آثارنا القديمة في إيرفان

  14 اكتوبر 2020    قرأ 890
  آثارنا القديمة في إيرفان

طُرد الأذربيجانيون الذين كانوا يعيشون في أرض أوغوز القديمة من أراضي أجدادهم إلى آخر شخص وتعرضوا لقضاء حياة المشرد والمهجر في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وكان هذا استفزازاً سياسياً للقرن العشرين ترافقه القسوة والوحشية الشديدتين. ترك المصير المرير لمواطنينا الذين أحرقت بيوتهم وأجبروا بالفرار عبر الجبال الثلجية في أيام الشتاء الباردة والصقيعة القارصة بصمة لا تمحى في قلوبنا. لم يترك البرابرة الأرمن الشوق بهذا وشرعوا في تهديم آثارنا التاريخية التي كانت ذكرى آلاف السنين واغتصاب مبانينا القديمة جداً موجودة في مدينة إيرفان التي هي مدينة إسلامية بحتة وفي كل منطقة من أذربيجان الغربية. في البداية، عندما علمنا بالأعمال السيئة السمعة للأرمن المجرمين شعرنا بالقلق بصفتنا الأتراك الأذربيجانيين. للأسف، لم يكن لدينا الصوت أو القوة لوقف هؤلاء الأرمن المدمرين والمجرمين والمتعطشين للدماء. بسبب تجاهل الأخبار المنتشرة على الساحة الدولية بهذا الصدد، سجلت هذه الأحداث كصفحة مؤلمة في تاريخ إمارة إيرفان. نجم عدم اهتمام المجتمع الدولي بهذه الأعمال المدمرة للأرمن، بلا شك، عن إهانة روح أسلافنا الذين كانوا من السكان القدامى لتلك الأراضي على مدى قرون وعن انتهاك حقوقهم ونشر أفكار سخيفة وشائنة مثل إبلاغ المجتمع العالمي بأن تلك الأراضي ملك للأرمن.

يفيد AzVision أنه تم تضمين هذه الكلمات في مقال الكاتب الصحفي ودكتوراه الفلسفة في فقه اللغة شفق ناصر بعنوان "مسجد حسين علي خان" أحد آثارنا القديمة في إيرفان. نقدم نص المقال فيما يلي:

هل بدأت هذه المعلومات بالانتشار بالفعل في العقود القليلة الماضية؟ بالطبع لا! عندما نتضلع في التاريخ، نرى أن جذور سياستهم المثيرة للاشمئزاز وغير الأخلاقية في هذا الاتجاه عميقة جداً. حتى في الحين الذي كنا نعيش في جو من "حسن الجوار" خلال فترة زمنية طويلة، قام الأرمن باستفزازات مادية ومعنوية ضدنا في هذا الاتجاه علانياً وسرياً. للأسف لم نر أعمالهم القبيحة والغادرة في ذلك الوقت، عندما انحنى الهاي (الأرمن) الفاشيون الماكرون كأنهم أرقاء لنا وذللوا أمامنا لأن رحمة من سيدنا علي في قلوبنا أغمضت عيوننا.

أليس احتلال 20 % من أراضينا اليوم وطرد أكثر من مليون مواطن من أراضي أجدادهم وتدمير آثارنا التاريخية ونهب مواردنا الجوفية والسطحية نتيجة خيانات الأرمن؟ لا تزال تتطلع عيون أراضينا الأصيلة وأوطاننا وحدائقنا وجبالنا ووديانا وغاباتنا الزمردية وينابيعنا التي تسيل بخرير في أذربيجان الغربية إلى سكانها الأصليين القدامى...

دعونا لا نبتعد عن الهدف... أثناء البحث في صحافتنا الكلاسيكية من الماضي القريب وفي العدد الأول من مجلة "الحقائق البرهانية" الصادرة في إيرفان في بداية القرن الماضي ( يناير1917 عدد،1 وص.،7) صادفت صورة المسجد الأزرق والمقال المثير للأهتمام عنه. أحيى مصيره العلمي والاجتماعي هذا النصب التاريخي من بنائه في ذاكرتي آلام هذا اليوم لأراضينا المفقودة التي لا تُنسىى من جديد.

وكان المقال ينص على أن "صورة المسجد التي تم طبعها بهذا الشكل هي انعكاس لـ" المسجد- الجامع"-"الجامع الأزرق" الذي يعتبر من أقدم المباني في إيرفان. تم بناء هذا المسجد عام 1178 هـ. حفرت العبارة التالية على قوس المسجد: "أفكنه عكس مسجد حرم در إيرفان " (صورة مسجد في إيرفان). عند نقل هذه العبارة إلى حساب أبجد هوز يتضح تاريخ بناء المسجد أي 1178. هذا المسجد بناه حسين علي خان، ابن نجف غولو خان قاجار ، الذي حكم إيرفان عام 1756 م، عندما كانت مدينة إيرفان لا تزال تحت إدارة الحكومة الإيرانية. ولهذا سمي على اسم الشخص الذي بنى المبنى ب "مسجد حسين علي خان". وهذا يعني أن المسجد بني قبل 72 عاماً دون احتلال الحكومة الروسية لأيرفان. وانه مقيم حالياً".

ومع ذلك، فإن معلومات المؤلف عن المسجد لا تنتهي عند هذا الحد. ثم أعرب كاتب مقال "تحفيل" (هذا توقيع رئيس تحرير المجلة علي محزون حاجي زين العابدين زاده رحيموف شفق ناصر.) عن قلقه البالغ من الآراء السخيفة والملفقة لمراسل أرمني حول المسجد. لم يكن قلق المثقف الأذربيجاني في إيرفان عبثاً. لأنه في ذلك الوقت وصلت الأحداث السياسية المتزايدة في روسيا موجاتها الثورية إلى القوقاز. قام الأرمن باستخدام هذه المواجهات السياسية لأغراضهم الخاصة وشأنهم شأن أي مكان آخر، بأعمال الشغب في إيرفان وشردوا الأذربيجانيين وطردوهم من ديارهم، وحل الأرمن من تركيا محلهم. على الرغم من أنهم قد استقروا للتو في أراضينا القديمة، إلا أنهم غيروا أسماء القرى ومناطقنا السكنية وشنوا اعتداءات غير أخلاقية على آثارنا التاريخية والثقافية. كانوا يمارسون التعصب القومي ضد مثقفي إيرفان الذيم اعترضوا ضد هذه الأعمال، بمن فيهم ج. مامادوف وم. قمرلينسكي أ. حسين وج. عسكرزاده وم. ميرفتحلاييف وم. ناصر. ويجيب علي محزون،بدوره ، على الإرهاب الأخلاقي والسياسي الذي مارسه الأرمن في نفس المقال بمنطق الحقيقة التاريخية. أنظروا ما يصنعه المراسل الأرميني عن "مسجدنا الأزرق". كتب ال"تحويل" : "في العدد 279 من مجلة Solntse Rossii أعتبر ذلك المسجد في إيرفان من آثار الفن للرسام الخاص لتلك المجموعة "تير-يان" وتم طبع صورة هذا المسجد وإعادة تسميته ب"مسجد فان" بقرار استثنائي من مسجد إيرفان.

لا يترك فن التصوير لهذا للمراسل العسكري والمصور لمجلةSolntse Rossii ، "تير-يان" الذي يظهر سخيفاً شكاً على مدى "صحة" هذا النص المجموعي وعلى صحة "الأخبار الوثيقة" التي ينقلها أمثال "تير-يان" لقرائهم بعرضه هذه الصور الفتوغرافية لذلك المسجد الذي قدمه حسب وعده.

عجيب! تم عرض الصورة الفتوغرافية لمسجد إيرفان هذا والتي طبعت على بطاقات بريدية في جميع أنحاء القوقاز وروسيا، في عمود "Solntse Rossiya" من قبل "تير-يان" كأنه "مسجد فان"، هل هذا لا يعني اعتبار جميع سكان روسيا، أو بالأحرى مسلمي روسيا بعمى، وما هذا؟ في رأيي أن "تير-يان" لم ير حتى في منامه" فان" وابتلع المقطع الأول لأيرفان وكتب "فان".

بلغت غطرسة تير-يان إلى درجة أنه حاول الحكم على الآثار الثقافية والتاريخية للأذربيجانيين بالنسيان الأخلاقي من خلال الترويج لصورة "مسجد حسين علي خان" على أنه "مسجد فان". مما لا شك فيه أن اللوبي الأرمني وحزب "داشناكتسوتيون" الذي تشكل في ذلك الوقت، كانا وراء هذا العمل الاستفزازي الكبير. لقد اطلعنا على عدد كبير من المقالات التي نشرها المثقفون الأذربيجانيون في الصحافة في ذلك الوقت حول مؤشرات وصور السياسة القبيحة التي اتبعها الأرمن في 1917-1920 من أجل إقامة "أرمينيا الكبرى". نقرأ الآن السطور الأخيرة من مقال "مسجد الحسين علي خان" التي نتحدث عنها: في العدد الثاني عشر من مجلة "أوغونيوك"، طُبعت صورة الساحة في بداية شارع فورونتسوف في تيفليس (تبليسي) تحت اسم "ساحة السوق في أرضروم". على أي حال، يمكن لأي شخص أن "يحكم" على مدى الصدق للمصورين لذلك النص المجموعي ".

يتحدث المؤلف في دفاعه عن آثارنا الوطنية والثقافية، مثل "مسجد حسين علي خان" أيضاً عن الوضع السياسي والاجتماعي للأذربيجانيين الذين تعرضوا للعنف الجسدي والمعنوي في أراضي أجدادهم، وكذلك عن المجلة التي يملكها. لا محالة، علينا أن نتساءل عما إذا كنا قد قاتلنا ضد فقدان أراضينا وطرد مواطنينا، وكذلك تدمير آثارنا التاريخية من وقت لآخر. إذا كان الأمر كذلك وقاتلنا، فلماذا ازداد الحجم المادي والجسماني والروحي لخسائرنا بهذه الدرجة؟ لا ينسى التاريخ شياً، فهو يحفظ كل شيء في ذاكرته منذ الولادة الأولى نحو الأبد. هذا هو السبب في أن التاريخ العظيم يتطلب منا دراسة هويتنا الوطنية من وقت لآخر. لأن كل نظرة جديدة للتاريخ، يساهم كل نهج جديد في اكتشاف عدد كبير من الحقائق والأحداث التي لم يتم حلها والتي لم تكتشف. بهذا المعنى، يجب أن ندرس مراراً وتكراراً القرون التي عشناها في أراضينا التي لا نهاية لها، بما في ذلك أذربيجان الغربية. يجب أن يتم عرض الحياة والبيئة الاجتماعية الأدبية وظروف وتاريخ آثارنا الثقافية بشكل عام ولمظهر الجغرافي لمناطقنا السكنية في أراضينا القديمة والمشغولية الرئيسية للسكان وأنشطة مثقفينا في الحياة الاجتماعية والسياسية في إيرفان في الفن والأدب ويجب القيام بالعمل الكبير والمتواصل في هذا النحو.

أذرتاج 




مواضيع:


الأخبار الأخيرة