يدرك كل قاريء للمشهد الأذربيجاني ما حققه رئيس البلاد إلهام علييف من أجل شعبه ورفاهيته، كما يدرك ما حققته الدبلوماسية الأذرية من نجاح كبير على مستوى العالم في العديد من المجالات، وكل من زار أذربيجان لعدة مرات يمكنه بوضوح ملاحظة التغيرات المتسارعة التي تشهدها يوما بعد يوم وبصفة عامة إذا ما قارنت أذربيجان اليوم بما كانت عليه عقب الاستقلال سيبدو لك الفارق الكبير في كافة المجالات وسيبدو لك بجلاء الجهد الكبير الذي بذله المؤسس الراحل الزعيم حيدر علييف رمز الوطنية الأذرية.
كما سيبدو لك مدى حب الرئيس إلهام علييف لبلده وشعبه وإيمانه بضرورة السير نحو المستقبل بخطى ثابتة وسعيه لتحقيق آمال وطموحات هذا الشعب الذي هو واحد منه.. رجل تسلم دفة البلاد بعد زعيم عظيم أصبح أيقونة في العمل الوطني فغير وجه الحياة على الأرض الأذرية التي عشقها وأفنى حياته من أجلها وقادها وجعل منها واحة للتطور والأمن والسلام في ظل ما نسجه لبلاده من خيوط تعاون وصداقة وتفاهم مع دول العالم مما جعلها تحتل موقعا دوليا متقدما على الخارطة السياسية والاقتصادية العالمية.
وفي يوم عيد ميلاد رئيسهم إلهام علييف يشعر كل أذربيجاني بالفخر بما تحقق في بلادهم ونقلها إلى دولة عصرية ووجهة رئيسية للحوار بين الثقافات والأديان والتسامح في العالمِ.
وكما نال ثقة وتقدير شعبه فقد نال الرئيس إلهام علييف احترام العالم أجمع وحصل على العديد من الأوسمة والتكريمات من دول مختلفة ومنظمات عالمية ومنهاعلى سبيل المثال لا الحصر وسام الملك عبد العزيز، أرفع وسام كويتي(قلادة مبارك الكبير)، وسام الشرف الفرنسي، وسام النجمة الرومانية، وسام الشرف الجورجي وجائزة رجل الدولة الأكثر نجاحا للعشرية في الجمهوريات الناطقة بالتركية والجائزة الدولية كصديق حميم للبلقان.. وغيرها من الجوائز والتكريمات لدوره الرائد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية والرياضية والثقافية.
وقد ولد الرئيس الأذربيجاني في الرايع والعشرين من ديسمبر عام 1961 في أسرة متشبعة بالقيم الأخلاقية والعلمية والثقافية وتخرج من معهد موسكو الحكومي ونال درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية، وربما هذا ما منحه القدرة على إدارة علاقات بلاده مع كافة دول العالم بقدرة فائقة وجعل منها دولة محورية في محيطها خاصة وأنها تتميز بموقع جيوسياسي وجيوستراتيجي فريدين.
وكما لعب والده الزعيم القومي العام حيدر علييف دورا وطنيا كبيرا حافظ من خلاله على استقرار أذربيجان في فترة من أصعب الفترات في تاريخ البلاد بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي عام 1991 فقد انتخب الرئيس إلهام علييف بعد رحيل والده ليكمل المسيرة برؤية وطنية أراد من خلالها رفع مستوى معيشة أبناء شعبه وتعظيم شأن بلاده في كافة المحافل الدولية، فعلى الساحة الداخلية كانت له مساهمات فاعلة لرسم مستقبل البلاد حتى قبل توليه الحكم ، حيث ترأس الوفد الأذربيجاني في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وانتخب عام 2003 نائب رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وفي الوقت نفسه عضوا لمكتب الجمعية.
وفي الرابع من أغسطس عام 2003، تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء وبعد وفاة والده انتخب رئيسا للجمهورية وذلك عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وحصل على 74.46 بالمائة من أصوات الناخبين خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 15 أكتوبر عام 2003 وقام بتأدية اليمين الدستورية في 31 أكتوبر من العام نفسه ليبدأ مرحلة جديدة من النهضة الشاملة حيث تم تشغيل أنبوب البترول باكو- تبيليسي- جيهان واستطاع تقليص عدد العاطلين وخلق المزيد من فرص العمل وزيادة احتياطي النقد الأجنبي والدخل القومي وتوزيع المداخيل المتحصلة من مشاريع الطاقة على تطوير وتنمية الحياة الإقتصادية في الدولة.
ومن أهم المشاريع الكبرى التي أولاها اهتماما كبيرا مشروع شاهدانيز -2 وكذلك- خط أنابيب جنوب القوقاز - الذي يوصل الغاز الأذربيجاني إلى جورجيا كما لعب مشروع تاناب دورا مهما في تأمين الطاقة لأوروبا، وكان افتتاح خط سكك الحديد (باكو – تبيليسي – قارص) أحد أهم المشروعات الواعدة لاورو اسيا على طريق الحرير القديم التي تيسر إطلالة أقطار آسيا الوسطى وأفغانستان على أسواق أوروبا والأسواق العالمية وسيضمن نقل ثلاثة ملايين راكب وسبعة عشر مليون طن من البضائع سنويا ، كما له أثر كبير على تنمية السياحة في المنطقة.
وفي الوقت الذي عانت فيه العديد من الدول المنتجة للنفط بسبب تدني أسعاره في الأسواق العالمية استطاع الرئيس إلهام علييف التقليل من آثار هذه الأزمة باتخاذ إجراءات مهمة وملوسة لتقليل الاعتماد على النفط، وتنويع مصادر الدخل وتنمية المجالات غير النفطية.
وللحفاظ على مكتسبات الدولة فقد حرص إلهام علييف على تطوير الجيش الأذربيجاني حتى أصبح من أقوى الجيوش في المنطقة من حيث العدة والعتاد العسكري والجاهزية والقابلية الفنية، وبات قادرا على مواجهة التحديات والمطامع الأجنبية تجاه الأراضي الأذربيجانية.
وعلى الصعيد الخارجي فقد تمكن السيد إلهام علييف من مواصلة النهج الذي تركه والده باتباع دبلوماسية نشطة وواقعية ومتوازنة تهدف الى ضمان المصالح الوطنية ورفع المكانة الدولية للبلاد وتعزيز الأمن القومي والإقليمي والمساهمة في الاستقرار والسلام العالميين، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار وكافة دول العالم والمنظمات الدولية باستثناء أرمينيا ونظرا للنجاح السياسي الكبير الذي حققه فقد انتخبت جمهورية أذربيجان عضوا غير دائم لمجلس الأمن للأمم المتحدة لعامي 2012-2013 و ذلك بدعم من 155 دولة كما نالت بلاده عضوية حركة عدم الانحياز والاتحاد الأفريقي.
وانفتحت أذربيجان أكثر في عهده على الثقافة والحضارة العالمية فقامت بتنظيم واستضافة العديد من الفعاليات والندوات وورش العمل الدولية الخاصة بالحوار بين الثقافات والحضارات ومن بينها المنتدى الدولي حول الحوار بين الثقافات المنعقد في تاريخ 5-6 مايو عام 2017 والذي جمع بين المنظمات الأكثر نفوذا في العالم (اليونسكو والإيسيسكو ومجلس أوروبا) وذلك بمشاركة العديد من السياسيين ورجال الدولة وممثلي المجتمع المدني والصحفيين حيث شكل المنتدى أرضية خصبة للحوار والتفاهم العالمي.
واستضافت أذربيجان العديد من الفعاليات الرياضية ومن بينها الألعاب الأوروبية الأولى وأولمبياد الشطرنج الدولي وسباق الفورمولا -1 ودورة ألعاب التضامن الإسلامي الحدث العالمي الضخم الذي احتضنته العاصمة باكو على امتداد الفترة من 12 مايو الى 22 مايو عام 2017 والتي حققت هي الأخرى نجاحا باهرا من كل النواحي، وأثبتت مجددا نزوع الشعب الأذربيجاني إلى الرياضة والتنافس الشريف.
وخلال رئاسة إلهام علييف احتضنت بنجاح أذربيحان العديد من الفعاليات الثقافية والإنسانية والموسيقية والعلمية والاقتصادية وذلك بفضل النائبة الأولى لفخامته وسفيرة النوايا الحسنة لليونسكو والإيسيسكو السيدة مهربان علييفا التي لعبت دورا بارزا في التنظيم الجيد لهذه الفعاليات، حتى أصبحت أذربيجان هي الدولة المرشحة لاستضافة أكسبو 2025 ويتوقع الجميع نجاح هذه الفعالية بمجهودات السيدة مهربان علييفا، ومن هذا المنطلق فان أذربيجان تولي اهتماما خاصا بإكسبو 2020 الذي تستضيفه مدينة دبي وكانت أذربيجان هي الدولة الأولى التي أكدت مشاركتها في دبي إكسبو 2020.
المصدر: الفجر
مواضيع: