لقاءات المسؤول الخليجي مع وزير الخارجية القطري

  22 سبتمبر 2020    قرأ 644
لقاءات المسؤول الخليجي مع وزير الخارجية القطري

شنت الأبواق القطرية على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً شرساً ضد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور ‫نايف الحجرف، ما ترجم الإحباط الذي أصاب القيادة القطرية بعد زيارته الأخيرة إلى الدوحة التي أطلع فيها، السلطات القطرية، بحكم مهامه على رأس المجلس، على قرار فني تجاري بسيط، في الوقت الذي كانت الدوحة تعول على الزيارة للتخلص من الإرباك والجمود الذي أصابها، في الأيام القليلة الماضية، بعد مفاجأة السلام ومبادرة أبوظبي والمنامة، تجاه إسرائيل، والصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام.

وشملت لقاءات المسؤول الخليجي محادثات مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزيري المالية والصناعة، وأطلع محدثيه عن قرا المجلس رسمياً إطلاق تحقيق لمكافحة الإغراق ضد واردات مجلس التعاون الخليجي من منتج خلائط الألمنيوم، ما أصاب المسؤولين القطريين بنزلة برد مفاجئة، وهم الذين توقعوا الخوض في تفاصيل مبادرة سياسية، أو عرض وساطة، أو إشارة على تغير المعطيات بعد الزلزال الذي هزهم إثر اتفاقيات السلام في واشنطن في الأسبوع الماضي.

وكان لافتاً أنه وبمجرد مغادرة الأمين العام للدوحة، حتى انخرطت جهات معروفة الولاء والانتماء على شبكات ومواقع التواصل في حملة شرسة شعواء على الرجل، فقط لأنه أصر على أداء واجبه وإبلاغ الجهات المسؤولة بما تقرر في ملف اقتصادي تجاري حيوي. 

وأكد المحلل السياسي السعودي، فهد ديباجي، اليوم الثلاثاء، أن الهجوم القطري على أمين عام التعاون الخليجي نايف الحجرف هو نتيجة الإفلاس السياسي القطري.

وقال في تغريدة على تويتر: "الهجوم القطري على أمين عام التعاون الخليجي نايف الحجرف هو نتيجة الإفلاس السياسي القطري بعدما وضعت وآمال وطموحات لن تتحقق إلا بالذهاب إلى الرياض".

وبدوره، قال المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، على هجوم قطر وأذرعها على الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، مؤكداً أن ذلك يعكس حالة الإفلاس السياسي القطري.

وأضاف المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر في تغريدات عبر حسابه على تويتر، أن هجوم أذرع قطر تجاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي تعبير حقيقي عن النظرة السياسية القطرية القائمة على محاولة تهميش المجلس، وتعطيل عمله، ومحاولة النيل من الثقة في هذه المنظومة الخليجية

وشدد المحلل السياسي السعودي على أن "قطر جاسوس يعمل لصالح الإيرانيين والأتراك، لا بد من طردها من منظمة التعاون الخليجي".

ومن جانبه، قال الإعلامي الإماراتي علي خليفة على تويتر: "حملة غير مبررة تشنها أذرع قطر الإعلامية على معالي نايف الحجرف، يوازيها تنسيق هجومي صبياني مع حسابات قطرية مدعومة حكومياً على وسائل التواصل الاجتماعي".

قرار مجلس التعاون
ووفقاً لموقع "عرب مباشر"، أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، صدور قرار اللجنة الدائمة لمكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية لدول مجلس التعاون بالتحقيق في مكافحة الإغراق ضد واردات دول مجلس التعاون من منتج صفائح وألواح وأشرطة من خلائط الألمنيوم والتي تزيد عن (0.2) ملم وبحد أقصاء 8 ملم ذات منشأ أو المصدرة من جمهورية الصين الشعبية، والتي تندرج تحت البندين الجمركين (76061200- 76069200) من التعرفة الجمركية الموحدة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ولكن قطر المرتبكة، كانت تتمنى أن تشكل زيارة الأمين العام إلى الدوحة، مدخلاً جديداً للعلاقات مع دول الجوار، والمنطقة، خاصةً في ظل التطورات المتسارعة بعد اتفاقيتي السلام مع إسرائيل، التي ضربت ستاراً من سعف النخيل حول قطر، ولكن خيبة الأمل كانت في حجم ما جاء في الهجوم على الحجرف فور مغادرته الدوحة، بعد أن تأكد أنه لا دور لقطر في الأحداث والمستجدات المنتظرة، مثل ما كان شأنها في الأشهر والأعوام القليلة الماضية، التي تلت إقصاءها من قبل الرباعي المناهض للإرهاب.

مقايضة السلام مع إسرائيل
وفي هذا الشأن، ذكرت تقارير إعلامية، وفق موقع "إندبندنت عربية"، أن الدوحة تريد مقايضة السلام الكامل مع إسرائيل، بالضغط على جيرانها الخليجيين لإنهاء مقاطعتها، واختارت قطر في بيانها أن تُبقى على الباب مُوارباً، وقالت إنها "لن تألو جهداً لتقديم ما تستطيعه من الدعم للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين حتى نيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة"، وهو التعهد نفسه الذي قطعته كل من الإمارات والبحرين.

ومن جهته، يرى المتخصص في العلاقات الدولية، عبد الرحمن الجديع، أن "المشكلة ليست في دول المقاطعة، بل في عقل صانعي القرار في قطر الذين يتوهمون أموراً غير موجودة وأفكاراً غير حقيقية، ما جعل الأزمة معضلة، وبدد النيات الحسنة والمشاعر الصادقة من قبل دول المجلس لبداية صفحة جديدة من التعاون الخليجي الفعال، ليصبح المجلس محوراً إقليمياً فاعلاً ومرهوب الجانب".

ولفت الجديع، وهو دبلوماسي سعودي سابق، إلى أن ورقة انضمام قطر إلى دول السلام مع إسرائيل غير مُجدية، لأن "الدوحة أقدمت على ذلك منذ زمان"، ويعتبر أن "أي حديث لحل هذه الأزمة دون موافقة قطر على وقف عبثها، وموافقتها على المبادئ المحددة لإثبات جديتها في الحوار، ضرب من المغالطة يسهم في بعثرة الجهود، بدل تصويب القرار السياسي القطري". 

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة