العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت واحدة من أكبر الانفجارات غير الذرية

  30 أغسطس 2020    قرأ 611
  العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت واحدة من أكبر الانفجارات غير الذرية

يقود حزب الله حملة لتحييد التحقيق في المرفأ.

يبدو أن هناك محاولات جدية لتحييد التحقيقات التي يقودها القضاء اللبناني بانفجار مرفأ بيروت، عن طريق كشف الحقائق ودفعها نحو مكان آخر لإبعاد الشبهات عن المسؤولين الحقيقيين، وآخر الخطوات جاءت بتسريبات إعلامية توجه الاتهامات لأشخاص موجودين بالتحقيق، فيما المطلوبين الحقيقيين لم يتم استدعاءهم للتحقيقات.

فالعنبر رقم 12 في مرفأ بيروت هو شاهد على واحدة من أكبر الانفجارات غير الذرية التي وقعت بالتاريخ، والتحقيقات بالجريمة بدل أن تبحث عن صاحب أطنان نترات الأمونيوم وغيرها من مواد متفجرة، كذلك المسؤولين عن إدخالها المرفأ وتخزينها وتهريب أجزاء منها للاستعمال في الصناعة العسكرية عبر خلطها بمواد أخرى وتحويلها وقوداً للصواريخ.

وبدأت صحيفة لبنانية محسوبة على ميليشيات حزب الله، حملة "تسريبات" للتحقيقات، رغم أن التحقيق سري ولا يجب إخراجه من دائرة القضاء، ولكن قرار التعمية على المطلوبين الحقيقيين المشاركين بالجريمة وتحديداً قيادة الميليشيات وأجهزتها الإرهابية، ومندوبيها في مؤسسات الدولة اللبنانية وحتى الوزراء المرتبطين بها، دفع الصحيفة إلى نشر "قصص" يمكنها فعلاً أن تغير موقف الرأي العام.

وجربت الصحيفة حرف النظر عن المتهم الحقيقي بالتفجيرات، أي ميليشيا حزب الله، من خلال رواية قصة تتهم فيها ثلاثة موقوفين سوريين، يعملون بشركة لصناعة الحديد، قاموا قبل التفجير بيومين بإصلاح باب العنبر الذي تفجر، كان عملهم بطلب من المسؤولين عن المرفأ.

ونقلت الصحيفة المقربة من حزب الله أن أحد الشبان الثلاثة يشتبه بأن له علاقة تربطه بتنظيم متشدد أو ربما وجود ميول متشددة لديه، وليزيد كاتب صحيفة حزب الله التشويق فإنه يتهم الشاب بتعلّم مهنة الحدادة عبر موقع يوتيوب، قبل يومين من عمله في المرفأ.

وقصة الشاب الذي ربما له ميول متشددة، وتعلم مهنة الحدادة عبر موقع يوتيوب، هي محاولة جدية لإقناع الرأي العام أن هناك آخرين في لبنان يريدون تفجيره، هم غرباء من بلد آخر، في استعادة لقضية الفلسطيني أحمد أبو عدس الذي اختطفه عناصر حزب الله وأجبروه على تسجيل فيديو يعلن فيه مسؤوليته عن مقتل رفيق الحريري، ليتبين في التحقيقات الدولية أن لا جثته ولا بقايا منها موجودة في الميدان، وأن المفجر الانتحاري هو شخص آخر.

فالتسريب الذي يحاول حزب الله إقناع الناس به، غير مترابط من البداية للنهاية، فالمرفأ البحري مركز حكومي لا يمكن دخوله أو الخروج منه بدون أذونات أمنية وتفتيش دقيق جداً للداخلين والخارجين، وخصوصاً إن كان لاجئاً سورياً، والأجهزة الأمنية فيه تابعة للميليشيات التي تسيطر على المرافق اللبنانية، أي أن أي عبوة لا يمكن إدخالها للمرفأ ولا بأي شكل لتفجيرها.

والجزء الثاني وهو المتعلق بصناعة الحديد، فالعمل به يحتاج لخبرات طويلة ولا يمكن تعلمه عبر "يوتيوب" والانطلاق إلى سوق العمل، ولكن الأهم أن الشبان الثلاثة الموقوفين لا يعرفون قراءة اللغة الإنكليزية ليتمكنوا من قراءة الأكياس الموجودة في العنبر رقم 12، ومعرفة نوعية المواد التي يقومون بتصليح باب مخزنها، ويخطط أحدهم لتفجيرها، هكذا من رأسه.

والأهم من ذلك أن هناك كاميرات حديثة عدة في موقع العنبر ومحيطه، جزء منها للدولة اللبنانية والجزء الآخر لحزب الله، ومرتبطة بقاعدة بيانات الميليشيات خارج المرفأ، حيث يراقب عناصر العنبر كمخزن لمتفجراتهم وعبواتهم ووقود صواريخهم، والصور وكذلك الفيديوهات الموجودة لدى القوى الأمنية تظهر عمل الشبان بالكامل من لحظة وصولهم إلى لحظة خروجهم من المرفأ.

والسؤال هنا، من المهتم بتضييع التحقيق ورفض لجنة تحقيق دولية، ومحاولة تغيير موقف الرأي العام تجاه المتهم باستيراد المواد واستعمالها إلى جانب مواد أخرى متفجرة في المرفأ؟، بالتأكيد هو صاحبها أي حزب الله.

وأما دور الصحيفة المسؤول عن تمويلها فهو تبييض صفحته وتوجيه الاتهام إلى أي أحد يمكن تلبيسه التهمة وإبعادها عن المجرم الحقيقي الذي استعمل المتفجرات منذ عام 1982، وفجر سفارات ودولاً وصولاً إلى اغتيال رفيق الحريري وما تلا ذلك من عمليات تفجير واغتيال.

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة