فى مؤتمر دولى بأذربيجان: 3 علماء فقط من أبنائها حصلوا على نوبل فى العلوم الطبيعية

  19 ديسمبر 2017    قرأ 1014
فى مؤتمر دولى بأذربيجان: 3 علماء فقط من أبنائها حصلوا على نوبل فى العلوم الطبيعية
فى زيارة مليئة بالمفاجأت وبدعوة رسمية من اذربيجان تضمنت العديد من اللقاءات بكبار المسئولين فى الدولة والجامعات والمراكز البحثية والمشاركة فى أعمال المؤتمر الدولى لدور الإعلام فى توطيد التضامن الإسلامى والحديث حول العلاقات المصرية ودورها الثقافى والتعليمى كانت الأحداث تتلاحق وتتدافع أمام الوفد الصحفى خلال اللقاءات المتعددة.
فقد فاجأنا الدكتور أبيل محروموف رئيس جامعة باكو أكبر وأقدم الجامعات هناك عندما قال: « العالم الإسلامى لا ينتج العلم وكل من حصل على جائزة نوبل فى العلوم الطبيعية من الدول الإسلامية حصل عليها من خارج دولته بل ومن انتاج علمى وبحثى لدول أجنبية» ثم استطرد قائلا « من حصلوا عليها أبناء الأمة الإسلامية ثلاثة علماء من بين 500 عالم نالوها أولهم الدكتور أحمد زويل الإسكندرانى والذى التقينا به كثيرا وكان صديقا أكمل تعليمه فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والثانى الدكتور عبد السلام الباكستانى والذى درس وعمل وعاش بإنجلترا والثالث الدكتور سان جالو التركى وحصل عليها وهو يعيش ويعمل فى أمريكا» ثم قال: «لم يحصل عليها أى عالم من الدول الإسلامية وهو يعيش ويعمل وينتج بحثا علميا فى بلده».
وطالب بتقوية العلاقات العلمية والتعليمية والبحثية بين الدول الإسلامية -وعددها 56 دولة من بين 200 دولة فى العالم- والذى سيمنحها مؤشرا كبيرا نحو التقدم ولا تكون العلاقات محصورة بين الاقتصاد والمال فقط لأنه تحت مظلة التضامن الإسلامى والسعى إليه يجب أن نتجه نحو العلم الذى ليس له وطن حيث إن الأوطان تحتاج للعلم ومع الاتحاد ينتج العلم مشيرا إلى أن دول أمريكا والاتحاد الأوروبى متقدمة وكبرى لأنها تمتلك جامعات قوية تعمل على البحث العلمى والانتاج الذى يفيد المجتمعات وأن تقوية الجامعات تقوى الدول حيث يضم العالم 150 ألف جامعة منها 20 ألفا يطلق عليها مواصفات الجامعة ومعظمها فى هذه الدول المتقدمة، ومشددا ضرورة أن يسأل العالم الإسلامى نفسه مع كل صباح «لماذا لا ننتج العلم؟ ..ولماذا لا يرتبط بنا؟».

وفاجأنا الدكتور على حسنوف مساعد رئيس الجمهورية الأذربيجانية وهو عالم ودكتور فى العلوم السياسية خلال لقائه قائلا: « التضامن الإسلامى الحل الوحيد لحل المشكلات التى تواجه هذا العالم والتى يجب أن ترتكز على العلم والمعرفة والتوحد لمواجهة من يريد الإساءة إلينا بالاعتداء على أراضينا والإرهاب» مشيرا إلى أن انه زار مصر مرتين والتى تمتلك مقومات كبيرة وخصائص كالنيل العريق والآثار الضخمة والتى تدل على دورها الغنى فى إثراء الحضارة العالمية عبر التاريخ وعلى شعبها أن يعتز بها ويحافظ عليها لأن هناك بعض الدوائر فى الغرب تحاول أن تقول إن الحضارات انزوت، وأن التنوع الثقافى داخلها أفلس ولا يمكن أن تتعايش الشعوب المختلفة داخل دولة واحدة وهى مقولة غير صحيحة ونرفضها لأنهم يريدون بها زعزعة الاستقرار ومحو التاريخ والعلم والثقافة.

وقال إن الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف واصل النجاحات فى تنمية البلاد والتى أسسها الزعيم القومى حيدر علييف والتى تعتمد على التضامن والتسامح والتنوع والحوار الثقافى بين الحضارات ومشيرا إلى تاريخ أذربيجان وتأكيد رئيسها التضامن الإسلامى وضرورة توحد أحزاب الدول الإسلامية وإعلامها ومنظماتها غير الحكومية فى صف واحد لمواجهة أعدائه وموضحا: فى مصر تتعايش المذاهب والأديان المختلفة فى وئام على مر السنين وفى اذربيجان أيضا ولن نحيد عنها حيث إن هناك استفزازات مستمرة للمسلمين من جهات وقوى حتى تختلف وتتصارع وموضحا أنه مازالت هناك مشكلات تتعلق بأراضى أذربيجانية حررت بعضها ومازال بعضها الآخر يعانى وهى من أهم قضايانا.

وفى المؤتمر الدولى لدور الإعلام فى توطيد التضامن الإسلامى الذى افتتحه بهروز حسنون عضو الشئون السياسية والاجتماعية برئاسة الجمهورية أكد المشاركون ضرورة وأهمية التضامن الإسلامى وارتباطه وتماسكه لمواجهة الإساءات التى توجه للأمة الإسلامية وتستهدف النيل منها عبر العديد من المغالطات، وتركهم للتصارع والتناحر والحروب فيما بينهم وتصدير الإرهاب إليهم مع ضرورة أن تسعى الدول الإسلامية إلى عقد العديد من المؤتمرات واللقاءات داخل العالم الغربى لتوضيح الصورة السمحة والحقيقية للإسلام والذهاب إليهم بدلا من الحوار داخل بلادنا حتى تستمع إلينا شعوبهم وإعلامهم المضلل.
وطالب بهروز بضرورة مكافحة ومواجهة كل صور وأشكال الإرهاب بشكل أشد والحفاظ على التنوع الثقافى والتأكيد على أن الحضارة الإسلامية بوابة الحضارة الإنسانية والإسلام لا يرتبط بالإرهاب كما يحاول الغرب أن يصدره للعالم والاهتمام بالشباب وتغذية عقولهم بالعلم والمعرفة وتعليمهم فى المدارس والجامعات العلوم الحديثة ليتوجهوا بعد تخرجهم إلى سوق العمل لتنمية بلادهم وتطويرها وتبصير عقولهم بكافة القضايا، وما يواجه بلادهم ودينهم وثقافتهم ومحاولات النيل منهم بطرق مباشرة وغير مباشرة.

وقال أوميد ميوزايف رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للإعلام أن الإعلان عن عام التضامن الإسلامى سيكون له اثر وأبعاد ستؤثر بشكل كبير على تقوية العلاقات الداخلية، وكذلك العلاقات الخارجية لمواجهة الأزمات التى تواجه الأمة الإسلامية مطالبا الإعلام بضرورة أن يتنبه إلى المحاولات التى تستهدف تصدير النزاعات والصراعات بين الدول الإسلامية.

وأشار شاهين عبد الله سفير اذربيجان السابق بالقاهرة والسفير المكلف بالمهام الخاصة بوزارة الخارجية إلى العديد من التحديات التى يجب أن تواجهها الدول الإسلامية للانتقال إلى مرحلة البناء والتقدم مشيرا إلى قضية كاراباخ التى تحاول بعض الدول والعناصر صاحبة الإساءات إلى عدم طرحها فى المؤتمرات الدولية حتى لا يتغير الوضع ويظل كما هو دون حلول.

وأكد فاضل جونى رئيس رابطة الصحفيين للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى أن الدور الإعلامى مهم جدا فى المرحلة الحالية لمواجهة ما يسئ إلى الإسلام والمسلمين والوعى بالقضايا السياسية التى تهدم ولا تبنى مع الدفاع عن الحقوق التى تنال من الدول الإسلامية، خاصة حقوقهم فى الدفاع عن أراضيهم.

وأوضحت سوزان جميل السفيرة المصرية بباكو العاصمة الأذربيجانية أن أواصر العلاقات بين مصر وأذربيجان تمتد إلى عصور قديمة، حيث اعترفت مصر رسميًّا باستقلال أذربيجان فى 26 ديسمبر عام 1991 وبذلك تعد مصر فى طليعة الدول التى اعترفت باستقلال أذربيجان وفطنت مصر منذ اللحظة الأولى إلى أهمية الدول المستقلة حديثا، وعلى رأسها أذربيجان. فوقعت الدولتان فى التاسع من إبريل عام 1992 برتوكولا حول إقامة العلاقات الدبلوماسية؛ وبالفعل بدأت السفارة المصرية نشاطها فى باكو فى إبريل 1993، وكذلك السفارة الأذربيجانية بالقاهرة فى يناير 1994.

وأشار الدكتور أحمد سامى العايدى المستشار الثقافى المصرى بأذربيجان إلى أن نشاط المركز تعبيرا عن العلاقات الثقافية والحضارية الوثيقة التى تربط الشعبين المصرى والأذربيجانى بروابط قوية، ويظهر ذلك فى العادات والتقاليد وظواهر كثيرة فى كافة الفنون وإبرام اتفاقيات تعاون بين الجامعات المصرية والأذربيجانية وتنظيم عشرات المحاضرات العلمية فى مختلف الجامعات والمعاهد والمدارس الأذربيجانية حول اللغة العربية وأهميتها والدور الذى تقوم به مصر فى الحفاظ على اللغة العربية، والسياحة فى مصر.

وأضاف أن بعضا من الجامعات الأذربيجانية المرموقة مثل الجامعة الدبلوماسية قدمت لأول مرة من خلال المركز الثقافى منحا لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه للطلاب المصريين وحصل المركز على دورات تدريبية مجانية لطلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة للتدريب فى معهد عمليات البتروكيماويات التابع لأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية، والترويج لدورات اللغة العربية فى مركز تعليم اللغة العربية بوزارة التعليم العالى والجامعات المصرية، والفهرسة الإلكترونية الكاملة لجميع الكتب الموجودة بمكتبة المركز التى تحتوى على أكثر من عشرة آلاف كتاب، وتنظيم العشرات من المعارض الخاصة بالحضارة المصرية الفرعونية والإسلامية والعديد من المسابقات الفنية والعلمية مثل مسابقة تعبير حول الكاتب المصرى العالمى «نجيب محفوظ»، وغيرها من الأنشطة العلمية والثقافية.

رينارا منا

مواضيع:


الأخبار الأخيرة