بعد إلغاء "الامتياز القضائي" في الجزائر .. هل سيحاكم الوزراء أمام محاكم الشعب؟

  09 سبتمبر 2020    قرأ 572
بعد إلغاء "الامتياز القضائي" في الجزائر .. هل سيحاكم الوزراء أمام محاكم الشعب؟

ألغت وزارة العدل الجزائرية الامتياز القضائي الذي كان يتمتع به كبار المسؤولين في الدولة، وهو ما اعتبره البعض خطوة نحو تحقيق دولة القانون.
وأكدت الجريدة الرسمية الجزائرية أن الرئيس، عبد المجيد تبون، أمر بإلغاء "حق الامتياز القضائي"، من خلال تعديل المادة 537 من قانون العقوبات، وأن يتابع كل المسؤولين في محكمة "سيدي أمحمد" بالعاصمة "على غرار المواطنين".

 

 

وبحسب التعديل تسقط عن المسؤولين "الحصانة" تلقائيا في حال ثبوت تورطهم في قضايا فساد أو أخرى تتعلق بـ"الخيانة العظمى"، ويحاكمون أمام دوائر المحاكم التي يحاكم أمامها عامة الشعب، لا محاكم عليا خاصة كما كان في السابق.

حول أهمية التعديل الجديد قال عمار خبابة، القانوني الجزائري، إن الغاء الامتياز القضائي لأعضاء الحكومة وبعض الإطارات السامية في الدولة، والذي بمقتضاه أصبح من اختصاص المحاكم الابتدائية متابعتهم، والتحقيق معهم ومحاكمتهم في القضايا التي يتورطون فيها مثلهم مثل المواطنين العاديين.

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه بعد تعديل نص المادة 573 من قانون الإجراءات الجزائية، بموجب الأمر 04-20 الصادر في 2020.

ويرى أن أهمية الخطوة في جعل المواطنين سواسية أمام القضاء كما أنها تعالج القضايا في وقت قياسي.

فيما قال القانوني، إسماعيل خلف الله، إن الامتياز القضائي الذي كان يتمتع به كبار الدولة لم يلغ بالمطلق.

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن العدالة الاجتماعية تبدأ من التساوي في التقاضي وكافة الأمور.

وشدد على أن الشارع السياسي دائما ما حرص على هذا المطلب وإلغاء الامتياز الذي ينتهك المساواة لبناء دولة القانون.

ويرى أن التشريع الأخير حاول أن يلغي الامتياز، وأنه يعد بداية لا أكثر في الوقت الراهن،  خاصة أن أنه جاء بتعديل المادة 573 من قانون الإجراءات الجزائية الخاصة بالمحكمة العليا لمحاكمة المسؤولين الساميين في الدولة، وبموجب التعديل ألغي إنشاء مثل هذه المحاكمة.

وبحسب خلف الله فإن بعض الإجراءات وآلية المحاكمات يمكن أن تتضمن بعض التمييز في الوقت الراهن ما يعني أن الأمر لم يلغ بالشكل النهائي.

كما ذكر أن محاولات إلغاء الامتياز ليست كاملة في كافة الإجراءات، وأن هناك مطالبات بالمساواة الحقيقية في التقاضي من حيث الإجراءات والمحاكمة.

القرار جاء تطبيقا لتعليمات الرئاسة، التي ساوت في مرسومها بين محاكمة المتهمين من أصحاب النفوذ السياسي، والمتهمين من المواطنين العاديين.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة