مضى البابا فرنسيس إلى القول: إننا نرى يسوع في وجوه الأطفال السوريين، المتأثرين بالحرب التي أدمت البلاد خلال هذه السنوات. لتتمكن سورية الحبيبة من استعادة الاحترام تجاه كرامة كل شخص من خلال التزام مشترك في إعادة بناء النسيج الاجتماعي بغض النظر عن الانتماءات العرقية والدينية. نرى يسوع في أطفال العراق الذي ما يزال مقسّماً ومجرّحاً بسبب الأعمال العدائية التي شهدها خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وفي أطفال اليمن حيث يدور صراع منسيّ يحمل انعكاساتٍ إنسانيةً خطيرة على السكان الذين يعانون من الجوع وتفشي الأمراض. نرى يسوع في أطفال أفريقيا، لاسيما أولئك المتألمين في جنوب السودان والصومال وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا. نرى يسوع في أطفال العالم كافة حيث السلام والأمن مهددان بمخاطر التوترات وصراعات جديدة. نصلي كيما يتم تخطي المواجهة القائمة في شبه الجريرة الكورية وكي تنمو الثقة المتبادلة بشكل يعود بالفائدة على العالم كله. نوكل فنزويلا إلى الطفل يسوع كيما يتم استئناف الحوار الهادئ بين مختلف المكونات الاجتماعية لصالح الشعب الفنزويلي الحبيب.
نرى يسوع في الأطفال الذين، ومع عائلاتهم، يعانون من نتائج الصراع في أوكرانيا وتبعاته الإنسانية الخطيرة، ونصلي كي يهب الرب السلام لهذا البلد العزيز في أقرب وقت ممكن. نرى يسوع في الأطفال الذين يفتقر ذووهم إلى العمل ويجهدون ليؤمنوا لأبنائهم مستقبلاً آمناً ومطمئناً. وفي الأطفال الذين سُرقت منهم الطفولة، والمرغمون على العمل منذ الصغر، أو الذين يُجندون من قبل مرتزقة لا ضمير لهم. نرى يسوع في العديد من الأطفال الذين أجبروا على مغادرة بلادهم، وعلى السفر بمفردهم في ظروف غير إنسانية وهم فريسة سهلة أمام المتاجرين بالكائنات البشرية. من خلال عيونهم نرى مأساة العديد من المهاجرين القسريين الذين يعرّضون حياتهم للخطر ليقوموا بسفر شاقٍ ينتهي أحياناً بالمآسي. أرى يسوع في الأطفال الذين التقيت بهم خلال رحلتي الأخيرة إلى ميانمار وينغلادش، وأتمنى ألا تتوقف الجماعة الدولية عن العمل كي تتم حماية كرامة الأقليات المتواجدة في المنطقة. إن يسوع يعلَم جيداً الألم الناتج عن نبذ الأشخاص، والصعوبة الناجمة عن عدم وجود مكان يُلقي فيه رأسه. دعونا لا نُغلق قلوبنا كما كانت مغلقةً أبوابُ منازل بيت لحم.
في ختام رسالته إلى مدينة روما والعالم لمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد قال البابا فرنسيس: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، علامة الميلاد موجهة إلينا نحن أيضا "طفل مقمّط". دعونا نقبل من خلال الطفل يسوع، وعلى غرار العذراء مريم والقديس يوسف ورعاة بيت لحم، محبة الله الذي صار إنساناً من أجلنا، ولنلتزم بفضل نعمته في جعل عالمنا أكثر إنسانيةً وأكثر ملائمة لأطفال اليوم والغد.
مواضيع: البابا عيد-الميلاد