروس.

وكان حزب الله وحركة أمل، الحزبان الشيعيان الأقوى في لبنان، قررا في بيان مشترك هذا الشهر ، إلغاء مجالس العزاء الكبرى التي اعتادا تنظيمها في المناطق ذات الغالبية الشيعية ومن ثمّ المسيرات الضخمة يومي التاسع والعاشر.

ويثني جابر على حكمة هذا القرار "لئلا يصاب أحد"، ويضيف "إذا كنا نسجل في كل يوم مئة أو مئتين أو 300 إصابة، في حال تنظيم مراسم ذكرى عاشوراء، ستلتصق الناس ببعضها البعض، لا يعقل ذلك".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة