ولكن هل تعني هذه العلاجات أنه يمكننا أن نعيش لفترة أطول؟
مما لا شك فيه، وبحسب أوبري دي غراي، أخصائي طب الشيخوخة، وربما المدافع الأكبر في العالم عن إطالة الحياة، فإن هناك اعتقادا بأن التقدم الطبي سيُمكّن البشر من العيش لمئات السنين.
وقد أنفق دي غراي ملايين الجنيهات من ماله الخاص في بحوث الشيخوخة، وهو كبير موظفي العلوم في مؤسسة سينس للبحوث، وتمتلك مختبرات في وادي السيليكون، بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وقال لي :"لم ألتق حتى الآن بشخص يريد الإصابة بمرض الزهايمر، اعتلال الصحة كنتيجة للشيخوخة هي المشكلة الأكبر التي تواجه العالم".
القيام بالأعمال المنزلية "يطيل العمر"
هل من الممكن تجنب الشيخوخة والاستمتاع بشباب دائم؟
ويعتقد أن الطب قريب من حل المشكلة إذ يقول "لن يكون هناك حدود للمدة التي يمكن أن يعيشها الناس عندما نتمكن من إخضاع الشيخوخة والسيطرة عليها".
وأضاف دي غراي :"سيظل الناس يموتون، ما زالت هناك شاحنات تصدمهم، ولكن في الحقيقة سوف يعيش الناس فى المتوسط لفترة أطول بكثير، ولن يموتوا إلا عند حدوث بعض الأمور الغريبة مثل كويكب يضرب الأرض".
والأهم من ذلك يعتقد الدكتور دي غراي أن التقدم الطبي يعني أننا سنقضي تلك السنوات الإضافية في صحة جيدة قوية.
والفكرة بإمكانية هزيمة الشيخوخة، لديها أنصار قليلون.
ولكن إذا كان هناك أي مكان في العالم يمكن من خلاله تحقيق هذا، فسيكون في وادي السيليكون.
فرجال الأعمال من أصحاب المليارات في قطاع التكنولوجيا هناك، اعتادوا على التفكير بشكل غير نمطي وتحدي الأفكار التقليدية.
في عام 2013 أنشأت غوغل، عملاق التكنولوجيا في العالم، شركة كاليكو (شركة كاليفورنيا للحياة)، ومهمتها "تمكين الناس من العيش حياة أطول وأكثر صحة".
كاليكو لم تعلن عن أبحاثها ومقرها في مبنى مجهول، حتى دون لافتة تعريف.
في عام 2016 تعهد مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ "بعلاج أو منع أو التعامل مع جميع الأمراض" بحلول نهاية القرن.
وقامت لورا ديمينغ، صاحبة مشروعات في كاليفورنيا، بإنشاء صندوق لإطالة العمر، يستثمر في الشركات التي تحاول حل المشاكل المرتبطة بالشيخوخة.
وأخبرتني لورا بأن الفضول هو من يحرك وادي السيليكون، وهو الفضول نفسه الذي يدفع أطفالا بعمر 14 عاما للعمل على برمجة الكمبيوتر في غرف نومهم، ويدفع شبابا في العشرين أو الثلاثين من العمر لتسخير عقولهم وأموالهم لعكس مسار عملية الحياة والموت ".
تمديد العمر هو بالتأكيد ممكن عندما يتعلق الأمر بكائنات حية بسيطة مثل الخميرة، ذباب الفاكهة أو الديدان.
ولكن يصبح الأمر أكثر صعوبة مع الكائنات الأكثر تطورا.
البروفيسور غوردون ليثغو من معهد باك لبحوث الشيخوخة، يدير المختبر الذي يدرس كيفية إطالة الحياة في الديدان المجهرية وفي الخلايا البشرية.
وتحدث إلينا قائلا "الشيخوخة مرنة حقا في الكائنات الحية المخبرية البسيطة ويمكننا زيادة عمرها بنسبة 500 في المائة".
لكن في الحيوانات الأكثر تعقيدا مثل الفئران "كنا قادرين على زيادة العمر 20 أو 30 في المائة ولكننا لا نعرف حدود الممكن في حالة البشر".
وينظر معهد باك إلى المحاولات في مجال زيادة طول العمر على أنها إلهاء عن هدفه الرئيسي، ألا وهو تمكين البشر من العيش بصحة جيدة وعافية في سن الشيخوخة.
وبطبيعة الحال، لا ينبغي أن نتوقع أن تحل الأدوية جميع مشاكلنا الصحية ولكن يجب أن نحاول الوصول إلى حل وسط مع العلم.
هناك أشياء يمكننا القيام بها بالفعل لزيادة فرصنا في قضاء مرحلة الشيخوخة بصحة جيدة.
وعلى رأس القائمة توجد دائما التمارين الرياضية، فإذا كان هناك دواء للشيخوخة فهو ممارسة التمارين الرياضية.
جميع المعمرين الذين التقيتهم كانوا يمارسون نوعا ما من النشاط البدني.
وفي أريزونا توجد مجموعة "صن سيتي بومس " للسيدات المتقدمات في السن والتي تعنى بممارسة روتين الرقص البهلواني وتنظيم رحلات السير.
قالت بيغي بارسونز، 76 عاما، من المجموعة "أشعر بالألم كل صباح، ولكن عندما أسير كنت أنساه، وأمارس المزيد من التمارين وأشعر بتحسن".
وقالت جينجر برايس، 84 عاما "أنا أحب بومس، فهي تحافظ على نشاطي البدني وتحافظ على عمل دماغي، وينبغي أن أحفظ حركات روتين الرقص وهذا الأمر يساعد ذاكرتي".
وتساعد المجموعة أيضاً النساء على استمرار التواصل الاجتماعي، وهو جانب هام آخر من الشيخوخة الصحية.
الحفاظ على العقل النشط أمر حيوي وهذا يمكن أن يبني "احتياطي معرفي" ويقلل فرص تقدم مرض الخرف.
كما أن نظاما غذائيا متوازنا سيكون مفيدا أيضا.
لا توجد صيغة مضمونة لقضاء سن الشيخوخة بصحة جيدة، ولكن اتبع تلك النصائح فلربما تساعدك في أن تعمر طويلا.
مواضيع: عمر،البشر،