في مواجهة عودة تفشي فيروس كورونا المستجدّ، فرضت فرنسا وضع الكمامات إلزامياً في كل أنحاء العاصمة فيما تعزز ألمانيا تدبيرها لمكافحة وباء كوفيد-19، الذي تجاوزت حصيلته عتبة 180 ألف وفاة في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً.
وقالت الأربعينية مارييتا آدوت وهي تدخن سيجارة "فوجئت بهذا التدبير، أتفهم وضع الكمامة في وسائل النقل لكنني لا أعتقد أن الفيروس يسير في الهواء"، أما سيلفي سوفير فتعتقد أن الحكومة "كان يجب أن تفعل ذلك منذ فترة طويلة، أعتقد أنها انتظرت حتى انقضاء الصيف ربما للسماح للسياح والناس بالاستفادة".
كما يمكن تعميم إلزامية الكمامة في مدن رئيسية أخرى في البلاد مع تسجيل رقم قياسي لعدد الإصابات أمس بلغ 6111 إصابة في 24 ساعة، وحالياً هناك 21 مقاطعة في "المنطقة الحمراء" من ضمنها مقاطعة الألب ماريتيم (جنوب شرق البلاد) حيث ستقام المرحلتان الأوليان من سباق تور دو فرانس للدراجات الذي يبدأ غداً السبت.
وتعتبر بلدان عديدة باريس منطقة خطر، فأضافت بلجيكا العاصمة الفرنسية إلى قائمتها للوجهات الأوروبية التي لم يعد يسمح بالسفر إليها بدون الخضوع لفحص لكشف الإصابة بفيروس كورونا عند العودة ولفترة حجر صحي، كما نصحت الدنمارك بعدم السفر "غير الضروري" إلى فرنسا.
ومن جانبها، ستزيد ألمانيا قيمة الغرامات المفروضة على عدم وضع الكمامة إلى 50 يور،و وستعزز الضوابط لضمان الامتثال لفترات الحجر الصحي.
وحتى لو بقي انتشار الفيروس في البلاد أقل مما كان عليه في الربيع، فإن برلين تشير إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، ازداد عدد الإصابات مرة أخرى، مبدية قلقها خصوصاً من الإصابات الجديدة التي تسجل تزامناً مع عودة المصطافين.
وحذّرت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل من أنه "خلال الصيف، كان هناك حرية تنقل على نطاق واسع لكن الآن يجب أن نكون يقظين"، كما ستمدد الدولة الحظر المفروض على التجمعات التي تضم أكثر من 50 شخصاً في الأماكن المفتوحة حتى نهاية العام، مع استثناء محتمل لمباريات كرة القدم.
وفي إسبانيا، أعلنت الحكومة أنه سيتعين على الأطفال الذين يبلغون 6 سنوات وما فوق وضع الكمامات في كل الأوقات في المدرسة، وخلال الأسبوعين الماضيين، سجلت البلاد 190 إصابة جديدة لكل 100 ألف نسمة، وهو أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي.
ولكن الفيروس كان أكثر فتكاً في الولايات المتحدة، فتم تجاوز مستوى جديداً من حيث عدد الوفيات مع 180527 وفاة من بين 5860397 إصابة وفقاً لإحصاء جامعة جونز هوبكنز، وفي غضون 24 ساعة، قتل الوباء 931 شخصاً.
إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس دونالد ترامب الذي قبل رسمياً ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، من الإشادة بإجراءاته ضد كوفيد-19 وتوقع "سحق" الوباء بواسطة لقاح أكّد أنّه سيتمّ إنتاجه بحلول نهاية العام.
وأضاف في الخطاب الذي ألقاه في ختام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري "سننتج لقاحاً قبل نهاية العام، وربّما حتّى قبل ذلك!"، وتابع "سنحصل على لقاح آمن وفعّال هذا العام، وسويّاً سنسحق هذا الفيروس"، مؤكّداً أنّ "مئات ملايين الجرعات من هذا اللقاح ستكون متوفّرة سريعاً".
وقال الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الذي لطالما قلّل من خطورة الجائحة وتوقع حتّى أن تزول "بمعجزة ما سنهزم الفيروس وسنضع حدّاً للوباء وسنخرج أقوى من أي وقت مضى".
وبعد الولايات المتحدة تأتي البرازيل (118649 وفاة)، والمكسيك (62076)، والهند (60472)، والمملكة المتحدة (41449).
وأودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 826512 شخصاً في أنحاء العالم منذ نهاية ديسمبر(كانون الأول) الماضي، وبعد نحو 6 أشهر من الإغلاق، كان متحف الفن الحديث في نيويورك أول متحف رئيسي يعيد فتح أبوابه أمس، مع تحديد عدد زواره بـ 100 شخص في الساعة.
وقال آلن أورينبوخ (66 عاماً) "يعجبي المكان عندما لا يكون هناك عدد كبير من الأشخاص وعندما لا يتحدث الزوار ولا يلتقطون الصور، كل هذا رائع".
وفي أمريكا اللاتينية، المنطقة الأكثر تضرراً في العالم من حيث عدد الإصابات، استؤنف النشاط في بوغوتا حيث عادت زحمة السير الخانقة، فرغم الانتشار الكبير للفيروس وبهدف إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية، سمح لسكان العاصمة الكولومبية البالغ عددهم 8 ملايين نسمة باستئناف نشاطاتهم بعد أكثر من 5 أشهر من الإغلاق، مع توصيات بوضع الكمامات في الأماكن العامة.
وفي الأرجنتين، أقرت بوينس آيرس قانوناً يضمن "الحق في وداع" المصابين بوباء كوفيد-19 بشكله الحاد، والذين يموتون غالباً لوحدهم، وبالتالي سيتمكن شخص مقرب يتراوح عمره بين 18 و60 عاماً من مرافقة المريض بفيروس كورونا خلال المرحلة الأخيرة.
وقال مقترح مشروع القانون هذا النائب فاكوندو ديل غايسو "في كثير من أنحاء العالم، تم تعريف فيروس كورونا على أنه مرض الوحدة، هناك العديد من الحالات التي يشعر فيها الأقارب بأن أحباءهم ماتوا من الشعور بالوحدة المفرطة".
مواضيع: